وجدت دراسة قام بها فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا، أن المتزوجون لفترة طويلة ، يعيشون بجوٍ من السعادة و الضحك، و أنهم يحبون بعضهم أكثر كلما طالت فترة زواجهم.
الزواج الأطول يضمن المزيد من السعادة والضحك
يتزوج الناس مع توقع الاستمرار في هذه العلاقة مدى الحياة. وتستمر بعض الزيجات لفترة طويلة، حتى يفصل الموت الشريكين وللأسف ، وفي المقابل لا يدوم البعض الآخر لفترة طويلة.
ومع ذلك ، فإن الصرعات التي تحدث في بداية فترة الزواج، تجعل من الصعب تصديق أن هذا الزواج يمكن له أن يضمن حياة سعيدة لكلا الشريكين.
ولكن دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا University of California ، بيركلي Berkeley ، وجدت أنه كلما طال الزواج ، كلما كانت فرص السعادة أكبر.
وفقاً لهم ، فإن الأشخاص المتزوجين لفترة طويلة ، يضحكون ويحبون أكثر، مقارنةً بهؤلاء الأزواج الذين افترقوا بسبب خلافاتهم.
ما الذي يعتقده خبراء العلاقات
كانت قد طرحت الدراسة سؤالاً جوهرياً، هل يعني ذلك أن فرص الناس في السعادة تزداد إذا استمروا في الزواج؟
"إن الأمر يتعلق بالقبول والنضج ، الذي يأتي مع تقدم العمر."
فعلى سبيل المثال ، خلال الأيام الأولى للزواج ، قد تبدو الاختلافات (وربما الخلافات) بين الشركاء غير متناسبة، لأن الزوجين في هذه المرحلة يكونان في حالة من استكشاف، ومعرفة، وفهم بعضهما البعض بشكل أفضل. ولكن مع التقدم في السن ، يتعلم الشريكان التكيف، وبالتالي يتم استبدال تلك المشاحنات الأولية بالقبول.
نعم ، في بعض الأحيان يكون الانفصال هو السبيل الوحيد لحل الإشكالات الحاصلة، و بسبب الاختلافات غير القابلة للتوفيق. ولكن أولئك الذين يتغلبون على السقطات والعقبات الأولية ، يتعلمون العيش مع بعضهم البعض للأفضل والأسوأ.
ومع تقدمهم في العمر ، سيجمعون الكثير من الذكريات معاً مثل إنجاب الأطفال ، وتحقيق الأهداف الوظيفية والشخصية ، وما إلى ذلك.
وهذه الحلقات تقربهم من بعضهم، و يبدأون بالاستمتاع بحياةٍ سعيدةٍ يعيشون فيها ، وهذا بالطبع غير ممكن بين عشية وضحاها" ، كما أوضح شويتا سينغ Shweta Singh ، وهو الاستشاري الخبير في علم النفس.
الأشخاص الذين يعيشون زيجات مستقرة لديهم معدلات منخفضة من الاكتئاب
كما نعلم فإن السعادة حالة ذهنية، وهذا ما أكدته دراسة فريق البحث في جامعة كاليفورنيا، بخصوص العلاقة بين الزيجات المستقرة وعلاقتها بمعدلات الاكتئاب، إذ أن فريق البحث يؤكد على أن الزيجات الأطول لها تأثير كبير على تخفيض معدلات الاكتئاب.
ويقول روبرت ليفنسون Robert Levenson ، وهو أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي أنه "على الرغم من تجربة فقدان الأصدقاء والعائلة ، فإن كبار السن في زيجات مستقرة، هم سعداء نسبياً، ويعانون من معدلات منخفضة من الاكتئاب والقلق.
و يضيف ايضاً: "لقد كان الزواج جيدًا لصحتهم العقلية". و يذكر أن روبرت ليفنسون هو أحد المشاركين المهمين في الدراسة.
زيادة في السلوكيات الإيجابية ؛ انخفاض في المشاعر السلبية
كما وجد مؤلفو الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في زواج طويل الأجل يواجهون انخفاضاً في السلوكيات السلبية مثل المشاحنات والنقد والدفاع.
وعلى الغالب قد تحقق ذلك، لأن زيادةً في السلوكيات الإيجابية مثل الضحك والفكاهة والحب والمودة قد تحققت. والجدير بالذكر أن نتائج الدراسة قد تم نشرها في بيركلي نيوز Berkeley News ، وموقع الأخبار والمعلومات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي UC Berkeley ، وفي مجلة "العاطفة" the journal ‘Emotion’.
الدراسة استغرقت خمس و عشرون 25 عاماً
إن النتائج المتعلقة بالزواج وفوائده الصحية المحتملة، قد استخلصت من هذه الدراسة والتي استغرقت خمس و عشرون 25 عاماً.
وقد قام فريق البحث ، برئاسة البروفيسور روبرت ليفينسون ، بدراسة أكثر من مائة و خمسون 150 زواجاً طويل الأجل وبدأوا في تتبع المشاركين - الذين هم الآن في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات- منذ عام 1989.
وفي دراسة أُخرى
أما في البحث الذي أقام فيه العلماء علاقات مشتركة بين الزواج والضحك ، تابع الباحثون، و لمدة ثلاثة عشرة 13 عاماً التفاعلات العاطفية لـ 87 من الأزواج في منتصف العمر ، وكانوا في زواجٍ طويل الأمد، في مدد تتراوح بين 15 و 35 عاماً.
وقرب نهاية دراستهم ، وجد الباحثون أن الأزواج المتزوجين الذين تتقارب أعمارهم "أظهروا المزيد من روح الدعابة و الفكاهة والحنان و الرأفة تجاه بعضهم البعض".
أسرار الزواج السعيد والطويل الأمد
كل زواجٍ فريدٍ من نوعه، ولكن الحب والمودة والتكيف هي بعض العوامل المشتركة المسؤولة عن الزواج السعيد. وسيكون -بالتأكيد- من الخطأ القول أن هناك بعض الصيغ السرية للزواج تستمر لفترة طويلة.
و بالفعل فإن جميع الأزواج يمرون بمراحل صعبة خلال حياتهم الزوجية ؛ وسيكون هناك خلافات وخيبة أمل. ولكن أولئك الذين يعملون بجد لفرز و حل الخلافات، والتغلب على الأيام المضطربة مع الحب والصبر ، سيكافأون بحياة الرفقة و العِشْرَة السعيدة.