بالإضافة إلى منع أمراض القلب و السكتة الدماغية والاكتئاب و غيرها من الاضطرابات ، فإن الحصول على قدرٍ كاف من النوم عالي الجودة في كل ليلة، يمكن أن يمنع زيادة الوزن والسمنة و أمراضها.
و بالفعل فقد اتضح أن النصيحة القديمة بشأن الحصول على نوم جيد في الليل، لها المزيد من الفوائد الصحية أكثر من أي وقت مضى.
و لنا أن نسأل هنا : كم عدد ساعات النوم الجيد ؟
لقد أظهرت معظم الدراسات أنه يلزمك من سبع إلى تسع ساعات من النوم المتواصل في الليلة لجني الفوائد الصحية للنوم الجيد ، بما في ذلك تلك المتعلقة بمنع السمنة.
ماذا يحدث عندما ننام؟
عندما نخلد في كل ليلة للنوم فإن الجسم يحصل على فرصة لإصلاح نفسه و تجديد خلاياه .
و لكن إذا لم يكن لديه الوقت الكافي للقيام بذلك على المدى الطويل (بشكل مزمن) ، فإنه سيتم إطلاق هرمونات التوتر والعوامل الالتهابية الأخرى ، حيث يبدأ الجسم في التفاعل كما لو كان واقعاً تحت تأثير توتر مزمن (والذي ، بدون نوم كاف ،فإنه سيكون كذلك ).
و يعتبر الكورتيزول cortisol أحد اللاعبين الرئيسيين من حيث هرمونات التوتر، والذي يتم إطلاقه استجابةً للتوتر المزمن .
و يؤدي الكورتيزول ، من بين العديد من التأثيرات الأخرى على الجسم ، إلى إطلاق الغلوكوز glucose (السكر) في مجرى الدم بحيث يكون متاحاً بسهولة أكبر لتغذية الدماغ .
وربما كان هذا يعمل بشكل جيد للغاية كرد فعل تطوري على التوتر المزمن الحاصل ، مما يمكن الشخص الواقع تحت تأثير التوتر من الاستجابة بقوة دماغية أكبر.
و مع ذلك ، و في عالم اليوم ، يعد الاتجاه لزيادة الوزن هو أحد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لأفعال الكورتيزول (من المنطقي أن أسلافنا كانوا سيحتاجون إلى التخزين أو التمسك بالوزن فيما لو كانوا واقعين بالفعل تحت تأثير التوتر بسبب البيئة القاسية).
و هكذا ، وبمرور الوقت يمكن أن تترجم زيادة الوزن إلى السمنة.
و في الواقع ، فقد أظهرت الدراسات أن عدم الحصول على الوقت الكافي للنوم يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
و بالنسبة لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن ، فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم (مرة أخرى ، سبع ساعات على الأقل في الليلة) يزيد من فرصة النجاح في فقدان الوزن.
و وفقاً لكتاب براون والد لأمراض القلب Braunwald’s Heart Disease ، يمكن أن يشكل الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم ما يصل إلى ثلث حياتنا! و هذا يعطي فكرة عن مدى أهمية النوم لأجسامنا.
مواضيع ذات صلة
كيف يمكنك التأكد من الحصول على قدر كاف من النوم؟
أولاً ، يجب أن تجعل الحصول على قدر كاف من النوم أولوية في جدولك اليومي.
ثانياً ، تعتبر العادات الصحية الجيدة الخاصة بالنوم مهمة جداً ، خاصة إذا كنت تعاني من الأرق.
نظافة النوم أو العادات الصحية للنوم :
وفقاً لـ الأكاديمية الأمريكية لطب النوم American Academy of Sleep Medicine ، يمكن تحسين النوم في كثير من حالات الأرق المزمن من خلال ممارسة عادات نوم جيدة أو اتباع عادات صحية خاصة بالنوم sleep hygiene (أو ما يسمى بـ نظافة النوم).
يلعب الروتين اليومي دوراً رئيسياً في مقدار النوم الجيد الذي نحصل عليه ، لذا فمن المهم الانتباه إلى هذا الروتين المتمثل في شكل العادات المتبعة قبل النوم.
و تشمل بعض الأمثلة على العادات الصحية الجيدة للنوم:
- تجنب تناول الكافيين والكحول قبل النوم
- و إعداد بيئة نوم تقلل من التعرض للضوء وتقليل التعرض للضوء في الساعات التي تسبق وقت النوم
- والنوم في نفس الوقت في كل ليلة
- و ممارسة الرياضة بانتظام و لكن ليس قبل النوم.
لذلك ، إذا كنت تمارس عادات جيدة للنوم باستمرار ولا تزال تعاني من الأرق المزمن ، فمن المهم مراجعة طبيبك فيما يتعلق بوضعك ، إذ أنه من الممكن أن تؤثر حالات أخرى على مقدار ساعات نومك ونوعيته ،حيث تتوفر خيارات علاجية متعددة لهذه الحالات ، و ذلك اعتماداً على الأسباب الكامنة وراءها .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :