غسل الأيدين
غسل اليدين : 5% من الناس فقط يغسلون أيديهم بشكلٍ صحيح

المفاهيم الخاطئة حول غسل اليدين متفشية مثل الجراثيم نفسها .

ما هي الطريقة الصحيحة لـ غسل اليدين و متى ينبغي أن تُغسل ؟ 

عندما انتشر فيروس مَعِدي شديد العدوى في إحدى المناطق  التعليمية  في كولورادو Colorado في نوفمبر / تشرين الثاني ، مما أدى إلى إصابة 30% من الطلاب و 20% من الموظفين في إحدى المدارس الثانوية ، شعر بعض الضحايا  بأنهم على ما يرام لمدة ساعة إلا أنهم و في الساعة التي تلتها  كانوا يتقيأون في الأماكن العامة.

لقد كان ذلك تذكيراً بالسرعة التي من الممكن أن تجعل بها الفيروسات الكثير من الأرواح  بائسة و تعيسة . و خاصة خلال أشهر الشتاء. وعندما لا يغسل الناس أيديهم كثيراً وبشكل صحيح.

ويوافق خبراء الصحة على أن غسل اليدين يعد دفاعاً حيوياً ضد فيروسات المعدة  stomach-turning viruses ، والبكتيريا القاتلة ، وغيرها من الجراثيم المعدية ، بما في ذلك الأنفلونزا ، ونزلات البرد الشائعة ، و النوروفيروس  norovirus السيئ جداً و الذي يُعتقد أنه سبب تفشي العدوى التي حصلت في كولورادو.

ولكن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بما ينجح وبما لا ينفع ،  وتبين البحوث أن معظم الناس لا ينجحون في إدراك تلك المفاهيم.

و يكمن المفتاح ، كما يظهر العلم ، في طريقة غسل اليدين القديمة بالصابون و الماء و الكثير من فقاعات التنظيف. و أن تقوم بذلك كثيراً ، لأن الجراثيم موجودة في كل مكان.

إذ من الممكن أن تحتوي ربع ملعقة صغيرة من الإسهال المعدي على 5 مليارات من جزيئات فيروس نوروفا norovirus particles ، لكن الأمر لا يتطلب سوى 20 فيروس منها – و التي يمكن وضعها على رأس دبوس - لتصاب بالعدوى .

الجراثيم تحب أن تبقى و أن تتسكع :

وجدت دراسة قام بها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT أن العطاس البسيط يمكن أن ينقل جزيئات فيروس الإنفلونزا flu virus عبر غرفة بأكملها.

و وفقاً لإدارة الصحة التي تعاملت مع تفشي كولورادو  Colorado outbreak ، فإنه و عندما يتقيأ شخص مصاب بالنوروفيروس norovirus ، وهو ما يمكن أن يفعله ، فإن جزيئات الفيروس المجهرية

"يمكنها السفر في الهواء لمسافة قد تصل إلى ما يقارب ال 25 قدماً "

، إلا أنه لا ينبغي عليك السير عبر العطاس أو سحابة غير مرئية من القيء حتى تصبح مصاباً بالعدوى .

و وفقاً لخدمة الصحة الوطنية البريطانية British National Health Service فإنه :

1- يمكن لفيروسات البرد الشائعة  Colorado outbreak أن تتوارى و هي على قيد الحياة على يد شخص ما لأكثر من ساعة ، وهي تتوق إلى مصافحة ومضيف جديد.

2- يمكن أن تظل فيروسات الإنفلونزا على قيد الحياة  لمدة تصل إلى 24 ساعة على الأسطح الصلبة الموجودة في المنازل.

3- يمكن أن تصمد بكتيريا MRSA ، وهي بكتيريا تسبب الإصابات المستعصية وأحياناً المميتة بالمكورات العنقودية المميتة ، لعدة أيام أو أسابيع على مجموعة متنوعة من الأسطح ، في انتظار لمسك.

و يعد تفشي الفيروس أكثر شيوعاً في فصل الشتاء جزئياً ، و ذلك  لأن الفيروسات تزدهر في درجات الحرارة الأكثر برودة و جفافاً .

وتقول سوزان سالامون Suzanne Salamon ، الحاصلة على درجة الدكتوراه و طبيبة الشيخوخة في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي التابع لجامعة هارفارد Harvard-affiliated Beth Israel Deaconess Medical Center :

" إن درجات الحرارة الباردة تدفع الناس إلى منازلهم" وهكذا يكون  "من السهل بمكان التقاط الجراثيم لأن الجميع  يكون على مقربة".

كيفية غسل اليدين و متى تُغسل :

توصي المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها U.S. Centers for Disease Control and Prevention (CDC)  بأن تغسل يديك بشكل متكرر أكثر مما تفعله على الأرجح : قبل إعداد الطعام أو تناوله وبعد استخدام الحمام أو نفخ أنفك أو لمس القمامة أو لمس حيوان أو تغيير الحفاضات أو رعاية شخص مريض (وتلك هي النقاط البارزة).

وإليك الطريقة التي توصي بها ال CDC:

1- استخدم الصابون العادي والماء الجاري.

2- اجعل رغوة الصابون تتخلل ما بين الأصابع وعلى ظهر يديك وخاصةً تحت أظافرك. حيث يساعد الصابون على التخلص من الجراثيم من الجلد ، والميكروبات التي تتجمع  تحت الأظافر.

3- فرك اليدين  لمدة 20 ثانية على الأقل . و ذلك لأن احتكاك اليدين ببعضهما هو مفتاح طرد الجراثيم.

4- شطف اليدين جيداً بالماء الجاري.

5- استخدام منشفة نظيفة أو الهواء الجاف لتجفيف اليدين .

و تعتمد آلية عمل الصابون على بعض الكيمياء البسيطة. إذ أن جميع الجزيئات molecules  لها قطبية ، و هي تحدد الجزيئات الأخرى التي يمكن أن تتفاعل معها.

وتمتزج الجزيئات القطبية Polar molecules ، مثل السكر ، جيداً بالماء. أما  الجزيئات غير القطبية  Nonpolar molecules ، مثل الزيت ، لا تفعل ذلك.

و يوضح جابرييل رانجيل Gabriel Rangel، مرشح الدكتوراه في العلوم البيولوجية بجامعة هارفارد biological sciences at Harvard University ، أن جزيئات الصابون متقابلة الزمرamphipathic ، مما يعني أن لها خصائص قطبية وغير قطبية.

ويقول رانجيل Rangel  : "هذا يعطي الصابون القدرة على إذابة معظم أنواع الجزيئات ، مما يسهل غسلها عن يديك."

و لكن : هل يجب أن تكون المياه ساخنة؟ كلا ، إلا إذا كنت تشعر أن درجة الحرارة الجيدة  تجعلك ببساطة تـ غسل يديك و بالتالي فإنها تشجعك على الغسيل بشكل متكرر وشامل.

وأشار الباحثون في دراسة أجريت عام 2017 في مجلة حماية الأغذية  Journal of Food Protection إلى أنه بخلاف ذلك ، فإن الماء البارد على ما يرام ، وله ميزة توفير الطاقة.

و قد قام العلماء بوضع البكتيريا على أيدي 21 شخصاً عدة مرات لمدة ستة أشهر وتم غسلهم بالصابون والماء في درجات حرارة 60 و 79 و 100 درجة. وقالت الدراسة  أنه : " لم يتم العثور على اختلاف كبير في فعالية الغسيل في درجات حرارة مختلفة."

وقال رئيس الدراسة دونالد شافنرDonald Schaffner، و الحاصل على درجة الدكتوراه ، و الأستاذ  في علوم الأغذية بجامعة روتجرز Rutgers University :

"يحتاج الناس إلى الشعور بالراحة عندما يغسلون أيديهم ، لكن بقدر ما تظهر الفعالية ، توضح لنا هذه الدراسة أن درجة حرارة الماء المستخدم غير مهمة".

ما لا يعمل :

لا تقتل المنتجات المضادة للبكتيريا الفيروسات.وفي الواقع ، فقد قامت إدارة الغذاء والدواء Food & Drug Administration في عام 2016 ، بحظر 19 من المكونات المضادة للبكتيريا الأكثر شيوعاً لمنتجات الصابون التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ، و ذلك لأنه ووفقاً لما تقوله إدارة الغذاء والدواء  :

"  ليس لدينا دليل علمي على أنها أفضل من الصابون العادي والماء" وأنها "قد تقوم بالتسبب" بضرر أكبر من النفع "

من خلال تعزيز المقاومة البكتيرية التي تجعل هذه الأنواع من الجراثيم أقوى.

و يمكن لمطهر الأيدي المعتمد على الكحول والذي يحتوي على 60% على الأقل من الكحول أن يساعدك عندما لا يكون بإمكانك الحصول على الصابون والماء.

إلا أن هذه المنتجات -  و التي تعد أساسية في المستشفيات والعديد من المنازل - لا تتخلص من جميع الجراثيم ،  ، ولن تعمل بشكل جيد إذا كانت يديك قذرة أو دهنية.

وفي الواقع ، فقد تم الكشف عن الحقيقة التي تفيد بأن مطهر الأيدي المعتمد على الكحول أقل فعالية مما كان يُعتقد .

حيث كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة mSphere أن فيروس الأنفلونزا A - و  هنا يأتي واحد من أهم الأشياء التي تكشف عما يقوم به العلماء  - الموجود في المخاط الرطب للمرضى المصابين و الذين تم تعريضهم لمطهر يحتوي على الكحول لمدة تصل إلى أربع دقائق لا يزال معدياً. 

و تقوم الإفرازات المخاطية ، وهي مادة مخاطية لزجة ،  بالعمل جاهدة من أجل محاربة العدوى.

ويهدف المخاط إلى تعطيل وإخراج الفيروسات وغيرها من الميكروبات المهاجمة للجسم ، ولكنه يمكن أن يكون بمثابة هلام وقائي.

و قد اكتشف الباحثون أن طبيعته اللزجة تؤدي إلى إبطاء انتشار معقم أو مطهر اليدين.

ويقول قائد الدراسة ريوهي هيروس Ryohei Hirose ، وهو طبيب وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي والجزيئي بجامعة كيوتو للطب الباطني باليابان  Japan’s Kyoto Profectural University of Medicine :

" إن الخصائص الفيزيائية للمخاط تحمي الفيروس من التعطيل".

و يضيف : "حتى يجف المخاط تماماً ، يمكن أن تظل فيروسات الإنفلونزا  IAV المعدية على اليدين والأصابع ، حتى بعد فرك اليدين بالمطهر المناسب ".

و هكذا فإن مناديل الأطفال لا تُصنع لإزالة الجراثيم ، لذا فإنه بإمكانك أن تـ غسل يديك من تلك الفكرة و ألا تأخذ بها بعد الآن .

احترس من الشخص الآخر:

إذا لم يقنعك أي شيء آخر بـ غسل يديك كثيراً ، ففكر في هذا الأمر: معظم الأشخاص الآخرين يفشلون فشلاً ذريعاً في هذه المهمة ، وبالتالي يحتمل أنهم يقومون بنقل و تكديس الجراثيم من دون أن يعرفوا بذلك  .

وفي دراسة أجريت عام 2013 ، قام باحثو جامعة ولاية ميشيغان Michigan State University بتدريب طلاب الجامعات على مراقبة غسل اليدين بشكل سري في دورات المياه في الحانات والمطاعم والأماكن العامة الأخرى.

واكتشفوا أن ما تقرب نسبته من 15% من الرجال و 7% من النساء لم يغسلوا أيديهم على الإطلاق ، و من بين الرجال الذين قاموا بغسيل أيديهم ، أخفق نصفهم في استخدام الصابون ، بينما كانت ما تقرب نسبته من 22% من النساء قد  تخطين مرحلة الصابون.

كما وجدت الملاحظات ، و التي نشرت بشكل مفصل في مجلة الصحة البيئية  Journal of Environmental Health ، أن هناك  5% فقط من الناس يغسلون أيديهم لفترة طويلة بالصابون ، لقتل الجراثيم التي تسبب الحالة الصحية السيئة.

المصدر


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن