الأغذية المصنعة
الأغذية المصنعة تعزز الأكل بشراهة وتسبب زيادة الوزن

إن الأغذية المصنعة هي أحد أهم العوامل التي تربطها العديد من الدراسات بالوضع الصحي السيء و بزيادة الوزن، ولا يتعلق الأمر فقط بالملح أو السكر. ففي الحقيقة ، إن العلماء لا يعرفون ما هو السبب حتى الآن.

ووفقاً لدراسة أجريت عام 2016 ، فإن الأغذية المصنعة بإفراط  ultra-processed food تشكل أكثر من نصف جميع السعرات الحرارية المستهلكة في الولايات المتحدة  بشكل عام .

حيث تربط مجموعة كبيرة من الأبحاث الأغذية المصنعة بزيادة الوزن و الصحة الأكثر ضعفاً وتدهوراً.

المشي البطيء يرتبط بصحة سيئة

إلا أن إثبات السبب والنتيجة غير ممكن من خلال الدراسات الرصدية ، و التي عادة ما تسأل الناس عما يأكلون والتي لا يمكن السيطرة عليها لأسباب أخرى محتملة.

و كمثال واحد فقط  على هذا، فمن الممكن أن يكون الشخص الذي يتناول الكثيرمن رقائق بطاطا دوريتوس Doritos يميل للمشي ببطء أكثر من ذلك خائر القوى و المنهك ، كما يرتبط المشي البطيء نفسه بصحة سيئة.

و قد وجدت دراسة جديدة -وإن كانت صغيرة نوعاً ما- أنه عندما يقوم الأشخاص بتناول طعام عالي المعالَجَة  مثل الحبوب السكرية sugary cereals المعدة لتناول الإفطار ، أو وجبة الكيزاديلا quesadillas (وهي تورتيلا  مسخنة ومليئة بالجبن) لتناول طعام الغداء

فإنهم يستهلكون مزيداً من السعرات الحرارية و يكتسبون مزيداً من الوزن مقارنة بالمشاركين الذين يتناولون طعام العشاء الذي يقتصرعلى الفواكه والمكسرات وغيرها من الأطعمة المعالَجَة بإلى أدنى حد.

والأهم من ذلك ، أن الأمر لا يتعلق فقط  بالملح أو السكر الموجود في الكثير من الأطعمة المصنعة - حيث يتحكم العلماء في ذلك.

 إن الأمر و ببساطة يتعلق بتقليل عدد السعرات الحرارية -بل و المزيد منها. و ذلك لأي سبب كان .

إن الأطعمة المصنعة تجعل الناس يأكلون الكثير من السعرات الحرارية و يكتسبون المزيد من الوزن.

تفاصيل الدراسة:

و قد شارك في  هذا البحث عشرون 20 شخصاً فقط ، و قد كانوا جميعهم يتمتعون بصحة جيدة.

وعلى الرغم من أن عدد الأشخاص الذين خضعوا للدراسة  كان صغيراً جداً ، فقد تم قبول هؤلاء الأشخاص في عيادة بحثية لمدة شهر ، الأمر الذي مكن الباحثين من التحكم بدقة بنظامهم الغذائي والمتغيرات الأخرى ، و الذي أدى إلى نتائج غير موجودة في معظم الدراسات حول النظام الغذائي .

و إليك طريقة عملها:

  • حصلت مجموعة واحدة على نظام غذائي صحي ، مثل البارفيه parfait المصنوع من الزبادي اليوناني العادي والفراولة والموز والجوز والملح وزيت الزيتون ،  و شرائح التفاح مع عصير الليمون الطازج.
  • تناولت المجموعة الأخرى أشياء مثل Honey Nut Cheerios ، و الحليب كامل الدسم مع الألياف المضافة (للمساعدة في تعويض غياب العناصر الغذائية الأخرى) ، إضافة إلى فطيرة التوت المعلبة blueberry muffin والسمن.
  • تم إعداد الوجبات الغذائية لتوفير كميات متساوية من السكريات sugars والدهون fat والكربوهيدرات carbohydrates والبروتين protein والصوديوم sodium .
  • بعد أسبوعين ، تم تبديل المجموعتين مع بعضهما .

و بينما كان الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً سيئاً يستهلكون في المتوسط 508 سعرة حرارية إضافية يومياً ، ويزيدون نسبة الدهون في أجسامهم ، ويكتسبون رطلين اثنين (تقريباً كيلوغرام واحد) في المتوسط .

 فقد كان الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً جيداً ، قد فقدوا دهون الجسم، كما أنهم فقدوا رطلين اثنين (تقريباً كيلوغرام واحد) من أوزانهم في المتوسط.

إذاً فماذا تعني 508 سعرة حرارية ؟

إنها شيءٌ كثير. وينصح بأن تقوم المرأة البالغة المستقرة و التي لا تقوم بالكثير من النشاطات أن  تتناول حوالي 2,000 سعرة حرارية في اليوم وسطياً (2,400 سعرة حرارية للرجال).

في حين يجب أن يستهلك البالغون النشطاء المعتدلون حوالي 2,200 سعرة حرارية (للنساء) و 2,800 سعرة حرارية (للرجال).

ويقول مؤلف الدراسة  كيفين هول Kevin Hall ،و الذي يعمل لصالح المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health : "لقد تفاجأت بهذه النتائج".

كما أفاد المشاركون في الدراسة أن كلا النظامين الغذائيين كان مذاقهما جيدٌ ومُرْضٍ ،  حتى أنهم استبعدوا أي متغير آخر محتمل.

آه ما الذي يجري هنا ؟؟؟؟ ...

لقد كان لدى كل من هول وزملائه ثلاثة أفكار، صرحوا بها  في شهر مايو 2019 لمجلة Cell Metabolism:

  • لقد كان الأشخاص الذين يتناولون نظام الحمية الغذائية الفائقة المعالَجَة ultra-processed diet  يأكلون بشكلٍ أسرع ، وذلك لأسبابٍ غير معروفةٍ.
  • لذا ، فمن المعتقد أن معدتهم لم تكن تملك الوقت الكافي  لإرسال إشارة إلى أدمغتهم عندما كانت ممتلئة.
  • ربما  كانت المشروبات التي تمت إضافتها إلى الوجبات الغذائية الفائقة المعالَجَة ، لزيادة الألياف ، غير مرضية بالمقدار التي كانت عليه الأطعمة الصلبة.
  • كانت الوجبات الغذائية الجيدة تحتوي على نسبة أكبر من البروتين – 15.6% من السعرات الحرارية مقابل 14% للوجبات الغذائية السيئة. إذ أنه من المحتمل أن أجساد الأشخاص  كانت تتوق إلى تعويض هذا الفارق.

و قد ربطت الكثير من الأبحاث الأخرى بين الأغذية المصنعة والمخاطر الصحية.

و كمثال على  ذلك :

  • وجدت دراسة في مجلة الدورة الدموية Circulation أن خطر الإصابة بأمراض القلب كان أعلى بنسبة 42% بين الأشخاص الذين تناولوا اللحوم المصنعة.
  • وجدت دراسة أخرى أن هناك زيادة بنسبة 10% في نسبة الأطعمة فائقة المعالَجَة كانت مرتبطة بنسبة 12%من مخاطر الإصابة بالسرطان.
  • وجدت الأبحاث التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام في المجلة الأميريكية الطب الباطني جاما JAMA Internal Medicine  ، أن ارتفاع معدل استهلاك الأغذية فائقة المعالَجَة يرتبط بـ "خطر أعلى للوفاة المبكرة من جميع الأسباب ، وخاصة السرطان cancers وأمراض القلب والأوعية الدموية cardiovascular disease ".

و قداعتمدت هذه الدراسات الثلاث ، و الكثير من الدراسات الأخرى الشبيهة بها  ، على إعداد التقارير الذاتية والإعدادات غير المنضبطة. غير أن فريق هول Hall يفيدون  بأنهم قد تجاوزوا هذه القيود و الأنظمة .

ويقول هول Hall :

"على الرغم من أننا قمنا بدراسة مجموعة صغيرة  ، فقد أظهرت نتائج هذه التجربة -التي يتم التحكم فيها بإحكام- فرقاً واضحاً و متناغماً بين النظامين الغذائيين".

و يضيف : " إن هذه هي الدراسة الأولى التي تثبت السببية - حيث أن الأطعمة فائقة المعالَجَة تجعل الناس يأكلون الكثير من السعرات الحرارية و يكتسبون المزيد من الوزن".

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن