تمتلك حالة اضطرابات الأكل - بما في ذلك فقدان الشهية العصبي anorexia nervosa ، والشره المرضي العصبي bulimia nervosa واضطراب الأكل بنهم binge eating disorder - أعلى معدل وفيات أكثر من أي مرض عقلي .
و على الرغم من تحسن و تقدم البحوث التي تجرى حول هذا الموضوع ، فإن اضطرابات الأكـل يساء فهمها بشكل كبير من قبل عامة السكان.
و للأسف ، فإن الأساطير و الخرافات المستمرة المحيطة باضطرابات الأكـل تزيد من صعوبة حصول الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل على المساعدة اللازمة لاستعادة عافيتهم بالكامل.
و نتيجة لذلك ، و في مايو 2015 ، قامت 13 منظمة لاضطرابات الأكـل مقرها الولايات المتحدة ، بالتعاون مع سينثيا بوليك Cynthia Bulik ، الحاصلة على درجة الدكتوراه ، FAED ، و التي تعمل كأستاذة متميزة لاضطرابات الأكل في كلية الطب School of Medicine في جامعة كارولينا الشمالية University of North Carolina في تشابل هيل Chapel Hill ، وأستاذة علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي بمعهد كارولينسكا Karolinska Institutet في ستوكهولم Stockholm بالسويد Sweden ، قامت بنشر "تسع حقائق عن اضطرابات الأكـل Nine Truths About Eating Disorders ". و قد كانت هذه الوثيقة مستوحاة من حديث الدكتورة بوليك Dr. Bulik الذي كان بعنوان "9 خرافات خاصة باضطرابات الأكل 9 Eating Disorders Myths Busted" لعام 2014 في اجتماع المعهد الوطني لتحالف الصحة العقلية من أجل تقدم الأبحاث National Institute of Mental Health Alliance for Research Progress .
وقالت الدكتورة بوليك : " إن أفضل طريقة لمحاربة الجرح أو الندب stigma تكون من خلال التعامل مع الحقائق. و يعتبر هذا الإجماع على ال"تسع حقائق Nine Truths " بمثابة هيكل جديد نبني عليه جهودنا في مجال الدعوة لاضطرابات الأكل.
و بالاتحاد حول هذه المبادئ ، يمكننا تنوير فهم الجمهور حول اضطرابات الأكـل والدعوة بفعالية للوصول إلى العلاج والموارد. "
و تتمثل الحقائق التسعة (كما هو موضح مع الخرافات المقابلة لها ) بما يلي :
الحقيقة الأولى حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 1: يمكنك أن تقول من خلال النظر إلى شخص ما أن لديه اضطراب في الأكل.
الحقيقة رقم 1: كثير من الناس الذين يعانون من اضطرابات الأكـل يبدون في صحة جيدة ولكن قد يكونون مرضى للغاية.
يعتقد الناس عموماً أنه يمكنك معرفة ما إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب في الأكل بمجرد النظر إليه أو إليها . وذلك لأن معظم الناس يتصورون الشخص الذي يعاني من اضطرابات الأكـل كشخص يعاني من الهزال الشديد.
والحقيقة هي أن اضطرابات الأكل يمكن أن تقدم بطرق متنوعة وبين الناس من أحجام مختلفة.و قد لا يكون من الواضح أن الفرد مريض.
الحقيقة الثانية حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 2: الأسر هي المسؤولة و التي يلقى عليها اللوم في هذا الأمر .
الحقيقة رقم 2: لا تعتبر العائلات مسؤولة عن هذه الحالة و لا ينبغي إلقاء اللوم عليها . بل إنه من الممكن أن يكونوا أفضل حلفاء للمرضى ومقدمي الخدمات في العلاج.
لسنوات عديدة ، تم إلقاء اللوم على الآباء - وخاصة الأمهات - في التسبب بحدوث اضطرابات الأكـل.
و لا يزال هذا الأمر حتى اليوم يُعتقد على نطاق واسع . و لكن وبفضل الجهود البحثية والدعوة الأخيرة ، فإننا نعلم أن هذا خطأ.
إذ تحدث اضطرابات الأكل عن طريق تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. كما أننا نعلم أيضاً أن العائلات يمكنها المساهمة بقوة في الحل.
الحقيقة الثالثة حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 3: الأم هي المسؤولة و التي يلقى اللوم عليها .
الحقيقة رقم 3: تشخيص اضطراب الأكل هو أزمة صحية تؤدي إلى تعطيل الأداء الشخصي والعائلي.
لقد شعرت الدكتورة بوليك Bulik أن اللوم الملقى على الأمهات كان كبيراً جداً ، وكررت في حديثها أن ذلك يعتبر كخرافة. و يمكن لاضطرابات الأكل أن تكون قاتلة.
إذ تمتلك هذه الحالة تأثيرات عميقة على الجسم ، حيث تتداخل مع قدرة الفرد على العمل. كما أنها تزيد من الضغط على جميع أفراد الأسرة.
حيث يمكن أن تصبح الوجبات متوترة ، وتوتر العلاقات ، وتعطل أنماط الأسرة عندما تكافح العائلات لمواجهة الأزمة الداخلية.
الحقيقة الرابعة حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 4: تعتبر اضطرابات الأكل عبارة عن خيار .
الحقيقة رقم 4: اضطرابات الأكل ليست عبارة عن اختيارات ، ولكنها أمراض خطيرة تتأثر بيولوجياً .
غالباً ما يتم استبعاد اضطرابات الأكل كأمراض تعتمد على الاختيار و تكبر ، أو كنتيجة لاعتماد متعمد لنظام غذائي شديد. ومع ذلك ، فإن هذه الاضطرابات لها أصول أكثر تعقيداً بكثير.
فهي ليست مجرد نظام غذائي جامد يمكن للشخص أن يختار بسهولة التخلي عنه. كما أن أنماط الأكل المقيدة والوزن المنخفض تغير بيولوجياً الأداء النفسي للفرد وتصبح راسخة الجذور.
الحقيقة الخامسة حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 5: تنحصر اضطرابات الأكل ضمن الفتيات المراهقات من الطبقة المتوسطة العليا من ذوات البشرة البيضاء .
الحقيقة رقم 5: تؤثر اضطرابات الأكل على الأشخاص من جميع الأجناس والأعمار و السلالات والأعراق والأشكال الجسدية والأوزان والتوجهات الجنسية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
هناك اعتقاد شائع أن منحة اضطـرابات الأكـل تخص الإناث البيض الثريات . إلا أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
إذ تؤثر اضطرابات الأكل على الذكور والإناث على حد سواء ، والأسر من خلفيات عرقية مختلفة ، والأشخاص من مختلف الظروف الاقتصادية.
و تؤدي هذه الخرافة الخطيرة إلى منع الكثيرين ممن لا يستوفون الصور النمطية من إدراك أن لديهم اضطرابات في الأكل والحصول على المساعدة.
الحقيقة السادسة حول اضطرابات الأكل :
الخرافة رقم 6: اضطرابات الأكل حميدة و غير خطيرة .
الحقيقة رقم 6: تنطوي اضطرابات الأكل على خطر متزايد لكل من الانتحار والمضاعفات الطبية.
تحمل جميع اضطرابات الأكل -بما فيها الشره المرضي العصبي bulimia nervosa واضطرابات شراهة الأكل binge-eating disorder - معها خطر زيادة الوفاة.
و قد تشمل المضاعفات الطبية مشاكل في جميع أجهزة الجسم. كما يعتبر الانتحار سبباً شائعاً للوفاة بالنسبة لشخص يعاني من اضطراب في الأكل.
لذلك من الممكن اعتبار اضطرابات الأكل قاتلة .
الحقيقة السابعة حول اضطرابات لأكل
الأسطورة رقم 7: المجتمع وحده هو المسؤول و هو الملوم .
الحقيقة رقم 7: تلعب الجينات والبيئة أدواراً مهمة في تطور اضطرابات الأكـل.
تعتبر العوامل التي تسبب اضطرابات الأكل معقدة وغير مفهومة على نحو جيد .
و تشير الأبحاث الحالية إلى أن هناك حوالي 40% إلى 60% من خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي anorexia nervosa والشره المرضي العصبي bulimia nervosa واضطراب الأكـل بنهم binge eating disorder يتأثر جينياً .
و تلعب الصدفة والحظ السيئ دوراً في ذلك ، كما يختلف الأفراد في المخاطر الوراثية الخاصة بهم .
و على الرغم من اتخاذ جميع التدبير الوقائية الشائعة ، فإن أولئك الذين لديهم مخاطر وراثية عالية للغاية قد يستمرون في تطوير اضطراب الأكـل بعد واحد أو اثنين فقط من الأحداث المثيرة غير المؤذية .
في حين قد ينجو الآخرون الذين لديهم مخاطر وراثية منخفضة من اضطرابات الأكـل على الرغم من التعرض للعديد من عوامل الخطر البيئية.
الحقيقة الثامنة حول اضطرابات الأكـل :
الخرافة رقم 8: الجينات هي أمر مقدر و لا مفر منه .
الحقيقة رقم 8: لا تقوم الجينات وحدها بتوقع من سيطور اضطرابات الأكـل .
هناك شك في أن يكون هناك جين واحد مسؤول عن الإصابة باضطرابات الأكل . وعلى الأرجح ، تسهم الاختلافات في عدة جينات بدرجات متفاوتة في السمات التي تتفاعل مع العوامل البيئية لزيادة أو تقليل خطر إصابة بعض الأفراد بهذه الاضطرابات.
الحقيقة التاسعة حول اضطـرابات الأكـل :
الخرافة رقم 9: تستمر اضطرابات الأكل لمدى الحياة.
الحقيقة رقم 9: إن الشفاء التام من اضطرابات الأكـل هو أمر ممكن. و يعتبر كل من الكشف المبكر والتدخل أمران مهمان.
لقد كنا في الماضي نفتقر إلى علاجات فعالة وظل الكثيرون يعانون من المرض على نحو مزمن.
و مع العرض المبكر للعلاجات التي تعطي الأولوية لتنظيم تناول الطعام ومعالجة الأعراض بشكل مباشر ، فإن هناك المزيد من المرضى الذين يحققون الشفاء التام.