مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي : طريقة مبتكرة توقف تراكم البروتين السام

باركنسون
مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي : طريقة مبتكرة توقف تراكم البروتين السام

بدلاً من استهداف البروتين الصعب المتسبب بالإصابة بمرض باركنسون (الشلل الرعاشي) ، هناك مركب جديد يهاجم  الحمض النووي الريبي الذي ينتجه.

يعرف مرض باركنسون Parkinson على أنه اضطراب تنكس عصبي neurodegenerative disorder يتميز بالاهتزاز او الارتعاش  ، وبطء الحركة ، وصلابة الأطراف ، وقضايا تتعلق بالمشي والتوازن.

و في باركنسون ، يتسبب البروتين الخاطئ الذي يدعى ألفا-سينوكلين  α-synuclein في تنكس خلايا الدماغ وتدميرها. و كلما زاد تراكم ألفا-سينوكلين ، كلما ماتت الخلايا العصبية.

و قد طور الآن علماء من جامعة روتجرز Rutgers University في نيو برونزويك  New Brunswick ، نيو جيرسي  NJ ، وبحوث سكريبس في جوبيتر Scripps Research in Jupiter بولاية فلوريدا  Florida، طريقة لخفض كمية ألفا-سينوكلين الذي ينتجه الجسم.

حيث سمحت التكنولوجيا الجديدة للعلماء بتحديد مركب يعمل على إيقاف أو إغلاق  ترميز الحمض النووي الريبي الرسول( messenger RNA (mRNA الخاص بالبروتين المدمر ، مما يمنع إنتاج ألفا-سينوكلين  α-synuclein و تطور باركنسون.

و تُعرض الدراسة الممولة من قبل المعاهد الوطنية للصحة NIH في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences.

الحاجة إلى حل مبتكر :

وفقاً لمؤسسة باركنسون Parkinson's Foundation ، فإن هناك أكثر من 10 ملايين شخص يعيشون حول العالم يعانون من مرض باركنسون ، منهم مليون متواجدون  في الولايات المتحدة.

كما أن هناك حوالي 60،000 من البالغين بالولايات المتحدة ممن يتلقون تشخيصاً للمرض كل عام .

و تزيد حالات الإصابة بالشلل الرعاشي مع تقدم العمر ، و ذلك على الرغم من أن هناك حوالي 4% من الأشخاص الذين يتلقون التشخيص تقل أعمارهم عن 50 عاماً . و يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاشي بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالنساء.

و يقول أستاذ علم الأعصاب إم. مارال مراديان M. Maral Mouradian  من معهد روتجرز روبرت وود جونسون للطب العلاجي العصبي Robert Wood Johnson Medical School Institute for Neurological Therapeutics ومؤلف مشارك في الدراسة: "في الوقت الحالي ، لا يوجد علاج لمرض باركنسون ، وهو مرض مدمر حقاً ".

و قد حاولت الكثير من الطرق الأخرى معالجة إنتاج تراكم ألفا-سينوكلين وتراكمه ، ولكن نظراً لأن البروتين ليس له بنية منتظمة ويغير شكله باستمرار ، فقد ثبت أنه يصعب علاجه بالدواء.

و يقول مراديان Mouradian : "هناك العديد من الأدوية التجريبية الأخرى ، التي يتم اختبارها حالياً على مرض باركنسون - الشلل الرعاشي و هي عبارة عن  أجسام مضادة تستهدف مرحلة متأخرة جداً من مجموعات بروتين ألفا-سينوكلين".

و يتابع قائلاً : "إننا و في المقام الأول نريد منع تكتلات البروتين هذه قبل أن تتسبب في حصول  تلف بشكل فعلي وتؤدي إلى تقدم المرض".

مركب السينوكليوزيد Synucleozid :

بدأ البحث الجديد عندما توصل مراديان Mouradian  إلى أستاذ الكيمياء ماثيو دي ديزني Matthew D. Disney من سكريبس Scripps  لاستكشاف إمكانات التكنولوجيا الجديدة التي ابتكرها ديزني Disney  لمطابقة هياكل الحمض النووي الريبي RNA مع الجزيئات الصغيرة أو المركبات المشابهة للعقاقير.

و قد كان لدى العلماء حدس أنهم قد يجدون تطابقاً مع الحمض النووي الريبي الرسول  mRNA الذي تم ترميزه و تشفيره  من أجل ألفا-سينوكلين  α-synuclein  وأن الحمض النووي الريبي الرسول  mRNA  قد يقدم هدفاً أكثر ثباتاً ويمكن التنبؤ به أكثر من ألفا-سينوكلين. و هو حدس قد آتى ثماره .

يقول مراديان Mouradian : " لقد ، اكتشفنا و لأول مرة مركباً يشبه العقاقير وله القدرة على إبطاء المرض قبل أن يتقدم من خلال نهج جديد تماماً ".

و قد أطلقوا على مركبهم اسم السي نوكليوزيد  Synucleozid ، ويصفه مراديان بأنه "واعد للغاية".

و على الرغم من أن مركب السي نوكليوزيد  Synucleozid قد يكون أكثر فاعلية في الأشخاص الذين يعانون من الحد الأدنى من الأعراض والذين هم في المراحل المبكرة من مرض باركنسون ، فإن مراديان Mouradian يقول :  "  إن هذا المركب الجديد لديه القدرة على [...] تغيير مجرى الحياة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض المدمر".

وقد يكون مركب السي نوكليوزيد  Synucleozid ذو قيمة تفوق مرض باركنسون الشلل الرعاشي حيث أن بروتين ألفا-سينوكلين له آثار في الخرف المصاحب لأجسام ليوي  Lewy Bodies ، وهي حالة تقدمية أخرى تصيب مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها.

و أوضحت الدراسة أيضاً وعداً بإيجاد تقنية مطابقة الحمض النووي الريبي / البروتين من ديزني Disney’s RNA/protein-matching technology . و كما يقول مراديان Mouradian  :"إن نطاق دراستنا قد يتجاوز الأشخاص المصابين بمرض باركنسون - الشلل الرعاشي، إلى العديد من الأمراض التنكسية العصبية الأخرى neurodegenerative diseases ".

و يختتم قائلاً : "إنه مثال كلاسيكي لكيفية أن البحوث المتعددة التخصصات تؤدي إلى تغيير كبير."

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن