حكمة الأريكة. في حياتنا الشخصية ، وعلى المستوى العالمي ، نواجه تحديات تختبر قوتنا العاطفية - كالتعرض لإصابة ما ، المرض ، البطالة ، الحزن ، الطلاق ، الموت ، أو حتى البدء بمشروع جديد بمستقبل مجهول.
لذا ، و من أجل المضي قدماً ، إليك عزيزي القارئ فيما يلي سبع استراتيجيات للمساعدة في ذلك :
1. كن مقبلاً على الواقع :
غالباً ما نبتعد عن الحياة بدلاً من استقبالها. إننا سادة التجنب و الهروب ! لكن إذا أردنا أن نكون حاضرين - لنستمتع بالحياة ونكون أكثر فاعلية فيها - يجب أن نوجه أنفسنا نحو مواجهة الواقع و الإقبال عليه .
فنحن عندما نسترشد بمبدأ الواقع ، إنما نطور قدرة أعمق للتعامل مع الحياة بشكل أكثر فعالية.
و ما كان صعباً في يوم من الأيام أصبح الآن أسهل. و ما كان يخيفنا يوماً ما يبدو مألوفاً الآن. و هكذا تصبح الحياة أكثر قابلية للإدارة.
غير أن هناك شيء أعمق نكتسبه: لأنه يمكننا أن نرى أننا أصبحنا أقوى ، و لدينا ثقة أكبر في أنه يمكننا أن ننمو بشكل أقوى.
و بالطبع فإن هذا هو أساس الشعور بالقدرة ، وهو منبع الحياة المرضية.
2. احتضن حياتك كما هي بدلاً مما تتمناها أن تكون عليه :
لقد علم بوذا أن سر الحياة هو أن ترغب بما لديك (بما و موجود و متوفر بين يديك ) و ليس أن ترغب بما لا تملكه.
فأن تكون حاضراً يعني أن تكون حاضراً في الحياة التي لديك هنا ،و الآن. و لا شك أن لدينا الحرية في أخذ الحياة كما تأتي إلينا - فالخير يأتي مع الشر ، والرائع مع التراجيدي ، والحب مع الخسارة ، والحياة مع الموت.
و عندما نحتضن كل شيء ، سيكون لدينا فرصة حقيقية للاستمتاع بالحياة ، وتقييم تجاربنا ، والتنقيب عن الكنوز الموجودة هناك للاستفادة منها.
كما أننا و عندما نستسلم لواقع من نحن (ماهيتنا) ، نعطي أنفسنا فرصة لفعل ما يمكننا القيام به.
3. خذ وقتك :
فكما تخبرنا قصة السلحفاة والأرنب ، فإن البطء والثبات يفوزان بالسباق. إذ كوننا في عجلة من أمرنا ، إنما نقوم في الواقع بإحباط نجاحنا .
إننا نتقدم على أنفسنا فنسبقها . كما أننا نرتكب المزيد من الأخطاء.
و إننا نقوم بتجاوز الحدود وندفع لقاء ذلك لاحقاً. و قد نتعلم الطريقة السهلة ولكن ليس بالضرورة أن تكون أفضل طريقة.
و كما يقول المثل القديم: كلما كنت أبطأ ، كلما وصلت إلى هناك أسرع .
فالنمو البطيء والمنظم والمتزايد هو نوع النهج الذي يؤدي إلى تغيير دائم.
4. مارس الامتنان :
من السهل أن نحسب متاعبنا بدلاً من بركاتنا و النعم التي نتقلب فيها ، لكن مثل هذا الموقف يقوض قدرتنا على الاستفادة من الخير الذي أعطيناه ورؤية حياتنا بشكل أساسي كهدية. و يمكن للتغيير في المنظور أن يحدث فرقاً كبيراً.
إذ يعتبر التعرف على الخير وتلقيه بامتنان وصفة مثالية للصحة والعافية العاطفية. كما أن هذا الموقف يوسع من إمكانية الاستفادة من الخير الذي مُنِحَ لنا و قٌدِمَ إلينا وحتى استخدامه للتعامل مع الصعوبات التي نرثها لا محالة.
5. ابق على مقربة من مشاعرك ، حتى المشاعر المؤلمة :
غالباً ما نجد مشاعرنا مخيفة وثقيلة ومربكة ، لذلك فنحن نحاول إبعادها.
إلا أننا نحتاج إلى مشاعرنا لكي نجد الرضا والمعنى والمتعة في الحياة.
و لا يؤدي التخلص من المشاعر إلى نتائج عكسية فحسب ، بل إنه يستنزفنا أيضاً الطاقة النفسية التي تجعل الحياة تستحق العيش.
فالمشاعر هي الغاز في محرك شخصياتنا. و هم مصدر الدافع والمحفز .
و هم الطاقة والحيوية وعصير الحياة. و بدونهم ، لن يكون لحياتنا أي شخصية أو بُعد أو لون.
و لن يكون هناك أي فرح أو إبداع أو متعة. و لن يكون هناك أنت. و لن يكون هناك أنا . و بدون مشاعرنا ، لن يكون هناك وجود لشيء مهم حقاً.
6. تقبل النجاح والفشل كجزء من رحلة الحياة :
نحن نتعلم جميعاً: فلا أحد يصل إلى ما يريد بشكل صحيح و مباشر في كل مرة.
إن الموقف الأكثر تعاطفاً تجاه أنفسنا يساعدنا فقط على البقاء في اللعبة.
كما أن العملية الديناميكية للحياة - المحاولة والنجاح والفشل والمحاولة مرة أخرى - هي الطريقة الوحيدة لتطوير ثقة دائمة في أنفسنا.
فنحن نتعلم من خلال التجربة أنه يمكننا النجاح والتعافي من الفشل.
كما أننا نتعلم أيضاً أن نكون متواضعين وبالتالي نطور نظرتنا لأنفسنا كمخلوقات محدودة ستحتاج دائماً إلى مساعدة ودعم الآخرين.
و بغض النظر عن مدى نضجنا أو نجاحنا ، سيحتاج الطفل الموجود بالداخل (داخلنا) دائماً إلى موجهين وأصدقاء يتابعون أمورنا .
7. حافظ على علاقات الحب الخاصة بك :
لا شك أنه من السهل إهمال ما هو أكثر أهمية : علاقاتنا مع من نحبهم. فهذه العلاقات لا تحدث فقط بطريقة سحرية.
إنها تنمو وتستمر من خلال العناية اليقظة الواعية والعمل الجاد.
و ما الحب الناضج - في الزواج أو الأسرة أو الصداقات - إلا عبارة عن تجربة حية ديناميكية.
إنه شيء تختاره كل يوم. و هو شيء يتم ربحه كل يوم. و هو يتطلب الالتزام لإبقائه ناجحاً .
إنه ينطوي على عملية يومية للتغلب على المسافة وتكريم الانفصال بيننا.
و هو يقبل حقيقة أننا سنؤذي بعضنا البعض و نؤذى من قبل بعضنا البعض.
إنها طبيعة الإنسان. و لا يمكن تجنب هذه الآلام. كما أنه لا يسعنا إلا أن نكرس أنفسنا للقيام بما يمكننا القيام به للتغلب عليها و لإصلاحها.
إذاً : فالحب ، هو في الأساس عمل إصلاحي و عملية صيانة و ترميم .
إننا نميل و نتجه إلى الضرر و الأذى . و نحاول مداواته. فنعبر عن قلقنا.
و نتحمل المسؤولية عن أخطائنا. كما أننا نتعلم أن نقول بأننا آسفون.
و نحن نحاول أن نعوض المتضرر . و نتعلم أن نغفر و نسامح .
و نحن نقبل غفران و مسامحة الآخر . و كما يفعل الرهبان كل يوم ، نسقط وننهض ونهبط ثم ننهض من جديد.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
3 أسرار لتعيش الحياة التي تريدها