كيف لنا أن نختبر الحرية الحقيقية؟ هل يمكننا ذلك من خلال الظروف الخارجية و المحيطة بنا، أم عن طريق الظروف الداخلية كالقبول و السلام الداخلي؟ يقدم مقالنا اليوم خطوتان مهمتان لنختبر الحرية الحقيقة و ننعم بأثرها.
تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بعيد استقلالها Independence Day الرابع والعشرون في هذه الفترة . يقول الأمريكيون: إننا نعتبر هذا اليوم بالنسبة لنا تقدير لحريتنا الوطنية .
و مع ذلك ، و بالنسبة لنا كأفراد فهناك أنواع أخرى من الحرية ، إلا أنها في حقيقة الأمر ما هي إلا شكل آخر من أشكال ما نسميه بالعبودية bondage .
و في الواقع ، إن كل شخص قابلته كان يرزح تحت شكل أو آخر من أشكال العبودية . وربما لم يكونوا مقيدين بالسلاسل والأغلال ، وربما كانوا أيضاً يتمتعون بجميع الحقوق والامتيازات التي نربطها بـ الحرية، إلا أنه و على المستوى العقلي والروحي الأعمق فإن القلة منهم يتمتعون بـ الحرية بالفعل .
لذلك ، فإنني أود اليوم أن أتحدث عن نوع مختلف من الاستقلال independence ،و كيف يمكنك أن تختبر الحرية الحقيقية من خلال خطوتين اثنتين .
1 - اكتشف رغبتك الحقيقية:
ليس من المفيد في البداية أن تتحدث عن الحرية ما لم تكن مدركاً لما تريد أن تفعله بها ، و إلا ، و حتى في حال تم حل مشكلتك الحالية وعرفت الجواب أو حصلت على ما تريد، فستقع في الغالب في نمطٍ مدمرٍ جداً ، و تثبتُ على وضعٍ تالٍ أكبر مما سبقه ، و سيصبح من الصعب عليك التخلص منهما على حدٍ سواء .
وهناك سؤال اعتدت أن أسأله للناس طوال الوقت في الاستشارة و العلاج، وكان السؤال يقول، تخيل أن جنياً ظهر أمامك فجأة الآن تماماً كالذي حصل لعلاء الدين Aladdin.
و كان هذا الجني يقدم لك أمنية واحدة ترغب في تحقيقها . أي شيءٍ تريده في العالم؟! . مثل السحر . ونأتي للسؤال المهم : ما الفائدة المرجوة من ذلك ؟ عليك أن تجيب في العشر ثوان القادمة ، أو ستفقد الفرصة. هيا استمر ، و أعط إجابتك قبل أن تستمر في القراءة.
لقد أجاب كل شخصٍ تقريباً في هذا الاختبار بطريقةٍ خاطئةٍ . و أنا لا أعني أن هناك إجابة واحدة صحيحة لهذا السؤال ، على الإطلاق . و بعد أن قمت بالشرح قليلاً ، أخبروني أنهم قد اختاروا الإجابة الخاطئة .
و إذا كنت كمعظم الناس ، فسوف تتمنى:
- الحصول على المال
- أو وظيفة مختلفة
- أو ممارسة الجنس
- أو القيام بمغامرة ما .
و لربما تكون قد تمنيت:
- أن يكون شريكك أكثر مراعاة لك
- أو أن يكون أطفالك أكثر احتراماً .
كل هذه الأمور شائع ، ولكن الشيء الرئيسي الذي يشتركون فيه جميعاً هو الظروف خارجية . إنها جميعاً خارجة عن إرادتك .
و ربما تفكر في نفسك قائلاً : " حسناً بالطبع ، إذا كانت لدي أمنية سحرية واحدة فمن المنطقي أن أغير شيئاً ما ، لم أستطع تغييره في العادة ".
ولكن إليك سؤالي هنا: لماذا تريد تلك الأشياء؟ ماذا ستستفيد منها؟. و ستكون إجابتك دائماً و بشكلٍ ثابتٍ لا يتغير شيئاً ما مثل : القبول ، و السلام ، أو الإنجاز و تحقيق شيء ما ، أو بعبارة أخرى الظروف الداخلية ، إن هذه الأشياء هي ما تريده بالفعل ، كما أن معظم الناس يخبرونني بأن هذا ما كان عليهم أن يتمنوه .
2 - استرح و لاتبالي:
إذاً : - كيف يمكنك تحقيق تلك الظروف الداخلية المثالية؟
- أي الأشياء التي تريدها حقاً ؟
إن هذا ممكن الحصول، من خلال التخلي عنها . و يعتبر هذا التناقض بعينه . فإذا كنت تطارد باستمرار الظروف الخارجية، فإن الاحتمالات ستكون جيدة، في أنك لن تجد أبداً الظروف الداخلية، و لن تحقق الأشياء التي ترغب فيها بالفعل. و لكن، و لسببٍ ما فإننا نواصل القيام بذلك لأن هذا كل ما نعرفه .
إنني أعتقد بأنك، لابد و أن تكون قد فهمت الآن ما أرمي إليه و هو أن : الأشياء التي نعتقد أننا نريدها ، لن تجلب لنا حقاً، قبولاً أو سلاماً أو أي إنجاز على أي حال، و من بين الكثيرين من الناس ، فإن الكثير من الأشخاص الذين قمت بنصحهم، لم يجد أيّ منهم -تقريباً- شيئاً عميقاً حتى من خلال الثروة أو الإنجازات في الحياة. حتى وإن بدت إنجازاتهم مذهلة بالنسبة لنا .
فالكثير منهم يخشون خسارة كل شيء ، قلقون بشأن مستقبلهم أو أنهم ربما يندمون أيضاً على خياراتهم ، لذلك ، فإذا لم نتمكن من الاعتماد على الإنجازات، و على القيام بالأشياء، فما الذي يمكن أن نضع ثقتنا فيه ؟.
إن جوابي هو : العلاقات، إنه حقاً بسيط . فكل هذه الأشياء الداخلية التي نتوق لها جميعاً بشدة تعود جميعها إلى الحب بشكلٍ أو بآخر. والحب موجود فقط داخل العلاقات، فسواءً أكنت تريد الفرح أو السلام أو الحب أو أي شيء تظن أنك بحاجة إلى تحقيقه، فإنني أنصحك أن تميل أولاً إلى العلاقات في حياتك ..
إذاً : فكيف يمكنك فعل ذلك ؟ . أعط لنفسك يوماً واحداً أو ساعة واحدة فقط ، وقم بالتركيز على العيش في الحب الآن ، بدون أي توقعات أو تكهنات .
إن هذا لشيءٌ صعبٌ للغاية ، وحسب معرفتي، فإنه لا توجد طرق مختصرة ، و لكن يمكنني تقديم هذه النصيحة العملية:
تأكد من أن الأهداف التي تعمل من أجلها هي الأهداف الصحيحة.
فلا أحدٌ منا يستطيع التحكم في ظروفه بالفعل ، ولذلك تأكد من أن أهدافك داخلية . والبعض من الأشخاص يخشى من أن فقدان هذا "الدافع" الإضافي قد يؤثر سلباً على أعماله ، و لكنني وجدت أن العكس هو الصحيح .
فعندما تكون أهدافك في الوقت الحالي وتقوم بمواجهتها أيضاً في الوقت الحالي، فأنت بذلك تميل إلى حب عملك والأداء الأفضل.
جرب هذا لفترة قصيرة فقط، ، واستسلم للخارج ، و ركز على العيش في الحب الآن ، و ستجد نفسك تحصل على ما تريده بالفعل.