تزداد معدلات البدانة (السمنة) Obesity عالمياً بشكل متسارع خلال العقود الأخيرة، و هي حالياً بحدود 18%، في حين أنها تصل نسبتها في بعض البلدان الى حوالي 40% من السكان.
و تعتبر البدانة من الأمراض المزمنة المهمة نظراً لارتباطها بعدد من الأمراض المزمنة الشائعة كارتفاع الضغط الشرياني و داء السكري من النوع الثاني Diabetes Type 2.
و بالتأكيد يحتاج جسم الانسان الى الطاقة، و التي تكون لازمة لتلبية نوعين أساسيين من المتطلبات الأساسية للحياة و هما:
- احتياجات الاستقلاب أو (الأيض) الأساسي: و هي الطاقة اللازمة لتشغيل مختلف أجهزة الجسم و تلبية وظائفها في حدها الأدنى الطبيعي.
- احتياجات الطاقة اللازمة لممارسة النشاطات المختلفة العضلية والذهنية من جهة أخرى.
و بالفعل فإن أجسامنا تحصل على هذه الطاقة الضرورية للحياة من الغذاء ، و الذي يقسم بشكل رئيس إلى:
- الماء
- البروتينات Protein
- الشحوم Fat
- الكربوهيدرات (السكريات)
- الفيتامينات Vitamins
- المعادن Minerals
إذ يقوم الجسم بأخذ احتياجاته المختلفة من هذه العناصر، و يقوم بتحليلها و تركيبها، و استحداث مركبات جديدة لازمة له.
في حين يتم تخزين الطاقة الفائضة على شكل شحوم تتراكم في أماكن مختلفة من الجسم كالصدر و البطن و الوركين و الأطراف و الأحشاء الداخلية، للاستفادة منها عند الحاجة لاحقا.
و تخضع هذه العملية الي آليات حيوية دقيقة للتنظيم بحيث يسعى الجسم الى المحافظة على التوازن المطلوب و الضروري بين الطاقة الواردة و الطاقة المصروفة.
و يعبر عن هذا التوازن عادةً بالمحافظة علي ثبات نسبي لوزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعة، و كذلك المحافظة علي توزيع مناسب للشحوم في الجسم حسب عمر و جنس الشخص و عوامله الوراثية .
و العناصر الغذائية تختلف في نسبة احتوائها على الطاقة، و في سرعة امتصاصها، و هضمها في الجسم.
إذ تعتبر الشحوم أعلاها بالطاقة حيث يحتوي كل 1 غرام من الكربوهيدرات أو البروتينات على حوالي 3 سعرات حرارية calories .
في حين أن 1 غرام من الدسم Fat يحتوي علي ثلاثة أضعاف الكمية أي حوالي 9 سعرات حرارية.
التوزان الغذائي
إن طريقة تناول الغذاء و تنويع المحتويات، و كذلك توزيع الوجبات أيضاً، لها دور في التغذية السليمة.
و بالتأكيد فإن البدانة تحدث عندما يزيد الوارد الغذائي بنسبة أعلى بكثير من المصروف، مما يؤدي الى انكسار التوازن و تراكم الشحوم في أعضاء الجسم المختلفة بشكل غير طبيعي.
و هنا يحصل زيادة في الوزن، و إذا ما استمر الخلل في الميزان بين الوارد من الطاقة و المصروف منها، فإننا نصل الى الحالة المرضية المسماة السمنة أو البدانة obesity . و هي -بالتعريف- تراكم زائد للشحوم في الجسم ، و التي تؤدي الى أمراض و مشاكل مرافقة.
أهم الأسباب المؤدية للسمنة
- نمط الحياة الخامل، و يتلخص عادة في أكل كميات زائدة من السعرات الحرارية و في قلة النشاط الجسدي.
- العوامل الوراثية و العائلية.
- أسباب تتعلق ببعض أمراض الغدد الصماء: نقص نشاط الغدة الدرقية، متلازمة كوشينغ) CUSHING’S SYNDROME زيادة افراز الغدة الكظرية) و غيرها.
- بعض الأدوية العلاجية: مثل الكورتيزون، مضادات الاكتئاب وبعض أدوية السكري.
- عوامل نفسية: الضغوط النفسية، الاكتئاب، و القلق النفسي.
- سن اليأس و انقطاع الطمث لدى النساء.
- اضطرابات النوم Sleep disorders
- اضطرابات الأكل Eating disorders
- وجود إعاقة حركية على المدى الطويل مما يجعل النشاط الفيزيائي محدوداً.
كيف نقيس البدانة؟
هناك عدة قياسات معتمدة كقياس محيط الخصر أو محيط الذراع أو قياس سماكة الجلد و غيرها.
و لكن القياس المعتمد و الأكثر استخداماً هو معدل كتلة الجسم BMI-body mass index و يحسب كما يلي:
- وزن الشخص محسوباً بالكيلوغرام مقسوماً على مربع طول الشخص محسوباً بالمتر المربع.
مثلا مريض وزنه 100 كغ و طوله 170سم
عندها سيكون معدل كتلته = 100/1.7x1.7
= 100/2.89 = 34.6
و بالتالي لدى المريض سمنة من الدرجة الأولى.
كيف نصنف درجات البدانة عالمياً؟
- الطبيعي normal =18.00.5-24.99
- زيادة الوزن = overweight: 25.00-29.99
- بدانة درجة أولى= obesity class1 30.00-34.99
- بدانة درجة ثانية = obesity class2 35.00-39.99
- بدانة درجة ثالثة obesity class2 =40:00 أو أكثر
- بدانة مفرطة. = supper obesity: 50:00 أو أكثر
مخاطر و مضاعفات البدانة:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: كارتفاع الضغط احتشاء القلب و الجلطة الدماغية
- الداء السكري من النمط الثاني حيث العلاقة وثيقة بينهما.
- أمراض الجهاز العظمي الحركي والمفاصل.
- أمراض الجهاز الهضمي: الارتجاع الحامضي للمري، حصيات المرارة، تشحم الكبد.
- مشاكل الجهاز البولي: سلس البول الناتج عن زيادة الضغط في البطن، و الفشل الكلوي.
- امراض الجهاز التناسلي الأنثوي: مثل العقم (المبيض متعدد الكيسات) اضطرابات الدورة الشهرية، و مشاكل الحمل و الولادة.
- العقم لدى الرجال نتيجة اضطرابات الهرمونات و زيادة درجة الحرارة في منطقة الخصيتين.
- تساعد على حدوث بعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي و المري و المعدة و القولون و المستقيم و الرحم و الكلى.
- مضاعفات ما بعد العمليات الجراحية.
- التجلط في الأوردة العميقة DVT
- فتوق جدار البطن.
- التهابات الجروح و بطء شفائها.
- نقص مناعة الجسم.
- التهابات الجلد.
و بالتأكيد فإن اتباع نمط حياة صحي هو السبيل للوقاية من البدانة، و هو ما سنتناوله في مقال قادم
يتبع..
المراجع
- - دليل علاج البدانة – وزارة الصحة السعودية – مجموعة من المؤلفين – الرياض ١٤٣٦ هـ
- - البدانة الداء والدواء – د. محمد بن عثمان الركبان – ٢٠٠٩ م – مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
- The SAGES MANUAL OF BARIATRIC SURGERY -Kevin M.Reavis- second Edition 19919