بدلاً من قيامنا بالبحث عن الصفات و العادات التي يجب التحلي بها، علينا التركيز على العادات والصفات التي يجب الابتعاد عنها.
إن أول شخصٍ ناجحٍ التقيت به على الإطلاق – كان ناجحاً حقاً، وأعجبت بإنجازاته وطموحاته وسعيت إلى محاكاته – كان رجل أعمال في الأربعينات من عمره، فقد كان أول عميل لي في عمل حقيقي بدأته على الإطلاق. لقد كنت في الرابعة والعشرين من العمر ومتلهف للتعلم، فيما كان هو مرحاً دائماً، ولديه الكثير من المال الذي لايحصى.
لقد أصبحنا أصدقاء مقربين، وقال لي في نهاية المطاف إنه فقد زوجته ( لقد كانت حب حياته ) قبل نصف عقد من الزمان - هذا النوع من الخسارة الذي لا تستطيع التغلب عليه.
فقد جعلت هذه القصة نظرته الإيجابية التي يتمتع بها تبدو أكثر وضوحاً بالنسبة لي: لقد كان هنا ذلك الشخص الذي مر بمأساة، ومع ذلك جعل من الأولوية القيام بأشياء جيدة أيضاً بالترافق مع وقته وأمواله، كما يبدو أنه يهتم حقاً بالآخرين.
وقد كان في كثير من الأحيان ، يقول لي عن سر نجاحه: "أنا فقط أحاول أن أتجنب الفشل". قائلاً لقد تعلمت ما الذي قد يجعل الشخص غير سعيد ، ما الذي يجعله مكسوراً، لا يتمتع بالحماسة. مما دفعني لتجنب ارتكاب نفس هذه الأخطاء.
كنت أعرف أنه كان على حق..
ففي كثيرٍ من الأحيان نعتمد على المواقف، فمثلاً: "إذا فعلت موقفاً ما، سأكون ناجحاً"، ولكن إذا كان النجاح سهلاً، ويمكن التنبؤ به، فإننا لن نسعى للحصول على المشورة حول كيفية تحقيق ذلك.
وبدلاً من دراسة ما الذي يجعل الآخرين ناجحين، فقد اتبعت نصيحة صديقي، وأوليت اهتماماً كبيراً للعادات التي تحول دون وصول الأشخاص إلى أهدافهم.
وفيما يلي إليك عزيزي القارئ العادات العشرة 10 الشائعة، والتي إذا وجدت نفسك ترتكبها، فقد يكون ذلك إشارة لإعادة تقييم مسارك والتصرف بخلاف هذه العادات:
تشتيت الانتباه الدائم
وصف جريك ماكوين Greg McKeown مستشار إدارة الوقت في كتابه الجوهرية Essentialism (الاعتقاد بأن الأشياء لها مجموعة من الخصائص التي تجعلها كما هي ، وأن مهمة العلم والفلسفة هي اكتشافها وتعبيرها ؛ عقيدة أن جوهر الشيء سابق لوجوده) أنه أثناء الخوض في الحديث مع زميلٍ سابقٍ -كان يبحث عن المشورة المهنية- وفي منتصف المحادثة، نظر الرجل إلى أسفل في هاتفه وبدأ بكتابة الرسائل النصية، وبعد مرور ثوانٍ استمر في إرسال الرسائل بعنف، وبعد بضعة دقائق ، تخلى عن طلب الاستشارة وذهب بعيداً.
أفكر في هذه القصة كلما شعرت بالانجذاب نحو اتجاهات مختلفة ، كطريقة لتذكير نفسي بالتركيز على اللحظة التي أكون فيها مع الأشخاص الذين أكون معهم. فلو كان زميل McKeown القديم قد ذكّر نفسه بنفس الشيء ربما كان قد أجرى اتصالاً أو حصل على معلومات عنه أدت به إلى المشورة التي تقوده إلى العمل.
التحدث فقط
أنا أتدرب على سباق الماراثون، أنا أبدأ مشروعاً تجارياً..
أنت تعرف أن ما هو أفضل من الإعلان عن شيء ما، على وسائل التواصل الاجتماعي؟
هو فعل ذلك الشيء.
قال رجل الأعمال ديريك سيفيرز Derek Sivers في حديثه على منصة تيد TED عام 2010 بعنوان "أحتفظ بأهدافك لنفسك" “Keep You Goals to Yourself,”، إن الإعلان عن خططك يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية بدلاً من أن يكون حافزاً و محفزاً لك.
مضيفاً أن الناس غالباً ما يشيدون بك لمجرد إعلانك عن نواياك، وإلى حد ما على عكس الحدس، أن التصفيق يمكن أن يستنزف إرادتك لمتابعة هذه الخطط التي حددتها للتو.
وأوضح سيفرز Sivers أن علماء النفس وجدوا إنه عندما تخبر شخصاً ما بهدفك، فإن هذا يسمى "الواقع الاجتماعي" social reality .
"إن العقل هو نوع من خداع الشعور، أنه الأمر قد تم بالفعل.". ومن ثم لأنك شعرت بهذا الارتياح، فأنت أقل حماساً للقيام بالعمل المجهد الفعلي اللازم.
فلا حرج في مشاركة فرحتك، ولكن حاول أن تضغط على لسانك حتى تحصل على أخبار جيدة ، وليس فقط عن نوايا طيبة.
قضاء الوقت مع الأشخاص الخطأ
قد يشجعك الأصدقاء المحيطين بك على أن تبرز أفضل ما عندك و ما في نفسك. كما يمكنهم أن يبرزوا أسوأ ميولك.
على سبيل المثال:
هل لديك هدف للحصول على صحة أفضل؟
ما عليك سوا التنزه مع الأشخاص الذين سوف يساعدونك على إحداث هذه التغييرات في حياتك.
أما إذا كنت تريد أن تفشل فشلاً ذريعاً في تحقيق ذلك الهدف؟
إذاً... اقض وقتاً مع من يستمتعون بعاداتهم السيئة الخاصة.
ويرجع الأمر في ذلك إلى أن الأشخاص يغذون طاقة بعضهم البعض.
التركيز دائماً على السلبية
كما أظهر لي صديقي منذ سنواتٍ عندما أخبرني عن حزنه، يمكنك التركيز على الإيجابي دون التظاهر بأن الحياة سهلة، حيث يمكنك الحصول على منظور واقعي دون الإشارة إلى الأشياء السيئة التي تراها.
فكلنا يعرف الشخص الذي يشكو من كل شيءٍ، سواءً الطقس، أو حتى الحذاء الذي يرتديه، لكن لا يمكنك تغيير الطقس كما يمكنك أيضاً ارتداءُ حذاءٍ جديدٍ.
و بالتأكيد فإن قضاء يومٍ سيءٍ، هو أمرٌ طبيعيٌ، فكل شخص منا يشعر بالإزعاج مرة واحدة من حين إلى آخر، ولكن إذا كنت تكره كل شيء دائماً ، فأنت تعيشُ حياةً سيئةً بكل بساطة.
وبالتالي فإن التركيز على السلبية من العادات التي يتبناها الأشخاص غير الناجحين.
المماطلة
طلبت ذات مرة من أستاذي في الجامعة تمديد الموعد النهائي لتقديم الموضوع (المقال) essay المطلوب مني، وكان جوابه: "أنا سعيد تماماً لتمديد الموعد النهائي الخاص بك لمدة أسبوع.
والشيء الوحيد الذي أطلبه منك هو، هل سيكون مقالك أفضل إذا قمت بتسليمه في غضون أسبوع من الآن؟".
فكلانا – أنا و البروفسور- كان يعلم أن الإجابة كانت "لا". وبعد هذه الإجابة، عملت على إنهاء الأمر في الوقت المحدد.
فقط قم بتأخير الأشياء عندما تقوم بعملٍ أفضل مع هذا الوقت الإضافي، افعلها الآن أو افعلها بشكل أفضل لاحقاً.
عدم الاستماع للآخرين
كونك مستمعاً جيداً يمكن أن يوجهك في الاتجاه الصحيح، ولكن يمكن أن يكون ذلك على المدى الطويل. كما أن ذلك قد يساعدك أيضاً في الحفاظ على علاقات وثيقة وقيمة.
إن كل شخص يمكن أن يعانق عربوناً للمحبة و العاطفة الجياشة ، ولكن ليس كل شخصٍ يتصل، سيكون هدفه أن يسأل: "كيف حالك؟".
لا تنسَ أن لكل شيءٍ وقته المناسب.
اسأل... استمع... اهتم... و أعد الكَرّة.
الاستسلام إلى الكسل
لدينا جميعاً لحظات نميل فيها إلى إلغاء الخطط، وفي بعض الأحيان، قد نشعر بأن مغادرة المنزل يحتاج إلى مجهودٍ جبارٍ حتى لو كان من أجل أمرٍ ممتعٍ.
فالتجارب الجديدة وغير المألوفة، تجعل الحياة رائعةً و ممتعة. أما الاستسلام للكسل فهو من العادات المفضلة لدى الأشخاص غير الناجحين.
إنك عندما تستسلم للكسل laziness ، فأنت لا تشارك و لا تتفاعل -بشكلٍ كاملٍ- في حياتك الشخصية، و هذا أيضاً غير مناسب بالنسبة لأصدقائك وعائلتك وشريكك والأشخاص الآخرين، والذين يرغبون في مشاركتها معك.
عدم الفضول curious
من الطبيعي والمعتاد أنه إذا كان والدك مزارعاً - وكنت رجلاً – فستصبح كذلك مزارعاً. أما النساء فلم حصلن على اختيار ما يردن. وكذلك كانت القدرة على تعلم الأشياء خارج عالمك المباشر محدودة ، إن لم تكن مستحيلة تماماً.
أما اليوم ، فقد أصبح الوصول إلى المعلومات أسهل من أي وقت مضى. ومن الواضح أنه لا تزال هناك حواجز هيكلية تحد مما يمكن أن يفعله الناس ، ولكن أولئك الذين يستفيدون من هذا الوصول إلى المعلومات - الذين يقرؤون الكتب ، ويطرحون الأسئلة ، ويتبعون فضولهم - يتمتعون بقدر أكبر من القدرة على تصور مستقبلهم وتشكيله. و بالتأكيد من الصعب أن تحلم بما لا تعرفه.
عدم اللطافة
فقط كُن شخصاً لطيفاً. إذا كنت تواجه صعوبة في تحديد ماهية "الشخص اللطيف" ، فمن المرجح أنك أحمق.
الاستسلام
قال توماس إديسون Thomas Edison ذات مرة: "إن أفضل طريقة لتحقيق النجاح هي دائماً المحاولة مرة أخرى".
فالنجاح -على أي شكل تريد ان تُعَرِّفَهُ- لم يأت من عدم المحاولة. وغالباً ما يأتي بعد الفشل مراراً و تكراراً.