اضطرابات القلق مرتبطة بالتهاب الغدة الدرقية

تظهر نتائج الدراسة الحديثة أن التهاب الغدة الدرقية thyroid gland يرتبط باضطرابات القلق ، مما يشير إلى طرق جديدة للعلاج.

و على الرغم من أن الأدوية المضادة للقلق تستهدف الجهاز العصبي ، إلا أن إحدى الدراسات الجديدة تشير إلى أن اضطرابات القلق قد تنجم بشكل أكبر عن نظام الغدد الصماء.

و يعاني معظم الناس من فترات قصيرة من القلق من وقت لآخر ، مثل عندما يواجهون مواقف مرهقة تكون النتيجة فيها غير معروفة.

أما بالنسبة للعديد من الأفراد ، فـ القلق هو حالة عاطفية حادة و متكررة و مستمرة تؤثر سلباً على نوعية الحياة. و في الواقع ، يقدر الخبراء أن اضطرابات القلق تؤثر على حوالي 264 مليون شخص حول العالم.

يمكن أن تكون الأدوية المضادة للقلق ، التي تستهدف عادةً الجهاز العصبي المركزي ، مفيدة ، لكنها غالباً ما تفشل في توفير الراحة الدائمة.

الآن ، تشير دراسة جديدة إلى أن اضطرابات القلق قد تنجم ، جزئياً على الأقل ، عن خلل في نظام الغدد الصماء في الجسم. و النتائج الجديدة تظهر أن التهاب الغدة الدرقية يرتبط باضطرابات القلق ، مما يفتح الباب إلى طرق جديدة للعلاج.

و قد قدم الباحثون نتائجهم في المؤتمر الأوروبي و الدولي حول السمنة  European and International Conference on Obesity في سبتمبر 2020. و قادت البحث جوليا أونوفريتشوك Juliya Onofriichuk، من مستشفى كييف سيتي السريري في أوكرانيا.

و توضح أونوفريتشوك أن: " هذه النتائج تشير إلى أن جهاز الغدد الصماء قد يلعب دوراً مهماً في القلق. و يجب على الأطباء أيضاً مراعاة الغدة الدرقية و بقية جهاز الغدد الصماء ، و كذلك الجهاز العصبي ، عند فحص الأشخاص الذين يعانون من القلق ".

الغدة الدرقية

تفرز الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات المهمة - T4 (هرمون الغدة الدرقية-تيروكسين thyroxine) و T3 (ثلاثي يودوثيرونين triiodothyronine) - اللذان يشاركان في الحفاظ على وظائف القلب و العضلات ، و الهضم ، و نمو الدماغ ، و صحة العظام.

و يساعد كل T4 و T3 على إنتاج و تنظيم هرمونات الأدرينالين و الدوبامين.

و كما هو معروف فإن الأدرينالين يُعرف أحياناً بهرمون القتال أو الهروب fight-or-flight hormone. و يرتبط كذلك بانفجار مفاجئ للطاقة ، مثل ذلك الذي يحدث استجابةً لتهديد ما.

و الدوبامين هو هرمون المتعة و المكافأة في الدماغ ، و يمكن أن يؤثر الكثير (أو القليل جداً) منه على شعور الشخص بالرفاهية و جودة المحاكمات.

و عادة ما يحدث التهاب الغدة الدرقية عندما يستهدف الجسم الغدة عن طريق الخطأ باعتبارها غازية غير مرحب بها.

و عندما يحدث هذا ، ينتج الجسم أجساماً مضادة تهاجم الغدة. و قد تتسبب هذه الأجسام المضادة في إتلاف الغدة الدرقية، و كذلك يمكن أن تتسبب في حدوث خلل وظيفي.

الدراسة

درست أونوفريتشوك و زملاؤها 29 رجلاً و 27 امرأة. و كان متوسط ​​أعمارهم 33.9 سنة و 31.7 سنة على التوالي. و قد قام الأطباء بتشخيص القلق لدى هؤلاء الأفراد ، و عانوا جميعاً من نوبات القلق.

كذلك قام العلماء بفحص الغدد الدرقية للمشاركين باستخدام الموجات فوق الصوتية. و قاموا أيضاً بقياس مستويات T4 و T3.

و وجد الباحثون أن الغدة الدرقية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق تظهر عليهم علامات الالتهاب. اكتشفوا أيضاً أجساماً مضادة للغدة الدرقية لدى هؤلاء الأفراد.

على الرغم من التهاب الغدد الدرقية للمشاركين ، إلا أنهم لم يكونوا معطلين بشكل كبير. و كانت مستويات T4 و T3 مرتفعة قليلاً و لكنها ظلت ضمن النطاق الطبيعي.

و لعلاج الالتهاب ، أعطى الباحثون المشاركين دورة لمدة 14 يوماً من الإيبوبروفين ibuprofen  و التيروكسين thyroxine. و قد نجح هذا العلاج في تقليل التهاب الغدة الدرقية.

و بمجرد أن يتم حل الالتهاب ، عانى الأفراد من مستويات أقل من القلق ، و ذلك وفقاً للاختبارات التي أجراها الباحثون.

آثار الدراسة

لم يقم الباحثون بالتحقيق في دور هرمونات الجنس و الغدة الكظرية في القلق ، على الرغم من أن الأبحاث الأخرى قد لاحظت التأثير المحتمل لهذا الأخير. و مع ذلك ، فإن النتائج التي توصل إليها الفريق تقدم أملاً جديداً للأشخاص الذين يعانون من القلق.

و قد تكون علاجات القلق أكثر فعالية عندما تأخذ في الاعتبار دور نظام الغدد الصماء. و تشير الدراسة الجديدة إلى أن القلق ليس اضطراباً في الجهاز العصبي المركزي حصرياً.

و تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن ، لم تخضع هذه الدراسة الخاصة لمراجعة من دراسات مقارنة، و لا تظهر في مجلة طبية.

أيضاً ، كانت الدراسة صغيرة نسبياً ، لذلك سيحتاج العلماء إلى تكرار النتائج في دراسات واسعة النطاق خاضعة للتحكم الوهمي قبل استخلاص أي استنتاجات قوية.

و سيكون التالي بالنسبة للباحثين هو تحقيق أوسع لدور نظام الغدد الصماء في اضطرابات القلق.

و هم في نفس الوقت يخططون لاستكشاف تأثير هرمونات الجنس والغدة الكظرية - بما في ذلك هرمون الاستروجين و التستوستيرون و الكورتيزول و البروجسترون و البرولاكتين - في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق و التهاب الغدد الدرقية.

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

القلق المزمن : الهفوات المنطقية تعطيك قلقاً مزمناً

القلق و استراتيجيات التخلص منه.. كيف تصبح شخصا أقل قلقا؟

لا تدع القلق يسيطر على حياتك