على الرغم من أنك قد تقنع طفلك بالدراسة الجادة والتقدم في المدرسة بشكل أفضل ، إلا أنك -في نفس الوقت- قد تقنعهم بالتخلي عن التمارين الرياضية قليلاً.
وفقاً لدراسة نشرت في المجلة البريطانية للرياضة ، فإن طلاب المدارس الذين يشاركون في الأنشطة البدنية مثل القفز الطويل، والجري أثناء المدرسة، يكون لديهم مهارات إدراكية أفضل من أقرانهم الذين لديهم أسلوب تعليمي مستقر.
و قد تم تبني هذا النوع من التعلم من قبل المدارس في الغرب دون تقليل وقت التعلم.
و يتعلق الأمر عادةً بجعل التعلم اكثر متعة و بهجة. و على سبيل المثال ، القفز على الفور للرد على نشاط حقيقي أو خطأ في الفصل.
و تمضي الدراسة إلى القول بأن دمج النشاط البدني مع التعلم له تأثير كبير على النتائج التعليمية مع تحسين فترة الاهتمام.
و قد يستغرق هذا بعض الوقت ، لتستطيع مدارسنا تجريب هذا النمط من التعلم حتى يتم تبنيه. و جوهر الأمر هو جعل الأطفال مهتمين بالأنشطة البدنية، إذ أنه لا يتوجب علينا تجاهله.
فممارسة النشاطات الرياضية تجعل عقل الطفل أكثر حدة. و أولئك الأطفال الذين يكسرون أغلال الحياة المستقرة، و ينطلقون في ممارسة الرياضة يشعرون بالحيوية والتجدد.
و يعتقد الخبراء أن ممارسة النشاط البدني تجعل أدمغة الأطفال بصحة جيدة ، و يستطيعون من خلال ممارسة النشاط البدني- التخلص من التوتر و الشد، و بالتالي يستطيعون فهم المزيد -في دروسهم- بطريقة أفضل بكثير.
الطفل، و الحياة المستقرة
بمجرد أن يبدأ الطفل مدرسته بشكلٍ رسمي ، فإنه سيتعرض لمدة ست إلى ثمان ساعات من الجلوس في الفصل. إضافة إلى ذلك ، جنون العالم الرقمي حيث يتم ربط الأطفال بوسائط التواصل الاجتماعي social media وألعاب الفيديو.
إجمالاً ، إذا نظرت إلى الأمر ، فليس هناك أي وقت لـ طفلك حتى يشارك بأي نشاط بدني. و يمكن أن يكون هذا النمط من الحياة من أهم الأمور الرئيسية المساهمة في السمنة لدى الأطفال والأمراض ذات الصلة، في وقت لاحق من الحياة. وهذا يعني قوة معرفية ضعيفة للغاية، و أداء متواضع في الفصول الدراسية.
الحاجة إلى النشاط البدني بين الأطفال
اعتماداً على العمر والتعرض الحالي للنشاط البدني ، فإن الأطفال يحتاجون إلى 60 دقيقة - في المتوسط- للعب خارجاً. وقد يكون هذا التمرين معتدلاً أو شديد الكثافة اعتمادًا على ما يناسب الطفل بشكل أفضل. و يمكن أن تكون أفضل فكرة -في هذا السياق- هي تسجيل الطفل في نشاط في مدرسته.
فالمدرسة توفر بيئة رسمية للأطفال للتعلم. و بالتالي يصبح النشاط البدني، أيضاً أمراً مهماً في تعليمهم المشاركة وروح الفريق وحتى صفات القيادة تحت التوجيه المناسب.
في أغلب الدول ، غالباً ما تتعرض المدارس لضغط كبير من أجل الأداء الأفضل في المجال الأكاديمي. و يتم الضغط على المعاهد والمدارس للحصول على الوقت اللازم، لاستكمال المنهج في الوقت المناسب.
لذلك ، فإن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يتم التفكير فيه هو الاستغناء عن الأنشطة اللامنهجية مثل الرياضة لتخصيص وقت إضافي للدراسة، و هذا أمر بالغ الخطورة و خصوصاً على الأطفال في الصفوف الأولى.
النشاط البدني والقوة المعرفية
كانت هناك أدلة قوية تثبت أن الأطفال الذين يمارسون نشاطاً بدنياً، ولديهم تمرين روتيني أفضل في الرياضيات ويتعلمون الكلمات والتهجئة أكثر من غيرهم.
إذ أن النشاط البدني يرتبط بقوة بمنطقة الدماغ المسؤولة عن المهام الإدراكية. وبالتالي ، فإنه يظهر نتائج محسنة عندما يتم تنفيذ المهام مع ممارسة روتينية مناسبة.
ويعتقد الخبراء أيضاً أن هذا الرابط بين النشاط البدني والإدراك هو الأعلى بالنسبة للأداء التنفيذي Executive functioning. و الأداء التنفيذي يعني الوظائف المعرفية العليا. وبالتالي ، فإن الجسم النشط جسدياً لديه قدرة أعلى على تحقيق هذه الأهداف.
و تنطوي هذه الوظائف على تحسين الذاكرة والتركيز وردود الأفعال أيضاً. و تعتبر هذه العوامل الثلاثة مهمة لأداء أفضل في المدرسة. و قد وجد أن الأداء التنفيذي لدى الأطفال الأقل نشاطاً أقل تطوراً، -بالمقارنة مع الأطفال النشطين بدنياً- حيث تقل درجاتهم في المدرسة.
كيف يرتبط الإدراك بالنشاط البدني؟
بعبارة بسيطة ، إنه بسبب أسباب فيزيولوجية – وظيفية، و ينطوي ذلك على ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة الشدة، مثل المشي السريع والجري ، إلخ. و التي تؤدي إلى إحداث تغييرات فيزيولوجية في الجسم والدماغ.
إنها تجعل تدفق الدم المؤكسج oxygenated blood إلى الدماغ أفضل، و الذي يقود بدوره إلى أداء أفضل. و على المدى الطويل ، يمكن أن يؤدي استمرار التمرين إلى تغيير هيكلي ووظيفي في الدماغ.
على سبيل المثال ، قد ينتج عن ذلك روابط أقوى في الدماغ stronger brain connections.
و من ناحية أخرى ، يدعم النشاط البدني – أيضاً- مهارات الإدراك بقوة. فعلى سبيل المثال ، إذا كان الطفل يلعب كرة القدم ، فقد يحتاج إلى تطبيق رأيه في وضع استراتيجية لخطة اللعبة ، والدقة المطلوبة لتسجيل هدف أو التعامل مع نظرائه لمنعهم من التسجيل. و كل هذه الحركات تتطلب منه دماغاً أقوى في التخطيط.
و يمكننا القول أنه حتى التمرين البسيط مثل المشي يحتاج من الدماغ القدرة الكافية للتحكم في حركة الجسم. وبالتالي ، فإن هذه الأنشطة تساعد أيضاً في تقوية القوة المعرفية للدماغ.
و مع هذا ، فإن الخبراء يعتقدون -أيضاً- أنه بدلاً من الوقت الذي تقضيه في الأنشطة البدنية ، من المهم للغاية معرفة الأنشطة التي يجب أن تنخرط فيها. وبعبارة أبسط ، فإن الجانب النوعي للأنشطة سيكون أكثر أهمية أيضاً.
فهناك دراسات تُظهر أن الأنشطة التي تتضمن قواعد معقدة ، أو عالية الكثافة ، أو تنطوي على قدر كبير من الحركة ، هي الأكثر فائدة في تحسين مهارات الطفل المعرفية.
ماذا أفعل؟
إذا كنت تندرج تحت فئة الآباء الذين يعتقدون أن التحصيل الأكاديمي هو كل شيء ، فقد يكون ذلك بمثابة تنبيه و فتح لعينيك على أهمية القضية التي طرحناها.
فاليوم ، يحتاج طفلك إلى كل مهارة ، من درجات أفضل في المدارس إلى الخبرة الرياضية.
و حتى من أجل علامات أعلى و تحصيل دراسي أفضل ، فأنت بحاجة إلى إعطاء تنفيس لطفلك لتجديد خلايا جسمه و عقله حتى يعمل بشكل أفضل. لذلك ، قد يؤدي نشاط طفلك البدني إلى تحصيل معدل دراس أفضل، على حسب ما تتوقعه و ترجوه.
اقنع طفلك بالخروج واللعب أكثر من الجلوس داخل المنزل. و قم بتسجيله في نادي اللعبة التي يحبها و يختارها. و ربما يحتاج منك بعض التوجيهات حول المكان و النشاط البدني الذي ينبغي الدخول فيه.
و لا بد من التذكير بأن النشاط البدني يعزز أيضاً عملية الاستقلاب (الأيض) ، ويزيد مناعة الجسم ضد العدوى والأمراض ، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض التغيب في المدرسة.