كيف أغير أفكاري فيما يتعلق بصورة جسدي ؟

 خمس خطوات لقبول جسم صحي و سعيد

ها أنا أقف أمام مرآة الحمام ، و أقوم بسحب قميصي، محاولةً معرفةَ ما إذا كان بطني يبدو أنحف مما كان عليه قبل أسبوع . إن الصورة مرحة و مثيرة للشفقة في وقت واحد ، إلى الدرجة التي يساورني فيها هذا السؤال : متى أصبحت مهووسة بفكرة النحافة على هذا النحو؟

 

إنه سؤال مخادع..

 فلطالما كنت مهووسة دائماً بهذا الأمر ،  و كنت أقول لنفسي إن الأمر لا يتعلق بالنحافة بل بالصحة ، و أقول هذا لابنتي ، و التي بدأت و هي ما تزال في التاسعة من عمرها تفعل الشيء ذاته بالفعل  ، فغالباً ما  أراها تستدير جانباً، و هي تمر على أي سطح عاكس ، و تتحقق من نفسها ، و تتأكد فيما إذا كان هناك أي سمنة مخفية تحت ملابسها .

و للحق ، فإن هذا يجعلني أريد أن اتقيأ : 

و أعود إلى نفسي و أتساءل : هل كنت قلقة من أن أصبح بدينة في التاسعة من عمري؟  لا يمكنني التأكد من ذلك  ، فالسنوات والحياة التي مرت بين الآن و ذلك الحين شاسعة للغاية إلى الحد الذي أصبحت معها ذاكرتي ضبابية عن تلك الأيام .

و جلُّ ما في الأمر  أنى أريد أن أكون مثالاً وقدوة لها ، بل إنني أحتاج أن أكون مثالاً جيداً لها في الواقع . فأنا لا أريدها أن تكون مثقلة بالأعباء اليومية للقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عن جسدها لأن هذه هي الحقيقة الصعبة للمسألة عندما يتعلق الأمر بذلك .

كما أنني قلقة بشأن ما قد يقوله الآخرون عن جسدي في غيابي ، و عن ظهري ، هذا الظهر ، الذي ربما يكون مترهلاً قليلاً مع وجود لفات كثيرة جداً .

و ها أنا ذا مرة أخرى .

و إذا كان هناك وقت للصحة ، فلابد و أن يكون هذا أوانه . فالأمر لا يتعلق بكوني أتمتع بصحة جسدية جيدة فحسب، و لكنه يتعلق بصحتي العقلية أيضاً .

 

1- تخفيض الوجبات بشكل تدريجي (تحجيم الوجبات):

لقد عدت للوجبات الخفيفة من جديد . يا إلهي كم أحب  الوجبات الخفيفة . و إذا حدث و كنت قد قرأت أياً من أعمالي الأخرى ، فستعلم أنني أكتب الكثير عن الطعام ، إذ أن زوجي طاه ممتاز وقد امتلكنا مخبزاً لعدة سنوات ، و لطالما كنت أعبر عن حبي للطعام ، فالطعام هو الحياة .

كما أنني لا أعتقد أنني أستطيع العيش بسعادة مع أكل صدر الدجاج المسلوق و البروكلي المطهو ​​على البخار، إذ أنني  جربته من قبل .

وقد نتج عن ذلك إنهاء نظامي الغذائي الذي كنت قد اتبعته لمدة أسبوعين من خلال الرهان على رقائق البطاطس والصلصة لمدة أسبوع كامل ، وكنت في منتصف الليل أقوم بينما أتفحص الثلاجة لأجد نفسي أمام ما تبقى من الكعكة فيها .

  لذا ، و بدلاً من ذلك ، أقوم بالأبتعاد عن  الأشياء غير الضرورية .

بدلاً من الرقائق المقرمشة  و الجبن لوجبة خفيفة في منتصف النهار ، ربما أقوم بالتنزه مع الكلب  ثم أقوم بتناول المقرمشات بدلاً من الجبن.  أو قضمة من الجبن مع بعض الجزر الطازج والبازلاء من الحديقة .



 2- توسيع نطاق التحجيم :

 أنا أتخلى عن مقياسي ،و أنا على علم بذلك . إذ أننا سمعناها جميعاً من قبل.  فقياس الوزن أمر فظيع  ، إنه يجعلك فقط تشعر بأنك أحمق.

 وإذا وضعنا الكثير من الطاقة في ذلك الرقم الذي يحدق فينا ، فإذن سيكون هذا الشعور صحيحاً .

و أذكر أنني  في الماضي ، عندما حاولت أن أتمتع بصحة جيدة ، كنت أزن نفسي بشكل دقيق إلى حد الإفراط .

 و كنت كل صباح أفرك ذلك المربع السحري الصغير وأتمنى من الله أن تحدث المعجزة وأفقد الـ 30  رطلاً التي كنت أحاول التخلص منها .

و لأكتشف فيما بعد أنني و للأسف قد اكتسبت نصف رطل آخر و أن علي أن أعمل بشكل شاق لأتخلص منها  .  

و من ثم سيكون الإحباط أقوى من أن أتحمله ، وعندها سأتحول إلى الرقائق والبسكويت مرة أخرى.

إلا أنني و هذه المرة سأفعل أشياء مختلفة ، سأعطى نفسي فترة أسبوعين لأقوم بوزن  نفسي ،  و سأقوم كل أسبوعين  بوزن نفسي دون أن أتوقع الوزن .


3- التأكيدات الإيجابية : 

أعلم أن التأكيدات الإيجابية كثيرة على نحو كبير بالنسبة لشخص مثلك - و ذلك بالنسبة لشخص ذي مستو متقدم يبحث فقط عن تمتعه بالصحة .

و أنا لا أقصد من ذلك التحديق بلا تردد في المرآة و إخبار نفسك بأنك جميلة أثناء تناول الآيس كريم مع بعض من البكاء أثناء ذلك .

و أعني ، إذا كان هذا هو ما يحصل على الدوام ، فابحث عن الأفضل . و دعني أخبرك عزيزي القارئ  أن أسلوبي سيكون مختلفاً هذه المرة.

في كل مرة أحث فيها نفسي على رفع قميصي و التحديق في بطني ، سأجبر نفسي على التفكير في الاختيارات الصحية التي قمت بها مؤخراً ،

على سبيل المثال، كيف اخترت السباحة و اللعب في الفناء الخلفي مع أطفالي  بدلاً من الجلوس على الأريكة ومشاهدة المكتب للمرة العاشرة .

و لاشك أن تذكر هذه اللحظات البسيطة ذات معزى و معنى مهم جداً ، كما أن الانتباه لما نملأ به حياتنا والكيفية التي  نقوم فيها بتدريب أدمغتنا وأجسادنا ، ستصبح في النهاية عادة صحية للحياة اليومية . 


4- الحديث الإيجابي مع أحبائنا  :

 لن أخجل من جسدي بعد الآن ، و هذا سهل جداً  . فقد حاولت إخفاء الوزن الزائد الذي قد ينمو في فترات الاكتئاب وانعدام الأمن طوال الـ 33 عاماً الماضية من عمري  .

و كنت أختبئ بعيداً في منزلي لأنني لم أرغب في أن يرى الأصدقاء والعائلة عدد الترهلات الإضافية التي اكتسبتها منذ رؤيتهم الأخيرة لي .  

لقد كنت قلقة دائماً بشأن ما قد يقولونه عن ظهري في غيابي ، "هل رأيت مقدار الوزن الذي اكتسبته ليندسي" ، إنها بحاجة للتحكم بوزنها الزائد حقاً  ."

و دعني أصارحك عزيزي القارئ أن واقع الأمر ، و بالنسبة لشخص مثلي ، محب للطعام ولديه تاريخ مليء بالمشكلات مع إدمان الطعام ، أن هذه اللحظات كانت حقيقية وصعبة ، و قد حان الوقت لأكون صريحاً مع نفسي و مع أحبائي ، لأنني أعاني من هذا النوع من الأشياء .

إننا  عندما نسمح للأشخاص الذين نهتم لأمرهم بأن يكونوا على علم بالصراعات التي نمر بها ، فإننا سنسمح لأنفسنا بفرصة الاعتراف بأخطائنا .

و يمكننا بعد ذلك أن نتعلم كيفية قتل تلك الأخطاء في معركة واضحة يكللها الصبر و الانتباه .


5- لا مزيد من الشعور بالعار :

 أخبرتني ابنتي في ذلك اليوم أنني جميلة في الزي الذي أرتديه ، لقد كان سروالاً  أخضر داكن امتلكته لعدة سنوات لكني لم أجرؤ أبداً على ارتدائه ، إذ كانت ساقيّ تبدوان غليظتين في السراويل القصيرة ،  و لم يكن خصري صغيراً بما يكفي وكانأشبه ما يكون ببالون  ، و لطالما ظننت أن مظهرى سيكون سخيفاً في هذا الشيء .

و لكن و قبل أيام قليلة ، اتخذت قراراً واعياً من أجل القيام بتلك التجربة . و قد كان  حتى مجرد الخروج من غرفة نومي إلى حيث جلست ابنتي وزوجي في المطبخ أمراً مرهقاً بالنسبة لي .

 قام كلاهما بإلقاء نظرة واحدة وبدأوا بالتعبير عن إعجابهم بي و إسماعي المجاملات الرقيقة  ،  و قام زوجي بأخبارى أنني أبدو جميلة ورائعة  ، وابتسمت لى ابنتى و أخبرتني بأنني أبدو جميلة  ، كما أخبرتني أن لديها بعض السروايل القصيرة في خزانة ملابسها أيضاً ، وتسعى إلى أن تقوم بتجربتها أيضاً .

لقد  أدركت أنني و من خلال التغلب على مخاوفي  ، كنت أساعد في تعليم ابنتي درس يحتاجه الكثير من الشباب و من كبار السن في هذه الحياة .

إذ أن  اتباع نظام غذائي مستمر والقلق الدائم على جسدى لم يعد مناسباً ،  و لقد استغرق الأمر مني 34 عاماً لأدرك ذلك ، لكنني أعتقد أني نجحت في الوصول أخيراً ، لقد قررت قبول جسدي على حقيقته .

و أنا فخورة بهذا الجسد  الرائع الذي جلب طفلين إلى هذا العالم ،  كما أن هذا الجسد يقوم بممارسة المشي والتنزه لمسافة  10  كيلومترات يومياً  مع الكلب و يتوقف بي إلى جانب الحقول ليشم رائحة الزهور البرية الرائعة .


و أخيراً …

إن هذا الشكل الرائع  يعانق ويضحك ويرقص رقصات صغيرة غريبة على الرغم من احتياجه إلى النغمات و الإيقاع.

نعم لقد اكتشفت أن جسدي يعني بالنسبة لي أكثر بكثير من كونه وعاء لاستيعاب آراء الآخرين .



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  

 
  ننصحك بقراءة المقالات التالية :

صورة الجسد : كيف أتعامل صورة جسدي ؟

الرعاية الذاتية : 5 ممارسات لكل مجال من مجالات حياتك

الاستراتيجية الوحيدة لـ الرعاية الذاتية التي تحتاج إليها




المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن