لقد تم ربط السمنة Obesity بعدد من الأمراض المزمنة ، بما في ذلك داء السكري من النوع 2 Type 2 diabetes و أمراض القلب والأوعية الدموية و السرطان ، و ذلك على سبيل المثال لا الحصر.
و على الرغم من أن معدلات السمنة ظلت مستقرة نسبياً في الستينيات والسبعينيات ، إلا أنها ارتفعت بشكل كبير منذ الثمانينيات ، لدرجة أن ثلثي البالغين الأمريكيين (مثلاً) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
و قد افترض العديد من الخبراء أن وباء السمنة قد يؤدي إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع Life Expectancy في القرن الحادي و العشرين.
العلاقة بين السمنة و متوسط العمر المتوقع
فقد وجدت دراسة أجريت على أكثر من مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة أن معدلات الوفيات مرتبطة بمؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index BMI).
و في هذه الدراسة ، ارتفعت معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب و الأوعية الدموية، بشكلٍ ملحوظ بين الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى.
و قد كانت أدنى معدلات الوفيات بين النساء حيث كان مؤشر كتلة الجسم من 22.0 إلى 23.4 و بين الرجال مع مؤشر كتلة الجسم من 23.5 إلى 24.9.
لقد قدر باحثون آخرون أن السمنة تتسبب في حوالي 300,000 حالة وفاة سنوياً.
و للأسف فإن زيادة الوزن و السمنة في مرحلة الطفولة تعتبران أمرٌ ينذر بالخطر بشكل خاص.
فعلى سبيل المثال وجدت الأبحاث أن زيادة الوزن لدى الرجال -على وجه الخصوص- في مرحلة الطفولة تزيد من خطر الوفاة جراء أي سبب.
و قد حدد بعض الباحثين أنه ، في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ، قد ينخفض متوسط العمر المتوقع بما يتراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة.
السمنة مشكلة عالمية
أصدرت العديد من المنظمات ، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية World Health Organization (WHO)، دعوة للعمل على التعامل مع وباء السمنة ، مشيرة إلى أنها مشكلة صحية عالمية رئيسية.
إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 2.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يموتون كل عام بسبب زيادة الوزن أو السمنة.
و تشير منظمة الصحة العالمية أيضاً إلى أن انتشار السمنة على مستوى العالم قد تضاعف تقريباً بين عامي 1980 و 2008 .
و حيث كانت السمنة مرتبطة ذات مرة بالدول ذات الدخل المرتفع ، فقد أصبحت الآن مرتبطة بالدول منخفضة و متوسطة الدخل أيضاً.
كما أصبحت السمنة لدى الأطفال مشكلة صحية عالمية أيضاً؛ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ، فقد كان أكثر من 40 مليون طفل في سن ما قبل المدرسة يعانون من زيادة الوزن في عام 2008 ، و للعلم فإن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عند البلوغ.
و على الصعيد العالمي ، وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية ، فيمكن أن يعزى 44 بالمائة من مرض السكري ، و 23 بالمائة من أمراض القلب الإقفارية ischemic heart disease (العملية الكامنة وراء معظم الأمراض القلبية الإقفارية هي تصلب الشرايين التاجية الناتجة عن الترسبات الغنية بالدهون على جدران الأوعية الدموية)، و كذلك ما يصل إلى 41 بالمائة من بعض أنواع السرطان إلى زيادة الوزن والسمنة.
و للمرة الأولى في تاريخ العالم ، أصبح الوزن الزائد والسمنة مسؤولَين الآن عن عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم أكثر من الوفيات بسبب سوء التغذية أو نقص الوزن.
علاج السمنة والوقاية منها
هذه الإحصائيات تجعل العلاج و الوقاية من السمنة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
إذ يمكن للأفراد اتخاذ خطوات بسيطة لمنع السمنة و مكافحة أنماط الحياة المستقرة ، و الحصول على المزيد من النشاط البدني على أساس يومي و إيلاء اهتمام كبير للنظام الغذائي.
و كذلك يمكن للتخلص من مصادر السكر المضاف و السعرات الحرارية الفارغة أن تفيد بشكلٍ كبير في سبيل إدارة الوزن ، و قد بدأ الوعي المتزايد على المستويات المحلية و الوطنية و العالمية، يترجم إلى تدابير مجتمعية و سياسية.
و إذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن ، فاحرص على معرفة أن هناك العديد من الموارد التي يمكن أن تساعدك على إنقاص الوزن ، بدءاً بمناقشة طبيب الرعاية الأولية، فيما يتعلق بالنهج الغذائي أو السلوكي أو البدني المناسب لك.
و لابد لك من أن تضع في اعتبارك أن فقدان 5 إلى 10 في المائة فقط من الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة ، و أن لم يفت الأوان أبداً للبدء بذلك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :