تشير الأبحاث الجديدة في المحليات النباتية ستيفيا stevia إلى أن بديل السكر قد يكون له آثار سلبية على صحة الأمعاء.
و كما هو معلوم فإن الناس يستخدمون بدائل السكر كطريقة لتقليل تناول السكر.
إذ يمكن أن يؤدي استهلاك السكر الزائد إلى زيادة الوزن ، و يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري ، و يساهم في حدوث التهابات في الجسم.
لهذا السبب ، عمل الباحثون على إيجاد البديل المثالي الذي يكون طعمه مثل السكر الحقيقي و يكون آمناً للاستهلاك في نفس الوقت.
لقد اعتبر العلماء ستيفيا بديلاً آمناً للسكر لسنوات ، و لكن دراسة جديدة تثير تساؤلاً حول ما إذا كان يمكن أن يكون ضاراً بصحة الأمعاء.
ما هي ستيفيا؟
تعد بدائل السكر مفيدة للعديد من الأشخاص ، بما في ذلك الأشخاص المصابون بداء السكري الذين يحتاجون إلى التحكم في نسبة السكر في الدم ، و أولئك الذين يحاولون تقليل تناول السعرات الحرارية للوصول إلى وزن معتدل أو الحفاظ عليه.
و بالفعل هناك بدائل مختلفة متاحة للجميع. و تشمل هذه العديد من المحليات الصناعية ، مثل السكرالوز و الأسبارتام و السكرين و كحولات السكر sugar alcohols إكسيليتول وإريثريتول.
يستخدم بعض الأشخاص خيارات نباتية لتحل محل السكر ، و تعد الستيفيا أحد هذه المُحليات المتوفرة على نطاق واسع.
لقد استخدم الناس نبات الستيفيا كمُحلي لمئات السنين. حيث اكتشف الناس في الأصل هذا النبات في البرازيل و باراغواي و يقومون الآن بزراعته في جميع أنحاء العالم.
إن ستيفيا أحلى بما يصل إلى 300 مرة من سكر المائدة ، لذا فإن كمية صغيرة جداً ضرورية لتحقيق تأثير التحلية.
يفضل بعض الناس ستيفيا المشتق من النباتات على المحليات الصناعية التي يصنعها المصنعون في المختبر.
و علاوة على ذلك ، فإن ستيفيا هي بديل خالٍ من السعرات الحرارية ، في حين أن المحليات الصناعية الأخرى قد تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية.
و هناك فائدة أخرى لـ ستيفيا ، و هي أنها تحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم glycemic index أقل من 1 ، لذلك فهي لا ترفع نسبة السكر في الدم كما تفعل بعض البدائل.
و بالطبع فبعض بدائل السكر أكثر أماناً أيضاً من غيرها.
من ناحية ربطت الدراسات بدائل أخرى ، مثل السكرالوز والسكرين ، بنمو الورم في الفئران ، على الرغم من عدم تأكيد هذه التأثيرات.
و من ناحية أخرى، لم تكتشف الأبحاث التي أجريت على ستيفيا من قبل أي آثار صحية سلبية خطيرة.
أهمية صحة القناة الهضمية
على الرغم من أن الناس يفهمون بشكل عام أهمية الحفاظ على وزن معتدل و الانخراط في أفضل الممارسات لصحة القلب ، إلا أنهم يتجاهلون أحياناً صحة الأمعاء.
وفقاً للدكتورة إليزابيث هوهمان Elizabeth Hohmann من قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد ، فإن "هذه حدود جديدة للطب ، و ينظر الكثيرون إلى ميكروبيوتا الأمعاء gut microbiota (الكائنات الدقيقة في الأمعاء) كنظام عضوي إضافي".
و تمضي هوهمان لتقول ، "إنها الأكثر أهمية لصحة نظامنا الهضمي ، و لكن قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على رفاهيتنا".
يعد الجهاز الهضمي موطناً لأنواع مختلفة من البكتيريا.
حيث تساعد بعض هذه البكتيريا في الحفاظ على صحة الجسم. و يعد الحفاظ على أمعاء صحية ومتوازنة أمراً مهماً من نواح كثيرة.
تمنع بعض بكتيريا الأمعاء الالتهاب ، و تحمي من أنواع معينة من السرطان ، وتقلل من الأعراض المصاحبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.
هناك طرق مختلفة للحفاظ على أمعاء صحية ، من بينها تجنب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية. و يمكن أن تؤثر المضادات الحيوية على البكتيريا الجيدة التي تعيش في الأمعاء.
و من المهم أيضاً تجنب الأطعمة التي يمكن أن تضر بصحة الأمعاء ، مثل الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء.
و يمكن للناس تناول البروبيوتيك ، و تناول الأطعمة الغنية بالألياف ، وتناول الأطعمة المخمرة ، مثل الزبادي، لتعزيز صحة الأمعاء الجيدة.
نتائج الأبحاث على ستيفيا
بينما ينظر الخبراء عادةً إلى ستيفيا على أنها بديل آمن للسكر ، تشير أحدث الأبحاث إلى أنه قد يكون لها بعض العيوب.
لقد ركز باحثون من جامعة بن غوريون في النقب (BGU Ben-Gurion University) في بئر السبع بإسرائيل على مادة ستيفيا في دراسة ظهرت مؤخراً في Molecules. حيث تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن ستيفيا يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحة الأمعاء.
فقد درس فريق البحث شكلين من أشكال الستيفيا: المكمل العشبي التجاري و مستخلص ستيفيا المنقى.
و نظروا في كيفية تأثير الأشكال المختلفة من ستيفيا على التواصل البكتيري.
إن القناة الهضمية لديها مسارات استشعار النصاب (QS quorum sensing). حيث تمكن هذه المسارات جزيئات البكتيريا من التواصل مع بعضها البعض ، و هو أمر مهم من حيث التنظيم الميكروبي.
و عليه فقد وجد الفريق أن مكمل عشبة ستيفيا له "تأثير مثبط على التواصل البكتيري".
و أظهر مستخلص الستيفيا المنقى "تفاعلاً جزيئياً و انقطاعاً محتملاً لـ [بعض أشكال] الاتصال البكتيري.".
بينما أظهرت الدراسة أن ستيفيا قد تساهم في القناة الهضمية غير المتوازنة ، لم يظهر أي من أشكال ستيفيا دليلاً على قتل البكتيريا في الأمعاء.
و قد علقت الباحثة الرئيسية الدكتورة كارينا غولبرغ Karina Golberg، و هي عضو قسم هندسة التكنولوجيا الحيوية في جامعة BGU و ستيلا غولدشتاين-جورين Stella Goldstein-Goren، على النتائج:
"هذه دراسة أولية تشير إلى أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن تستبدل صناعة الأغذية السكر و المحليات الصناعية بـ ستيفيا ومستخلصاتها."
و يخطط الباحثون لدراسة الستيفيا من كثب و استخدام النتائج التي توصلوا إليها لتشكيل مبادئ توجيهية لتناول ستيفيا.
كذلك كتب مؤلفو الدراسة:
"بالإشارة إلى التأثيرات المحددة في دراستنا و الاستهلاك المتزايد لستيفيا ، فإننا نحث على إجراء المزيد من الدراسات للمساعدة في زيادة توضيح آثار هذه المحليات و تعديل أعلى الجرعات اليومية الموصى بها اليوم".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السكر حلو و لكن مميت ... القاتل الصامت
هل يسبب السكر Sugar داء السكري Diabetes ؟ حقيقة مقابل الخيال