أظهرت دراسة في الولايات المتحدة أن معدلات الوفيات الناجمة عن قصور القلب heart failure أعلى في المقاطعات التي يواجه فيها الناس المزيد من الفقر والحرمان الاجتماعي.
يعرف قصور القلب ، و الذي يُطلق عليه أحياناً قصور القلب الاحتقاني congestive heart failure ، على أنه حالة مزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ ما يكفي من الدم حول الجسم لتلبية احتياجاته.
و تعتبر هذه الحالة لا رجعة فيها و عملية غير قابلة للعكس ، و ذلك على الرغم من وجود علاجات يمكن أن تساعد الناس على العيش حياة أطول وأكثر نشاطاً.
و هناك حوالي 5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من قصور القلب ،و ذلك وفقاً للمعهد القومي للقلب والرئة والدم National Heart, Lung, and Blood Institute.
و تشير دراسة جديدة إلى أن خطر الوفاة من هذه الحالة لا ينتشر بالتساوي في جميع أنحاء البلاد ، ولكن معدلات الوفيات أعلى في المناطق الفقيرة والأكثر حرماناً اجتماعياً.
حيثيات الدراسة الجديدة
لقد قام باحثون في مستشفيات جامعة كليفلاند ميديكال سنتر University Hospitals Cleveland Medical Center ، أوهايو OH ، بتحليل ما يقرب من 1،254،991 حالة وفاة بسبب قصور القلب عبر 3048 مقاطعة بين عامي 1999 و 2018.
حيث استخدموا مؤشرين قياسيين للحرمان الاجتماعي: مؤشر الحرمان المرتبط بالمنطقة Area Deprivation Index (ADI) ، الذي يأخذ في الاعتبار العديد من التدابير المحلية ، بما في ذلك العمالة والفقر والتعليم ، ومؤشر الحرمان الاجتماعي( Social Deprivation Index (SDI ، الذي يعتمد على الدخل والإسكان.
و بعد التعديل حسب العمر ، وجدوا أن متوسط معدل الوفيات بسبب قصور القلب في كل مقاطعة كان حوالي 25.5 حالة وفاة لكل 100000 فرد من السكان.
و مع ذلك ، فإن المقاطعات ذات المعدلات الأعلى من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي لديها معدلات وفيات أعلى من قصور القلب ، وقد استمر الارتباط بغض النظر عن العرق أو العرق والجنس ودرجة التحضر.
و تمثل مستويات الحرمان التي يقيسها مؤشر الحرمان المرتبط بالمنطقة ADI ما يقرب من 13 % من التباين في معدل وفيات فشل القلب بين المقاطعات.
يقول العلماء أن هذا الحجم من المخاطر يشبه مستوى عوامل الخطر الأخرى المعترف بها لفشل القلب ، مثل السمنة ومرض السكري. أما العلاقة مع السكن والدخل -و هي العوامل الاجتماعية التي يقيسها مؤشر الحرمان الاجتماعي SDI - فقد شكلت حوالي 5% من هذا التباين.
و تجدر الإشارة أن هذه الدراسة كانت قد ظهرت في العدد الأخير من مجلة فشل القلب Journal of Cardiac Failure.
التباين المستمر :
كشف البحث أن عدم التوازن في معدلات البقاء على قيد الحياة بين المناطق الغنية و المحرومة تغير قليلاً بين عامي 1999 و 2018.
و يقول المؤلف الأول الدكتور جراهام بيفان Graham Bevan ، وهو طبيب مقيم في مستشفيات الجامعة University Hospitals :
"يُظهر تحليل اتجاهات الوفيات الناجمة عن قصور القلب أن هذه التفاوتات استمرت طوال العقدين الماضيين".
و يقول بيفان Bevan وزملاؤه أن هناك مجموعة من العوامل قد تكون مسؤولة عن زيادة خطر الوفاة من قصور القلب في المقاطعات الفقيرة. وتشمل هذه العوامل انخفاض الوصول إلى الرعاية الصحية ، والرعاية دون المستوى ، وضعف المعرفة الصحية.
لقد أشار الباحثون إلى أن العلاج الناجح لفشل القلب يعتمد على التزام المرضى بنظام دوائي معقد و مكلف في كثير من الأحيان.
و كتب المؤلفون قائلين أنه:
"و بغض النظر عن العوامل المساهمة ، فإن الارتباط بين المجتمعات ذات الحرمان الاجتماعي والاقتصادي المرتفع ومعدل الوفيات [بفشل القلب] قوي ويشير إلى أن استهداف الحرمان الاجتماعي قد يكون مؤثراً في تقليل معدل الوفيات [بفشل القلب].
بالإضافة إلى ذلك ، فقد يكون العائد من الاستراتيجيات الوقائية المكثفة [قصور القلب] أعلى في المناطق ذات الحرمان الاجتماعي المرتفع ".
و تعتقد جمعية القلب الأمريكية (AHA - American Heart Association) أن معالجة عوامل الخطر السريرية الرئيسية لفشل القلب يمكن أن تقلل بشكل كبير من عدد الوفيات. و تشمل هذه العوامل السريرية مايلي:
- ارتفاع ضغط الدم
- و النوبات القلبية
- و السمنة
- ومرض السكري
- واضطرابات صمامات القلب.
و يقول المؤلف المشارك الدكتور صدير الكندي Sadeer G. Al-Kindi ، طبيب القلب في معهد هارينغتون للقلب والأوعية الدموية في مستشفيات الجامعة University Hospitals’ Harrington Heart and Vascular Institute :
"لا ينبغي أن يعني العيش في مقاطعة معينة أنك أكثر عرضة للوفاة بسبب قصور القلب".
و يضيف الكندي Al-Kindi : " إن المستشفيات الجامعية لها تاريخ في معالجة التفاوتات في الرعاية الصحية في المجتمعات المحرومة ، ومع تسليحنا بالمعلومات الواردة من هذه الدراسة ، يمكننا إيجاد حلول مدروسة لخدمة هؤلاء السكان بشكل أفضل."
كما كتب المؤلفون أن أحد قيود دراستهم هو أنها اعتمدت على المعلومات المقدمة في شهادات الوفاة ، والتي قد لا تكون دقيقة في كل حالة.
أيضاً ، لم يتم تصميم الدراسة للتخلص من آثار عوامل الخطر الأخرى المعترف بها للوفاة بفشل القلب ، والتي قد يرتبط بعضها بالفقر أيضاً - مثل قلة النشاط البدني والسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
ومع ذلك ،فقد أظهرت دراسة حديثة أن هذه العوامل مجتمعة فشلت في حساب ما يقرب من 57% من التباين الجغرافي في الوفيات الناجمة عن قصور القلب بين المقاطعات في الولايات المتحدة.
لذا..
تقترح هذه الدراسة الجديدة أن الحرمان الاجتماعي و الاقتصادي قد يساعد في تفسير جزء من هذا الاختلاف.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
أمراض القلب .. كيف نحصل على عضلة قلب قوية