أظهرت دراسة جديدة أن المركب الموجود في البرتقال والفلفل الأحمر الحلو و الفواكه و الخضروات الأخرى يمتلك القدرة على تقليل خطر الإصابة بـ سرطان الرئة المتصل بالتدخين.
وتصف الدراسة ، المنشورة في مجلة أبحاث الوقاية من السرطان Cancer Prevention Research ، كيف أن الصبغة ، التي تسمى بيتا كريبتوكسانثين ( beta-cryptoxanthin (BCX)، تقلل من عدد المستقبلات المطلوبة للنيكوتين nicotine لتغذية نمو أورام الرئة lung tumor growth .
التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة
يعتبر النيكوتين مادة كيميائية تسبب الإدمان في التبغ وبعض سوائل السجائر الإلكترونية.
ويقول شيانغ دونغ وانغ Xiang-Dong Wang ، و هو مؤلف مشارك في الدراسة ، من مركز أبحاث التغذية البشرية الخاص بالشيخوخة التابع لجان ماير بالولايات المتحدة للشيخوخة Jean Mayer United States Department of Agriculture Human Nutrition Research Center on Aging بجامعة تافتس Tufts University في بوسطن Boston ، ماساتشوستس MA ، و زملاؤه إن نتائجهم تشير إلى أن تناول الفواكه و الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من BCX قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة الناجم عن التدخين.
و في هذا العام ، سيتم تشخيص حوالي 222،500 حالة جديدة من سرطان الرئة في الولايات المتحدة ، وسيكون هناك أكثر من 155000 حالة وفاة بسبب المرض.
و لا يزال يعتبر التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة.
و وفقاً لجمعية الرئة الأمريكية American Lung Association ، فإن الرجال الذين يدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 23 مرة من الرجال الذين لا يدخنون ، في حين أن النساء المدخنات معرضات لخطر الإصابة بالمرض بنسبة 13 مرة أكثر من نظيراتهن من غير المدخنات.
النيكوتين و نمو ورم الرئة و تطوره :
هناك أكثر من 7000 مركب في دخان التبغ ، والكثير منها عبارة عن مواد مسرطنة أو مواد مسببة للسرطان ، والتي تلحق الضرر بالخلايا التي تبطن الرئتين عند الاستنشاق.
وفي حين أن النيكوتين لا يعتبر سبباً مباشراً لسرطان الرئة ، فقد أظهرت الدراسات أن المركب المدمن يمكن أن يعزز نمو أورام الرئة.
ويشرح وانغ Wang وزملاؤه أنه عندما يتم استنشاق دخان التبغ ، يقوم النيكوتين بالارتباط بمستقبلات على سطح الرئتين ، وهي تعرف باسم مستقبلات أسيتيل كولين النيكوتين nicotinic acetylcholine receptor α7 (α7-nAChR) α7 (α7-nAChR) .
وهذا بدوره يحث على تكوين سلسلة من الإشارات التي تسبب تكاثر الخلايا وتشكيل أوعية دموية جديدة ، والتي هي عبارة عن العمليات المشاركة في نمو السرطان.
وعلاوة على ذلك ، يزيد النيكوتين من إنتاج α7-nAChR ، وكلما زادت هذه المستقبلات الموجودة للارتباط بالنيكوتين ، كلما زادت قوة الإشارة التي تشجع نمو خلايا سرطان الرئة بين المدخنين.
ومع ذلك ، يعتقد وانج Wang وزملاؤه أن BCX يمكن أن يكون فعالاً في تقليل كمية مستقبلات NAChR α7 على الرئتين ، مما قد يقلل نمو خلايا سرطان الرئة.
و كانت BCX قد خفضت نمو ورم الرئة بنسبة تصل إلى 63% في الفئران .
و تعرف BCX على أنها نوع من الكاروتينات carotenoid المسؤولة عن الألوان الصفراء والبرتقالية والحمراء للعديد من الفواكه و الخضروات ، بما في ذلك البرتقال واليوسفي والقرع الجوز والفلفل الأحمر الحلو.
و قد لاحظ وانج وفريقه في بحث سابق ، وجود صلة بين استهلاك الأطعمة الغنية بـ BCX وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى البشر.
و قد شرع الفريق بالنسبة إلى هذا البحث الأخير ، في تحديد الآليات الكامنة وراء هذا الارتباط.
و للتوصل إلى نتائجهم ، قام الباحثون بإعطاء مجموعتين من الفئران حقنة يومية من مادة مسرطنة مشتقة من النيكوتين.كما أعطيت مجموعة واحدة من الفئران أيضاً جرعة يومية من BCX قبل وبعد الحقن.
و قد وجد الفريق مقارنة بالقوارض التي لم تتلق جرعة يومية من BCX ، أن القوارض التي تلقت الكاروتينويد carotenoid شهدت انخفاضاً بنسبة %52-63%في نمو أورام الرئة.
وحسبما ذكر الفريق ، فقد تم العثور على جرعة يومية من 870 ميكروغرام من BCX - أي ما يعادل الاستهلاك البشري لثمرة واحدة من الفلفل الحلو أو اثنتين من اليوسفي - لتكون الأكثر فعالية في الحد من نمو أورام الرئة .
"و من الممكن أن يكون للـ BCX تأثيراً مفيداً على خطر الإصابة بسرطان الرئة"
بعد ذلك ، اختبر الباحثون BCX على خلايا سرطان الرئة البشرية بوجود α7-nAChR وبدون وجوده . ووجد الباحثون أن خلايا سرطان الرئة ذات α7-nAChR كانت أقل عرضة للانتشار بوجود ال BCX ، و ذلك مقارنة بخلايا سرطان الرئة بدون المستقبلات.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاكتساب فهم أفضل لكيفية تأثير BCX على تطور سرطان الرئة لدى البشر ، يعتقد وانج Wang وزملاؤه أن الأفراد المعرضين لدخان التبغ قد يستفيدون من استهلاك الأطعمة الغنية بـ BCX.