كأس من المياه الغازية من نوع الكولا
كيف يمكن لـ المشروبات السكرية رفع خطر الإصابة بأمراض القلب

تشير دراسة جديدة إلى أن الأفراد الذين يفضلون تناول المشروبات السكرية قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية cardiovascular disease .

و يربط البحث بين استهلاك المشروبات المحلاة وعلامات الكوليسترول غير الطبيعية ، والتي قد تتسبب في مشاكل تتعلق  بصحة القلب على المدى الطويل.

و من الجدير بالذكر ان هناك ما يقارب ال 17.9 مليون شخص ممن يموتون  كل عام بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية - وهو مصطلح جامع يشير إلى الحالات المختلفة التي تؤثر على القلب والجهاز الوعائي vascular system .

و يعتبر كلا من النظام الغذائي وارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم) ، وكذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم والكوليسترول من بين عوامل الخطر الرئيسية المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية .

ويعد المستوى الشاذ للدهون lipids في الدم - و الذي يُسمى دسليبيدميا  dyslipidemia (اضطراب شحوم الدم ) - أحد اضطرابات الاستقلاب الغذائي metabolic disorders التي يحاول الأطباء تجنبها كجزء من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

ولكن للقيام بذلك ، يجب على المتخصصين أيضاً فهم العوامل التي قد تساهم في الإصابة باضطراب شحوم الدم dyslipidemia .

و يظهر بحث جديد - بقيادة باحثين من مركز أبحاث التغذية البشرية التابع لجين ماير وزارة الزراعة الأمريكية للشيخوخة Jean Mayer USDA Human Nutrition Research Center on Aging  بجامعة تافتسTufts University في بوسطن Boston - ماساتشوستس MA  - الآن أن كبار السن قد يكونون أكثر عرضة لاضطراب الشحوم في الدم dyslipidemia  إذا كانوا يشربون المشروبات السكرية على أساس يومي.

و قد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية Journal of the American Heart Association .

و تشير هذه النتائج  إلى أن كبار السن الذين لديهم تفضيل شديد للمشروبات المحلاة لديهم مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية triglycerides وانخفاض في معدلات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) high-density lipoprotein (HDL) cholesterol .

و يقول الباحثون  إن هذا يمكن أن يسهم فيما بعد في  التسبب بالإصابة بخلل أو اضطراب شحوم الدم dyslipidemia  الذي قد يؤثر بدوره على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

و يقول الباحث المشارك في الدراسة ، نيكولا ماكيوون Nicola McKeown ، والحاصل على درجة الدكتوراه ، و الباحث في علم الأوبئة التغذوية : " تبين نتائجنا أن ما نضعه في أكوابنا قد يسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال تفاقم مستويات الدهون".

و يضيف : "إن إدارة مستويات الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية يعد هدفاً مهماً واستراتيجية واعدة للوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية".


المشروبات السكرية مرتبطة بانخفاض الكوليسترول الجيد low ‘good’ cholesterol

في دراستهم ، قام الباحثون بتحليل البيانات من اثنين من المجموعات التي التحق بها الباحثون في مراحل مختلفة من دراسة فرامنغهام للنسل Framingham Offspring.

وكان المجموعات مكونة 3,146 مشاركاً و قد بدأ انضمام الأفراد بين عامي 1991-2014 ، و 3,584 مشاركاً تم انضمامهم بين عامي 2002-2011.

بادئ ذي بدء ، قام الفريق بتحليل البيانات من المجموعة الأولى ، و التي شملت الأفراد في أعمار الخمسينات، و الستينات، و السبعينات.

 و قد تمكن الباحثون من الوصول إلى مقاييس مستويات الكولسترول الدهني عالي الكثافة HDL cholesterol و الدهون الثلاثية triglyceride  لدى المشاركين من الفحوصات الجسدية في الأساس ، و كذلك مرة واحدة كل 4 سنوات على مدى فترة متابعة متوسطها حوالي 12 عاماً.

و تمكن الفريق أيضاً من تقدير كمية المشاركين من أنواع المشروبات المختلفة، من خلال المعلومات التي تم جمعها عبر استطلاعات متخصصة.

و قد وجد الباحثون -من خلال الاطلاع على جميع البيانات- أن المشاركين الذين شربوا مشروباً أكثر تحلية -يومياً- في آخر اختبار متابعة، قد كان لديهم نسبة اعلى من 98%  من الكوليسترول الجيد المنخفض في اختبار المتابعة اللاحق، أكثر من الأشخاص الذين كانوا نادراً ما يشربون السكرية المشروبات.

و كان لديهم أيضاً نسبة أعلى من 53% من مستويات الدهون الثلاثية العالية.

و قد ظهرت نتائج مماثلة عندما نظر الفريق في أنماط استهلاك المشروبات المحلاة على المدى الطويل - على مدى ما يقرب من 12 عاماً.

يوضح المحققون أن النتائج تعتبر أخباراً سيئة: 

يُعرف أيضًا أن الكوليسترول الحميد (HDL) يعرف أيضاً بالكوليسترول "الجيد" لأن مهمته الرئيسية هي إزالة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول "الضار" من مجرى الدم قبل أن يسد الشرايين ، و التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب و الأوعية الدموية.


و في الوقت نفسه ، فإن مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة هي أيضاً عامل خطر للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية.

و إذا أخذناهما معاً ، فإن الدهون الثلاثية العالية و الكوليسترول المنخفض الكثافة الحميد قد يصل إلى درجة اضطراب شحوم الدم dyslipidemia التي قد تسبب على المدى الطويل أضراراً بالقلب و الجهاز الوعائي.

و في هذا الخصوص يقول ماكيوون McKeown أن " النتائج تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من المشروبات مع السكر المضافة ، مثل الصودا soda أو عصير الليمون أو الفاكهة ، قد يؤدي إلى خطر الإصابة باضطراب شحوم الدم مع تقدم الإنسان في العمر".


"من الأفضل أن تروي عطشك بالماء"

ظلت النتائج متسقة عندما استمر الباحثون في الاطلاع على البيانات من المجموعة الثانية ، و التي تضم مجموعة أصغر سناً من الناس في الأربعينات من العمر.

و من بين هؤلاء المشاركين ، أيضاً ، كان لدى الأشخاص الذين تناولوا مشروباً عالي السكريات، مستويات أقل من الكوليسترول الحميد و مستويات الدهون الثلاثية العالية في اختبارات المتابعة - كل 4 سنوات – بالمقارنة مع أقرانهم الذين نادراً ما يشربون المشروبات المحلاة.

و مع ذلك ، لاحظ الباحثون أن التغييرات الأيضية لم تكن واضحة تماماً في هذه المجموعة الأصغر سناًن كما كانت في الفئة الأقدم ، مما يجعل من الصعوبة معرفة ما إذا كانت قد زادت من خطر الإصابة باضطراب شحوم الدم أم لا.

و يشير المؤلف الأول للدراسة البروفيسورة دانييلا هازلام Danielle Haslam إلى أنه "مع هؤلاء المشاركين الأصغر سناً ، قد رأينا تغييرات غير مواتية ، و لكن من المحتمل أن يكونوا صغاراً جداً خلال فترة المتابعة القصيرة لمعرفة ما إذا كانوا سيصابون في نهاية المطاف باضطراب شحوم الدم أم لا".


و مع ذلك ، تضيف أن النتائج الحالية "تساهم في الأدلة المتزايدة على أنه ينبغي تجنب المشروبات السكرية للمساعدة في الحفاظ على الصحة على المدى الطويل."

و في حين أنه لم يجد الفريق أي صلة قاطعة بين تناول عصير الفواكه أو مشروبات الدايت بنسبة 100٪ و بين خطر الإصابة باضطراب شحوم الدم ، فإنه يُنصح -الناس- بعدم استبدال الماء العادي بمشروبات أخرى.

و يؤكد مكيوون: "من الأفضل أن نروي عطشنا بالماء".

و كذلك تشير دانييلا إلى  "إن البحوث الناشئة عن الاستهلاك طويل الأجل الصودا-الدايت على الصحة ليست حاسمة ، لذلك من الحكمة أن نقول إن مشروبات الدايت يجب أن تكون "مجرد تساهل" في بعض الأحيان".

أما "فيما يتعلق بعصير الفاكهة بنسبة 100٪" ، فإنه  "من الأفضل الحد من تناوله و الاستعاضة عن ذلك بتناول الفواكه كاملة ما أمكن الأمر" و هذا ما تؤكده دانييلا في النهاية.


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل