العواطف
ما هو الغرض و الغاية من العواطف ؟

كيف تساعدنا العواطف و المشاعر التي نتختبرها، في البقاء على الاستمرار بالحياة و النجاح ؟

بالتأكيد تلعب العواطف دوراً مهماً في طريقة تفكيرنا و سلوكنا. إذ بإمكان المشاعر التي نشعر بها كل يوم أن تجبرنا على اتخاذ إجراءات معينة والتأثير على القرارات التي نتخذها بشأن حياتنا ، كبيرها وصغيرها. و لفهم العواطف بشكل فعلي ، فمن المهم فهم المكونات الأساسية الثلاثة للعاطفة.

و تتكون العاطفة من ثلاثة أجزاء (مكونات):

  1. مكوّن ذاتي  subjective component (كيف تختبر المشاعر)
  2. مكون فيزيولوجي physiological component (كيف يتفاعل جسمك مع المشاعر)
  3. مكون تعبيري expressive component (كيف تتصرف استجابةً للعاطفة).

و لهذه العناصر المختلفة  أن تلعب دوراً في وظيفة وهدف استجاباتك (ردود فعلك )العاطفية. و يمكن أن تكون العواطف قصيرة الأجل ، مثل ومضة الإزعاج ناتجة عن زميل في العمل ، أو طويلة الأمد ، مثل استمرار الحزن على فقدان علاقة ما.

و لنا أن نتساءل هنا :  

لماذا نختبر المشاعر بالضبط؟

و ما الدور الذي تساهم و تفيد به ؟

العواطف يمكن أن تحفزنا بأن نقوم باتخاذ إجراءات معينة :

عندما تواجه اختباراً مثيراً للأعصاب ، فقد تشعر بالكثير من القلق بشأن ما إذا كنت ستحسن أدائك وكيف سيؤثر الاختبار على درجتك النهائية. و بسبب هذه الاستجابات العاطفية ، فقد تقوم بالدراسة بشكل أكبر في سبيل اجتياز هذا الامتحان . و نظراً لأنك اختبرت عاطفة معينة ، فقد كان لديك الدافع لاتخاذ إجراء ما والقيام بشيء إيجابي لتحسين فرصك في الحصول على درجة جيدة.

نميل إلى اتخاذ إجراءات معينة لتجربة العواطف الإيجابية و تقليل احتمالية الشعور بالعواطف السلبية.

على سبيل المثال ، يمكنك البحث عن الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات التي تمنحك شعوراً بالسعادة والرضا والإثارة.

كما أنك و من ناحية أخرى ، ربما تتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى شعورك بالملل أو الحزن أو القلق.

العواطف تساعدنا على البقاء و النجاح وتجنب الخطر :

يعتقد عالم الطبيعة تشارلز داروين Charles Darwin أن العواطف ما هي إلا تعديلات تسمح للبشر والحيوانات بالبقاء والتكاثر.

فنحن عندما نكون غاضبين ، فإنه من المحتمل أن نواجه مصدر تهيجنا. و عندما نشعر بالخوف ، فمن المرجح أن نهرب من التهديد.

كما أننا عندما نشعر بالحب ، فقد نبحث عن زوج ونتكاثر.

العواطف يمكن أن تساعدنا في اتخاذ القرارات :

تمتلك عواطفنا تأثيراً كبيراً على القرارات التي نتخذها ، ابتداءاً مما نقرر تناوله على الفطور وصولاُ  إلى أي مرشحين سنختار التصويت لهم في الانتخابات السياسية.

وجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون من أنواع معينة من تلف الدماغ و التي تؤثر على قدرتهم في تجربة العواطف يمتلكون أيضاً قدرة منخفضة على اتخاذ قرارات جيدة.

و الملفت للنظر أن  العواطف تلعب دوراً رئيسياً حتى في المواقف التي نعتقد فيها أن قراراتنا يقودها كل من المنطق والعقلانية .

و لقد ثبت أن الذكاء العاطفي  Emotional intelligence ، أو قدرتنا على فهم وإدارة العواطف ، يلعب دوراً مهماً في صنع القرار.

تسمح العواطف للآخرين بفهمنا :

كما تؤكد الدراسات فإنه عندما نتفاعل مع الآخرين ، فمن الأهمية بمكان أن نقوم بإعطاء أدلة لمساعدتهم على فهم ما نشعر به.

و قد تتضمن هذه الإشارات تعبيراً عاطفياً من خلال لغة الجسد ، مثل تعابير الوجه المختلفة المرتبطة بالمشاعر المعينة التي نمر بها.

أما في حالات أخرى ، فقد ينطوي الأمر على ذكر ما نشعر به مباشرة. حيث أننا و عندما نخبر الأصدقاء أو أفراد العائلة أننا نشعر بالسعادة أو الحزن أو الإثارة أو الخوف ، فإننا نقدم لهم معلومات مهمة يمكنهم استخدامها بعد ذلك لاتخاذ إجراء معين .

تسمح لنا العواطف بفهم الآخرين :

الأصدقاء

مثلما توفر عواطفنا معلومات قيمة للآخرين ، فإن التعبيرات العاطفية لمن حولنا تعطينا ثروة من المعلومات الاجتماعية.

و يعتبر التواصل الاجتماعي جزءاً مهم من حياتنا وعلاقاتنا اليومية ، كما أن القدرة على تفسير مشاعر الآخرين والتفاعل معها أمر ضروري.

و هو يسمح لنا بالاستجابة بشكل مناسب وبناء علاقات أعمق وأكثر فائدة مع أصدقائنا وعائلتنا وأحبائنا.

كما يسمح لنا بالتواصل بشكل فعال في مجموعة متنوعة من المواقف الاجتماعية ، بدءاً من التعامل مع عميل غاضب إلى وصولاً إلى إدارة موظف متهور.

و الجدير بالذكر أن تشارلز داروين كان  من أوائل الباحثين الذين درسوا العواطف بشكل علمي.

واقترح أن العروض العاطفية يمكن أن تلعب أيضاً دوراً مهماً في السلامة والبقاء على قيد الحياة .

فإذا واجهت على سبيل المثال ، حيواناً يطلق صوت هسيس أو حيواناً  يبصق ، فهذا يشير بوضوح إلى أن المخلوق غاضب ودفاعي ، مما سيؤدي إلى تراجعك وتجنب الخطر المحتمل.

عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

موازنة المشاعر و العواطف السلبية - إيكهارت تول

العدوى العاطفية : لماذا تكون العواطف معدية

العواطف وأنواع الاستجابات العاطفية


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن