حدد بحث جديد الصلة بين معدل ضربات القلب و الاكتئاب ، مما قد يساعد في تشخيص و علاج مشكلة الصحة العقلية.
فقد توصلت دراسة تجريبية جديدة إلى أنه يمكن التنبؤ بالاكتئاب بدقة تصل إلى 90٪ من خلال تحليل معدل ضربات قلب الشخص على مدار 24 ساعة.
و من الممكن أن يكون البحث ، الذي تم تقديمه في المؤتمر الأوروبي الثالث و الثلاثين للكلية الأوروبية للأدوية العصبية و النفسية 33rd European College of Neuropsychopharmacology Congress، مفيداً في تشخيص الاكتئاب و تحديد أكثر أنواع العلاج فعالية.
الاكتئاب لدى سكان الولايات المتحدة (كمثال)
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يمكن أن يكون له تأثير منهك على الحياة اليومية. و يمكن أن يسبب أعراضاً جسدية ، بالإضافة إلى الشعور بالحزن و القلق و التهيج و الخمول و يجعل التركيز و النوم و التحدث أكثر صعوبة.
و من ناحية أخرى قد يؤدي الاكتئاب أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية ، مثل أمراض القلب.
و بالتالي إذا كان الشخص يعاني من أعراض الاكتئاب كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل ، فقد يكون يعاني من نوبة اكتئاب شديدة.
في عام 2017 ، كان لدى ما يقرب من 7.1 ٪ من سكان الولايات المتحدة البالغين واحدة على الأقل من هذه النوبات.
و للعلم يمكن علاج الاكتئاب بالأدوية أو العلاجات بالكلام أو كليهما. و في كلتا الحالتين ، قد يستغرق العلاج شهوراً حتى يصبح فعالاً. و من الممكن أيضاً أن يكون الاكتئاب ، لدى بعض الأشخاص ، مقاوماً للعلاج.
أما في الآونة الأخيرة ، في الولايات المتحدة ، فقد تمت الموافقة على استخدام الكيتامين ketamine في هذه الظروف. و قد يشهد نصف المصابين بالاكتئاب المقاوم للعلاج تحسناً سريعاً في الأعراض بعد تلقي الكيتامين الذي يديره الطبيب.
الكيتامين و معدل ضربات القلب
فتحت فعالية الكيتامين، الباب أمام بحث جديدن يستكشف طرق اكتشاف الاكتئاب. و تتضمن إحدى هذه الطرق دراسة معدل ضربات القلب.
إذ أن بحثاً سابقاً قد اقترح وجود صلة بين تقلب معدل ضربات القلب و الاكتئاب. و مع ذلك ، و نظراً لأن علاج الاكتئاب عادةً ما يستغرق وقتاً طويلاً ، فقد يصعب دراسة هذا الارتباط.
و بصفتها الباحثة الرئيسية في الدراسة الحالية ، لاحظت البروفيسورة كارمن شويك Carmen Schiweck، من جامعة غوته Goethe University، في فرانكفورت ، ألمانيا ، مايلي:
"لقد علمنا أن شيئاً ما كان يحدث لربط معدل ضربات القلب بالاضطرابات النفسية ، و لكننا لم نكن نعرف ماذا كان، و ما إذا كان سيكون له أي صلة سريرية ".
و تضيف شويك: "في الماضي ، أظهر الباحثون أن مرضى الاكتئاب لديهم معدل ضربات قلب أعلى باستمرار و تقلبات أقل في معدل ضربات القلب ، و لكن بسبب الوقت الذي يستغرقه علاج الاكتئاب ، كان من الصعب متابعة و ربط أي تحسن بمعدل ضربات القلب.
و لكن عندما أدركنا أن الكيتامين يؤدي إلى تحسن سريع في الحالة المزاجية ، علمنا أننا قد نكون قادرين على استخدامه لفهم العلاقة بين الاكتئاب و معدل ضربات القلب ".
تم تأكيد الرابط بين معدل ضربات القلب و الاكتئاب
في الدراسة التجريبية الحالية ، استخدم الباحثون فعالية الكيتامين السريعة لتقييم العلاقة بين معدل ضربات القلب و الاكتئاب بسرعة.
و للقيام بذلك ، قاموا بتجنيد 16 شخصاً يعانون من اضطراب اكتئابي رئيسي مقاوم للعلاج و 16 شخصاً سليماً للعمل كمجموعة تحكم. و قد تم قياس معدل ضربات قلب المشاركين لمدة 4 أيام و 3 ليال.
كذلك تلقى نصف المشاركين المصابين بالاكتئاب الكيتامين ، بينما تلقى النصف الآخر دواءً وهمياً.
و بالفعل كانت النتائج واضحة. كما توضح شويك Schiweck: "وجدنا أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم معدل ضربات قلب أساسي أعلى و تباين أقل في معدل ضربات القلب ، كما توقعنا.
و في المتوسط ، رأينا أن مرضى الاكتئاب لديهم معدل ضربات قلب كان أعلى بنحو 10 إلى 15 نبضة في الدقيقة مقارنة بمجموعة التحكم ".
و تابعت قائلة: "بعد العلاج ، قمنا مرة أخرى بقياس معدل ضربات القلب ووجدنا أن كلاً من معدل و تذبذب معدل ضربات القلب لدى مرضى الاكتئاب السابق قد تغيروا ليكونوا أقرب إلى تلك الموجودة في الضوابط."
الأهم من ذلك ، فقد وجد الباحثون أنه من خلال إدخال بيانات معدل ضربات القلب في برنامج ذكاء اصطناعي ، تمكن البرنامج من التعرف بشكل صحيح على المشاركين المصابين بالاكتئاب و الذين لا يعانون منه.
تقول شويك: "ببساطة ، تقترح دراستنا التجريبية أنه بمجرد قياس معدل ضربات قلبك لمدة 24 ساعة ، يمكننا معرفة بدقة 90٪ ما إذا كان الشخص مصابًا بالاكتئاب حالياً أم لا".
و وجد الباحثون أيضاً أن معدلات ضربات القلب لدى المشاركين المصابين بالاكتئاب ظلت مرتفعة أثناء الليل ، عندما تنخفض عادةً.
و علاوة على ذلك ، استجاب المشاركون ذوو معدل ضربات القلب المرتفع أثناء الراحة بشكل أفضل للعلاج بالكيتامين.
قد يعني هذا أنه يمكن المساعدة في التشخيص و العلاج من خلال تحليل معدل ضربات القلب لأي شخص تظهر عليه أعراض الاكتئاب.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث
على الرغم من أن البحث واعد ، إلا أن البروفيسورة شويك تحذر من أنه لا يزال في مراحله الأولى.
و بالتالي علينا أن نتذكر أن هذه دراسة صغيرة لإثبات صحة المفهوم. فقد استجاب ستة من المرضى المبدئيين البالغ عددهم 16 مريضاً للعلاج بتخفيض بنسبة 30٪ على الأقل في [مقياس تقييم هاملتون للاكتئاب] Hamilton Depression Rating Scale، لذلك نحتاج إلى تكرار العمل بعينة أكبر خالية من مضادات الاكتئاب ، "كما تقول شويك.
و أخيراً يوضح الباحثون أن "خطوتنا التالية هي متابعة مرضى الاكتئاب و المرضى الذين هم في حالة سكون للتأكد من أن التغييرات التي نراها يمكن استخدامها كنظام إنذار مبكر".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الاكتئاب : العلماء يجدون علامة حيوية جديدة للاكتئاب