ربما قد يتيح الهدوء الاجتماعي Social quiet المقدرة على درء العدوى العاطفية من المشاعر السلبية كالقلق، و التوتر والغضب والحزن، و الاكتئاب.
و بالتأكيد فنحن بحاجة إلى حقيقة سلوكنا و مدى تأثيره على الآخرين.
و لكن من جهة أخرى، يمكن أن يكون التحدث عن المشاعر مفيداً إذا تم اختيار الوقت و الظروف المناسبة.
الفيروس الاجتماعي
ربما قد تكون أكثر عرضة للأعراض الشبيهة بفيروس كورونا (حرارة و اختناق مثلاً) أكثر مما تعتقد. ماذا تعرف عن فيروس المشاعر؟
إذا كنت مثل معظم الناس في الحجر الصحي مع شريكهم في المنزل، فمن المحتمل أن يكون لديك مشاجرة أو اثنتين في اليوم، و أن تكون مراقباً شديداً للغضب البشري. و أنا أراهن على أن المشاجرات لم تصل إلى ذروتها بعد.
و هنا حيث أوصي بتكتيكات الحجر الصحي، و التي يمكن أن تساعدك على تسوية المنحنى الجدلي، حتى تتمكن من الحفاظ على صحتك البدنية والعاطفية: أوصيك بـ الهدوء الاجتماعي .
لقد قرر العلماء بخصوص التباعد الاجتماعي (حول انتشار فيروس كورونا)، قرروا أن فعل التحدث يمكن أن ينثر بضعة قطرات قد تنشر الفيروس.
و باستخدام نفس القواعد الأساسية للمسافة البعيدة ، فإن الهدوء الاجتماعي يعني إذا كنت على بعد ستة أقدام من شريكك ، فأنت تحتفظ بأفكارك لنفسك.
هذا الكلام منطقي ، أليس كذلك؟
هل تحتاج حقاً إلى أن يجلس شريكك إلى جوارك، وهو يئن من أنه سيذهب إلى الجنون، أو أنه قد حان دورك للعب مع الأطفال؟
و من المؤكد أن سماع شريكك يندب حظه و يفرز قلقه، بشأن الاقتصاد، من المؤكد أن ذلك سيؤثر عليك أيضاً.
لقد عرف علماء النفس منذ فترة طويلة عن العدوى العاطفية emotional contagion - أي أن العواطف تشبه الفيروس الاجتماعي ، فهي تنتشر من فرد إلى آخر بسهولة، و لابد لك من أن تحمي نفسك من العدوى العاطفية .
و في حين أن فيروس كورونا ينتشر عن طريق السعال و العطس و اللمس و التحدث ، فإن العواطف تنتشر عبر أجهزة الإرسال العاطفية - تعابير الوجه و الصوت و الإيماءات السلوكية.
المشاعر و العواطف تعدي
و كما نعلم جميعاً بأن، شخصاً ما يبتسم لك، فأنت ستبتسم بالفطرة الغريزية – هو مثال شائع على "التقاط" مشاعر الآخرين.
إنه مثل برنامج الضحك في المسلسل الهزلي التليفزيوني: فإنه يتم عرضه لجعلك تضحك أيضاً ، أو بشكل أكثر دقة ، "لتصاب" بالضحك.
و بالتأكيد فإنه يوجد عشرات الدراسات التي تُظهر أن التعايش مع الأفراد المصابين بالاكتئاب و القلق يمكن أن يجعل شركائهم أكثر عرضة للشعور نفسه.
نعم ، إن الصوت الذي يبدو قلقاً أو غاضباً أو مكتئباً أو حزيناً، يمكن أن يصيبك بنفس الإحساس.
و لكن بالتأكيد سيتيح لك الهدوء الاجتماعي المقدرة على درء تلك العدوى من أجل صحتك و سلامتك العاطفية.
و بالتالي إذا فشل شريكك في الالتزام بالمبادئ التوجيهية ، فهناك فرصة جيدة لأن تكسب زيادة في ضربات قلبك ، و أن تشعر و كأنك تغلي من الداخل، و لا تريد إلا أن تتكلم بالإيماء و حسب.
لقد أشار الدكتور أنتوني فوسي Anthony Fauci مراراً وتكراراً إلى أننا بحاجة إلى الانتباه إلى حقيقة أن سلوكنا يؤثر على صحة الآخرين.
و هذا يعني أنه -من أجل مصلحة شريكك- سيتوجب عليك ممارسة الهدوء الاجتماعي أيضاً.
و بما أنك -بالفعل- مدركُ لأهمية عدم لمس فمك (كما في حالة تجنبك لانتقال فيروس كورونا إليك).
فلابد لك الآن من أن تضع في اعتبارك عدم فتح فمك أيضاً. و بالتأكيد فإن شريكك سيقدر ذلك تماماً.
و بالتأكيد فإن غسل يديك بشكلٍ جيدٍ ، و ممارسة الابتعاد الجسدي ، و ارتداء الكمامة ، و تعقيم جميع ما تصل يديك إليه، جميع ذلك سيقلل من فرصك في التقاط فيروس كورونا.
و لكن في الجهة المقابلة فإن ممارسة الهدوء الاجتماعي يمكن أن يبعدك عن الطلاق، و ربما سيجعلك أنت و شريكك تتمنى أن يكون الحجر الصحي أطول .
ملاحظة:
على الرغم من أن العدوى العاطفية حقيقية ، إلا أن التوصيات -التي ذكرناها- الخاصة بـ "الهدوء الاجتماعي" هي نوع من اللمز و المزاح المبطن، أي كما نقول بالعامية "بين المزح و الجد".
و بالتأكيد يمكن أن يكون التحدث عن مشاعرك و التواصل مع شريكك و أحبابك مفيداً في الظروف الحالية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ما هو التباعد الاجتماعي ؟ المبادئ التوجيهية الموصى بها للمساعدة في وقف انتشار فيروس كورونا
العادات الصحية : 31 عادة صحية لتغتنم فترة التباعد الاجتماعي