أشخاص - كورونا
أربع أنواع من الأشخاص غير منزعجين من جائحة كورونا

 لماذا يتجاهل بعض الناس ضغوط فيروس كورونا أكثر من غيرهم؟

 تنبأ الكثيرون حول أنماط الشخصيات الأكثر تضرراً من جائحة فيروس كورونا.

  • و يقترح البعض أن الأشخاص الاجتماعيين هم أصحاب الضرر الأكبر، نظراً لحاجتهم إلى التفاعل الاجتماعي.

  • كما يزعم آخرون أن الأشخاص الذين يتسمون بالوعي هم الأكثر تضرراً من تلك الجائحة، نظراً لرغبتهم في اتباع الروتين ومتابعة الإنتاجية.

  • و يشير آخرون إلى أن الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية كانوا الأكثر تضرراً من غيرهم، نظراً لميلهم لتحويل المواقف السيئة إلى أسوأ.

و قد تساعد دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في شركة نيكبلاي Nixplay ، و هي شركة إطارات صور رقمية digital photo frame company. إذ قام الفريق بمتابعة  2000 بالغ في الولايات المتحدة في الفترة من 27 إلى 28 أغسطس 2020 ، و سعوا الى فهم أنماط الشخصية التي أظهرت أكثر مرونة و تقبلاً خلال هذا الوباء.

و قد وجدوا أن الأشخاص الذين كان لديهم مستويات عالية من الاستقرار العاطفي - أي القدرة على تحمل المواقف الصعبة و الأزمات، و التعامل مع الشدائد، كانوا هم الأكثر نجاحاً في التغلب على ضغوط هذا الوباء.

يقول مارك بالفرمان Mark Palfreeman ، و هو الرئيس التنفيذي لشركة Nixplay:

تساءل الكثيرون عن أنواع و أنماط الشخصيات التي تتعامل مع ضغوط الوباء بشكل أفضل من غيرها

تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الأشخاص الذين يمتلكون سمات مرتبطة بمرونة التعامل مع الأزمات و الذين لديهم القدرة على التكيف هم الأشخاص الذين يتعاملون بشكل أفضل مع الوباء.

و النظريات القائلة بأن الوباء قد يؤثر بطريقة ما على الأفراد الذين تم ضبطهم نفسياً بشكلٍ جيدٍ، أكثر من غيرهم ببساطة، لا تدعمها البيانات التي قد توصلنا اليها". 

و  للوصول إلى هذا الاستنتاج، عمل الباحثون على سمات الشخصية من خلال اختبارين شائعين للشخصية .

أهم 4 سمات مرتبطة بالمرونة النفسية أثناء الوباء

 

1. الاستقرار العاطفي

أظهرالمستقرون عاطفياً ـ و هم الأشخاص الذين صنفوا أنفسهم على أنهم اشخاص "يتعاملون مع التوتر بشكل جيد" و "لا يتوترون بسهولة" – و هي أعلى درجة من المرونة النفسية خلال الوباء.  

و على العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات منخفضة من الاستقرار العاطفي (أي أنواع الشخصية العصبية) قد عانوا من الشعور بالوحدة و التعاسة و الضغط النفسي نتيجة الوباء.

بعبارة أخرى، تكون أنواع الشخصية العصبية عموماً غير مهيأة للتعامل مع المواقف العصيبة بشكل إيجابي.

 

2. مستقبل إيجابي

الشخصية المستقبلية الإيجابية تصف شخصاً موجهاً نحو الهدف و يعمل بجد لتحقيق تلك الهدف. و تستهلك أنماط الشخصيات الإيجابية في المستقبل، جزءاً كبيراً من تخطيط طاقتها العقلية للمستقبل و رسم مسارات حول كيفية الوصول إلى حيث يريدون أن يكونوا مستقبلاً.

علاوة على ذلك ، فإن تركيزهم على الإنجاز يأتي أحياناً على حساب علاقاتهم الشخصية.

كما وجد الباحثون أن هذه الشخصيات هي ثاني أكثر الشخصيات نجاحاً في تجنب ضغوط الوباء. و من المحتمل أن يكون هذا بسبب قدرتهم على توجيه إحباطهم إلى مساعي أكثر ايجابية و عدم الانزعاج المفرط بشأن الفرص الاجتماعية الضائعة.

 

3. الماضي الإيجابي

تقضي الشخصيات الإيجابية الكثير من الوقت في تذكر التجارب الممتعة التي مروا بها في حياتهم السابقة. إنهم يحنون إلى الماضي و يحبون البقاء على اتصال وثيق مع أصدقائهم و عائلاتهم.

لقد كانت الشخصيات الإيجابية في الماضي غير منزعجة نسبياً من هذا الوباء، ربما لأن ذكرياتهم الإيجابية كانت بمثابة حاجز وقائي لهم ضد الضغوطات الحالية.

 و من المثير للاهتمام، أن أنماط الشخصية السلبية في الماضي - أولئك الذين يرغبون في أن تتحول الأشياء بشكل مختلف و يندمون على فقدان الفرص و التجارب المهمة في حياتهم - أظهروا مستويات عالية من الاحساس بالوحدة، و قدر كبير من التوتر و الضغط النفسي .

و يعزز هذا الافتراض الرأي القائل بأن الشخصية السلبية قد أصبحت أكثر سلبية عندما تواجه ضغوط  هذا الوباء.

 

4. الانفتاح و الاجتماعية

أشار البعض الى أن الأشخاص الانطوائيين و على عكس الأشخاص المنفتحين، قد نجوا من العديد من الآثار السلبية للوباء، نظراً لحاجتهم المنخفضة للتفاعل الاجتماعي.

إن هذا الافتراض غير مدعوم بنتائج استطلاع Nixplay. كما وجد الباحثون أن السمة الشخصية للانطواء ترتبط بزيادة المرونة النفسية أثناء الوباء.

 من ناحية أخرى، ارتبط الانطواء بانخفاض السعادة و زيادة الشعور بالوحدة و انخفاض القدرة على مواجهة الأزمات خلال هذه الأوقات المضطربة. لماذا قد يكون هذا؟. 

يرشدنا الى الإجابة كريستوفر سوتو Christopher Soto ، أستاذ علم نفس الشخصية في كلية كولبي Colby College، حيث يقول: بالمقارنة مع الانطوائيين ، نجد المنفتحون يميلون إلى تجربة مشاعر إيجابية متكررة ، و هذا يجعل من السهل عليهم الحفاظ على مزاج إيجابي في حياتهم اليومية، كما أنه يساعدهم على البقاء متفائلين في مواجهة الظروف الصعبة ، مثل الأزمة الحالية ".

لقد حاول الباحثون بعد ذلك فهم استراتيجيات المواجهة الأكثر فاعلية في تجنب ضغوط الوباء، و وجدوا أن القدرة على تحويل السلبية إلى إيجابية ، و كذلك عدم القلق بشأن الأشياء الخارجة عن إرادتهم وسيطرتهم، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة المرونة النفسية.

و للعلم فقد كان هذا البحث جزءاً من جهد أكبر قام به الفريق في Nixplay لفهم مدى تأثير التعامل مع الأحداث المهمة بشكل سلبي على الصحة النفسية و العقلية للأشخاص، و ما الذي يمكن فعله حيال ذلك.

كما وجد الفريق القائم بالبحث أن العديد من الأشخاص يتجهون إلى التكنولوجيا كوسيلة للبقاء على اتصال بالعالم الخارجي و تعزيز سعادتهم و ثقتهم بنفسهم خلال هذا الوقت المضطرب من الأزمة. 

و كانت أكثر أشكال الاتصال التكنولوجي شيوعاً هي:

  • المكالمات الهاتفية

  • الرسائل النصية

  • وسائل التواصل الاجتماعي

  • و مكالمات الفيديو.

و من بين 2000 شخص شملهم ذلك الاستطلاع، بحث أكثر من نصفهم عن طريقة غير تقليدية للتواصل مع أحبائهم ، مثلك

  • متابعة نيتفلكس Netflix

  • و مشاهدة فيلم أو لعبة في الهواء الطلق على شاشة منسدلة .



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

خمسة أشياء لا يفعلها أفضل الأشخاص في العالم

فيروس كورونا (COVID-19)) : تعرف على استراتيجيات إدارة القلق و التوتر أثناء تفشي الوباء

مزايا وصفات الأشخاص المرنين

 


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن