سوء التغذية - السمنة
الأطباء ينبهون إلى معالجة سوء التغذية في حالات السمنة

تدعو افتتاحية حديثة الأطباء إلى معالجة مشكلة سوء التغذية malnutrition غير المعترف بها بين الأفراد المصابين بالسمنة للمساعدة في منع الموت المبكر من أمراض القلب و الأوعية الدموية.

فقد وجدت دراسة أن سوء التغذية منتشر بين الأشخاص المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة acute coronary syndrome،

و هي النقص المفاجئ في تدفق الدم إلى القلب الذي يسبب الذبحة الصدرية أو النوبات القلبية

إذ وجد الباحثون - في مستشفى جامعة ألفارو كونكويرو University Hospital Álvaro Cunqueiro في فيجو بإسبانيا - أن سوء التغذية لدى هؤلاء الأفراد كان عامل خطر مستقل لجميع أسباب الوفيات و أحداث القلب و الأوعية الدموية الرئيسية ، مثل السكتة الدماغية أو نوبة قلبية أخرى.

و المثير للدهشة أنهم وجدوا أن سوء التغذية منتشر حتى بين أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن overweight  أو السُمنة obesity.

للعلم تظهر نتائج البحث في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب Journal of the American College of Cardiology.

في مقال افتتاحي مصاحب ، كتب اثنان من أطباء القلب، أن الأطباء عادة ما يرون أن سوء التغذية مشكلة تؤثر فقط على الأشخاص الذين يعانون من "نقص التغذية" - بمعنى آخر ، نقص الوزن.

و في الواقع ، غالباً ما يعاني الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من سوء التغذية نتيجة قلة تناولهم للمغذيات الدقيقة و رداءة نوعية الأطعمة التي يتناولونها.

يقول الدكتور أندرو فريمان Andrew Freeman، مدير الوقاية من أمراض القلب و الأوعية الدموية و العافية في National Jewish Health في دنفر: 

"إن سوء التغذية حالة غير معترف بها إلى حد كبير و لا يتم علاجها في المرضى الذين يعانون من زيادة مؤشر كتلة الجسم ، حيث أنه غالباً ما يتم الخلط بين زيادة حجم البطن بسبب الإفراط في التغذية بدلاً من نقص التغذية".

و قد شارك الدكتور فريمان في تأليف المقال الافتتاحي مع الدكتورة مونيكا أجروال Monica Aggarwal، أستاذة الطب المساعدة في جامعة فلوريدا في غينسفيل.


الجودة و ليس الكمية

يقول الدكتور فريمان: "من المهم تبديد فكرة أن الوزن مرتبط بجودة الطعام و أن [مرضى السمنة] ليسوا معرضين لخطر سوء التغذية".

كذلك تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO The World Health Organization) أن 462 مليون بالغ يعانون من نقص الوزن في جميع أنحاء العالم ، في حين أن 1.9 مليار يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

و مع ذلك ، فقد لاحظوا أن مصطلح سوء التغذية يمكن أن ينطبق على كلتا المجموعتين.

و قد أجرى الباحثون في إسبانيا تحليلاً بأثر رجعي retrospective analysis لـ 5062 شخصاً تم إدخالهم إلى مستشفى جامعة فيجو المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة.

و قاموا بحساب مؤشر كتلة الجسم (body mass index  BMI) لكل شخص و سجلوا حالتهم الغذائية باستخدام ثلاثة مقاييس قياسية: 

  1. درجة التحكم في الحالة التغذوية Controlling Nutritional Status score 

  2. و مؤشر المخاطر التغذوية Nutritional Risk Index 

  3. و مؤشر التغذية النذير Prognostic Nutritional Index.

و للعلم تستخدم هذه القياسات مجموعات مختلفة من القيم ، مثل مؤشر كتلة الجسم و مستويات الألبومين albumin في الدم و خلايا الدم البيضاء و الكوليسترول لتقدير جودة التغذية التي يتلقاها الشخص.

و وفقاً لهذه المقاييس الثلاثة ، كان ما بين 8.9٪ و 39.5٪ من جميع المشاركين - اعتماداً على المقياس المحدد - يعانون من سوء تغذية معتدل أو شديد.

على الرغم من أن أولئك الذين وصفهم مؤشر كتلة الجسم بأنهم يعانون من نقص الوزن كانوا أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية المعتدل أو الشديد ، فإن ما بين 8.4٪ و 36.7٪ ممن أشار مؤشر كتلة الجسم لديهم إلى أنهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يندرجون في هذه الفئات.

علاوة على ذلك ، فإن ما يصل إلى 57.8٪ من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يعانون من درجة ما من سوء التغذية ، و هذا يتوقف مرة أخرى على المؤشر المستخدم.

و خلال فترة المتابعة المتوسطة البالغة 3.6 سنوات ، كان لدى 20.7٪ من المشاركين حدث كبير في القلب والأوعية الدموية ، و توفي 16.4٪ منهم.

كذلك، و بعد التكيف مع عوامل الخطر الأخرى ، فقد ارتبط سوء التغذية بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية و الوفاة لأي سبب.


التقييم والاستشارة

ربطت الأبحاث السابقة سوء التغذية بالحالات الصحية الخطيرة ، بما في ذلك مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب.

يقول الدكتور فريمان: "من الضروري أن يخضع الأفراد لتقييم غذائي و أن يتم تقديم المشورة و الموارد لهم للتأكد من أنهم يتناولون العناصر الغذائية المناسبة لتغذية أجسامهم بشكل كافٍ".

و يضيف قائلاً: "التشدق بالكلمات مع العبارات المعتادة ، مثل" تأكد من ممارسة الرياضة و تناول الطعام بشكل صحيح "، ببساطة لا يفي بالغرض".

إذ يجب أن يكون الأطباء على دراية جيدة بالأنماط الغذائية المعروفة لتقليل أو حتى عكس أمراض القلب و الأوعية الدموية ،

بالإضافة إلى إرشادات النشاط البدني و ممارسات الرعاية الذاتية ، مثل تخفيف التوتر و اليقظة و النوم الجيد".


في ختام بحثهم ، كتب مؤلفو الدراسة:

"إن سوء التغذية شائع بين مرضى [متلازمة الشريان التاجي الحادة] و يرتبط بشدة بزيادة الوفيات و الأحداث القلبية الوعائية.

و هناك حاجة للتجارب السريرية للتقييم المستقبلي لفعالية التدخلات الغذائية على النتائج في المرضى الذين يعانون من [متلازمة الشريان التاجي الحادة]. "

و بالفعل فإن الدراسة لديها بعض القيود.

إذ تفاوتت درجات المشاركين على مؤشرات التغذية الثلاثة المختلفة على نطاق واسع

مما يشير إلى أن هذه المقاييس لا تعكس بدقة جودة التغذية.

بالإضافة إلى ذلك ، لم يقم المشاركون بملء استبيانات عن الطعام أو الاحتفاظ بمذكرات تناول طعامهم ،

لذلك لم تتمكن الدراسة من تقديم أي رؤى مباشرة لنظامهم الغذائي.




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

نصائح لتجنب السمنة ؟ مبادئ الأكل الصحي

ما هي أعراض السمنة؟ و ما هي السمنة المرضية؟

السمنة : الأسباب العضوية لزيادة الوزن و السمنة


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن