طفلك
لاتدع هاتفك يقف حائلاً بينك وبين طفلك

كيف تقلل من تأثير الـ "تكنوفيرنس" Technoference على مشاعر الأبوة (أو الأمومة) بإتجاه طفلك ؟

يمكنك إعطاء دفعة حقيقية لتطوير طفلك ، وسلوكك ، وعلاقتك معه، من خلال بعض التعديلات الدقيقة و البسيطة الخاصة بكيفية استخدامك لجهازك الذكي.

فعلى سبيل المثال عندما تصل إلى الحديقة أو ملعب الأطفال، وتعثر على مقعد، فإنك تقوم بتفقد حسابك على موقع تويتر أو  الرد على رسالة البريد الإلكتروني، وذلك في الوقت الذي يلعب ابنك فيه على الأرجوحة، وقد تكون هذه أول لحظة استرخاء لك في اليوم ولكن يطلق الباحثين عليها اسم "تكنوفيرنس" Technoference. فما علاقة ذلك و ما تأثيره على سلوكيات و مشاعرك طفلك؟

طفلك يستطيع المقارنة 

تقول كريستيل لافال Kristelle Lavalle من مركز وسائل الإعلام وصحة الطفل Center on Media and Child Health في مستشفى بوسطن للأطفال: عندما ينظر ابنك من الصندوق الرملي ويراك وأنت تحدق في هاتفك، سوف يدرك أن هذا الجهاز أكثر أهمية لوالديه من كل ما يفعله، "طفلك يستوعب ذلك".

على الرغم من ذلك لا تدفن هاتفك في الرمال لسبب واحد .. ببساطة هذا غير ممكن بالنسبة لمعظمنا في هذه الأيام وهذا العصر، لكن من خلال بعض التعديلات الدقيقة الخاصة بكيفية استخدام الأجهزة الخاصة بك يمكنك إعطاء دفعة لتطوير طفلك ، وسلوكك ، وعلاقته معك.

وقد أظهرت الأبحاث أن الانحرافات التكنولوجية تجعل الآباء أقل انخراطا واستجابة، والذي يتداخل بدوره مع التعلم، على سبيل المثال، كان الأطفال في سن الثانية أقل عرضة لتعلم كلمة جديدة من أمهاتهم عندما يتوقف الدرس عن طريق مكالمة هاتفية.

ويقول ديفيد هيل David Hill طبيب الأطفال والرئيس السابق لمجلس الاتصالات والإعلام بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال : "إن الآباء لا يتحدثون كثيراً لصغارهم و حتى أطفالهم البالغين، عندما تكون شاشات الخلفية قيد التشغيل".

ويتساءل هيل أنه عندما يتحدث إلى  الآباء الذين يهتمون بتطوير لغة طفلهم، عما إذا التلفزيون في المنزل مفتوح (شغّال)، ويقول: "لا يهم إذا كان –الطفل- يشاهده بل إنه أمر مهم إذا كنت تراقبه". 

فإنه مع بعض التعديلات الدقيقة الخاصة بكيفية استخدام أجهزتك ، يمكنك إعطاء دفعة لتطوير طفلك ، وسلوكك ، وعلاقته معك.

الانشغال بالأجهزة الذكية قد يؤدي بك سلوكيات قاسية مع طفلك

وبعيداً عن معامل المختبرات، أجرى باحثون في سرية، ملاحظات على الناس البالغين و تعاملهم مع الأطفال الأصغر سناً في مطاعم الوجبات السريعة في جميع أنحاء بوسطن، و قد ظهر أنه قد استجاب مقدمو الرعاية المنشغلون بأجهزتهم بقسوة لسلوكيات الأطفال. 

 ,تقول عالمة النفس في جامعة بريغام Brigham Young University يونغ سارة كوين Sarah Coyne ، إن تجاهل الآباء لأطفالهم بسبب هواتفهم، يدفع الأطفال للإكثار من طلباتهم للحصول على الاهتمام.

حتى أن المراهقين يلاحظون عدم اهتمام الآباء عندما ينشغل آبائهم بأجهزتهم الذكية. وتقول لافال Lavalle إنه عندما تتحدث مع مجموعتها من الأطفال الأكبر سناً في مستشفى بوسطن للأطفال، "يقولون إنهم يريدون من آبائهم أن يضعوا أجهزتهم جانباً وأن ينتبهوا إليهم". 

ومن خلال دراسة استقصائية للمراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 20، وجدت كوين شعور مماثل، إذ أن المشاركين في الدراسة أفادوا، بأن آبائهم يتشتت انتباههم بسبب التكنولوجيا، "وقد شعروا بأنهم أقل ارتباطاً بآبائهم".

و تضيف كوين أنه حتى لو كان الأطفال لا يحبون الكيفية التي يتعامل بها الآباء مع التكنولوجيا، ، فإنهم لن يتمكنوا من المساعدة، حيث لا يمكنهم إلا رؤيتهم كنماذج.. فتقول كوين: "إذا كان لديك مناخ عائلي، فمن الطبيعي تجاهل كل من حولك، وهذا بالتأكيد يرسل رسالة كبيرة لـ طفلك".

كيف تنشئ بيئة جديدة صحية في منزلك

هناك طرق بسيطة لإنشاء معايير تكنولوجية جديدة في منزلك.

  • أولاً: ضع الهاتف جانباً، أفضل من ذلك ضعه في غرفة أخرى، يقول هيل: "إن إخراج الهاتف من خط رؤيتك مفيد جداً".
  • بعد ذلك.. يمكنك معرفة ما إذا كان يمكنك إبقاء شاشات الهواتف بعيدة أثناء العشاء  أو الإفطار أو الغداء، وعندما تلتزم الأسر بتناول وجبة واحدة في اليوم معاً، "فإن الفوائد النفسية التي لا يمكن قياسها تقريباً تكون ليس فقط للوالدين، ولكن للأطفال حقاً". و  يقول لافال إن إضافة جهاز إلى المزيج يمكن أن يلحق الهزيمة بالهدف و الذي هو: المحادثة الفعلية والاتصال.

وحتى تأخذ استراحة من هاتفك، قد لا تدرك كم كنت تستخدمه..

لقد أظهرت دراسة تجريبية أجريت في عام 2019 للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار أنهم قد تفحصوا هواتفهم بمعدل 67 مرة في اليوم، ولكن معظمهم اعتقد أنهم فعلوا أقل من ذلك بكثير، و هناك تطبيقات يمكنها مساعدتك في تعقب وقت هاتفك. ومن هذه التطبيقات Screen Time  لأجهزة الآيفون Iphone و ActionDash لأجهزة الأندرويد Android.

  • و يمكنك أيضاً... أن تجنِّد أطفالك لمراقبة تفحصك لجهازك الذكي، و قد يكون ذلك مهرباً آخراً مفيداً. فيوصي هيل بتحديد هدف حول عدد المرات التي تشعر فيها بالراحة في التحقق من هاتفك - على سبيل المثال، مرة واحدة في الساعة، لمدة خمس دقائق - وإبلاغ عائلتك بذلك، وإذا انزلقت فسيكون أطفالك سعداء بإخبارك بذلك، "فإنه لا توجد طريقة أفضل لالتزامك أكثر من إعطاء المراقبة لـ طفلك".

وتقول لافالي، بالطبع سيكون عليك التعامل مع بعض الاستثناءات، ولكن عندما يحصل شيء عاجل، و أردت أن تتجاهل طفلك ، فما عليك إلا أن تشرح أنك بحاجة إلى الرد على رسالة بريد إلكتروني من رئيسك أو إجراء مكالمة هاتفية هامة. ويمكنك استخدام  هذا الأمر كفرصة لاستخدام التكنولوجيا بطريقة واعية .

لا داعي لاعتبار التكنلوجيا عدو لنا

نحن لسنا في حاجة لجعل التكنولوجيا عدو لنا، فإن المرونة والاتصالات التي يوفرها الهاتف الذكي - بالنسبة للعديد من الآباء المشغولين- هما ما يسمحان له بمغادرة المنزل أو المكتب والذهاب إلى الملعب في المقام الأول.

وتقول كوين أنه قد يكون لـ "التكنوفيرنس" Technoference إيجابيات في بعض الحالات. ففي دراسة جديدة لها تقوم بها الآن لاستكشاف حالات مثل: " إنني متوترة جداً في المنزل، أطفالي سيئون، والمنزل في حالة فوضى، أنا أفقد حماسي".

ففي هذه الحالات سآخذ استراحة سريعة للتواصل مع صديق أو التحقق من حسابي على الفيس بوك Facebook . و ربما ذلك قد يساعد أحد الوالدين في استعادة توازنه ومن ثم يساعده على التعامل مع الوضع بشكل أكثر هدوءً.

وتضيف كوين، إذا وجدت نفسك تفعل ذلك، لا توبخ نفسك.

إنني "أعتقد أن الكثير من الآباء يشعرون بالذنب حقاً حول استخدام أجهزتهم الذكية"، تقول كوين: ما عليك إلا "الحصول على بعض الاسترخاء" باستخدام جهزاك الذكي و لكن بوعي.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل