ألن يكون الأمر سهلاً إذا كنت تستطيع إلقاء اللوم على شيء واحد في حالة الإمساك المزمن chronic constipation؟
على الرغم من أن هذا ليس هو الحال عادةً ، فقد تشير الدراسات إلى سبب واحد أو عدة أسباب. تابع القراءة لمعرفة ما قد تحاول أمعائك إخبارك به ، و ما يمكنك فعله حيال ذلك.
كيف يمكن أن يسبب نمط الحياة والنظام الغذائي الإمساك؟
إذا كنت مصاباً بالإمساك constipation، فقد تكون أمعائك ببساطة على خلاف حاد مع نمط حياتك. إذ يعد النظام الغذائي السيء و قلة النشاط البدني من أكثر أسباب الإمساك شيوعاً ، لذلك من الجيد استبعادها أولاً قبل النظر في الأسباب الأخرى.
و فيما يلي بعض العوامل المرتبطة بالنظام الغذائي و نمط الحياة التي يمكن أن تسبب لك الإمساك:
- اتباع نظام غذائي غني باللحوم و منتجات الألبان
- اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة الغنية بالدهون و السكر
- نقص الأطعمة الغنية بالألياف
- عدم وجود كمية كافية من الماء و السوائل الأخرى
- الكثير من الكحول أو الكافيين
- قلة ممارسة الرياضة
- تجاهل الرغبة في استخدام الحمام
و كذلك قم بإجراء بعض التغييرات على نمط حياتك، و أبدأ بالتعرف فيما إذا كانت (هذه التغييرات) تؤدي إلى أي تغييرات إيجابية في الأمعاء. فمثلاً:
- أدخل المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف في وجباتك: الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة.
- تناول مكمل الألياف مع كوب طويل من الماء كل يوم.
- مارس بعض أشكال النشاط البدني لمدة 30 دقيقة كل يوم ، حتى لو كان مجرد مشي طويل.
- استخدم الحمام بمجرد أن تشعر بالرغبة في ذلك.
- تجنب الكحوليات والكافيين.
الظروف الأساسية
ربما تكون قد أجريت تغييرات على نظامك الغذائي و أسلوب حياتك و لكنك لاتزال تشعر بعدم الارتياح. ففي هذه المرحلة ، قد يكون من الجيد زيارة طبيبك لمعرفة ما إذا كانت أعراض الأمعاء لديك ناتجة عن شيء آخر يحدث في جسمك.
و في حين أن الإصابة بالإمساك المزمن لا تعني بالضرورة أنك تعاني أيضاً من إحدى هذه الحالات ، فقد يكون من الجيد إجراء بعض الاختبارات التشخيصية الإضافية للتحقق منها فقط.
و هذا سيكون صحيحاً بشكل خاص إذا كنت تعاني من أعراض أخرى مثل:
- التعب
- أو تساقط الشعر
- أو تقلصات البطن
- أو تغيرات الوزن
- أو مشاكل الرؤية.
و يمكن أن يكون الإمساك المزمن علامة على الحالات التالية:
خمول الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)
عندما تفشل الغدة الدرقية ، وهي غدة صغيرة بالقرب من مقدمة العنق تحت الذقن ، في إنتاج ما يكفي من الهرمونات ، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على عملية الاستقلاب الغذائي (الأيض) لديك.
و ينتج عن الاستقلاب الغذائي البطيء، تباطؤ في عملية الهضم بأكملها ، مما يؤدي إلى الإمساك.
عادة ما تتطور أعراض قصور الغدة الدرقية ببطء مع مرور الوقت.
و بصرف النظر عن الإمساك ، فإنك إذا كنت تعاني من خمول في الغدة الدرقية ، فقد تعاني أيضاً من:
- الإعياء
- زيادة الحساسية للبرد
- جفاف الجلد
- زيادة الوزن
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء
- ترقق الشعر
- تقصف الأظافر
- و ضعف الذاكرة
- انتفاخ الوجه
و يمكن أن يساعد اختبار الدم المعروف باسم اختبار وظائف الغدة الدرقية في تقييم وظيفة الغدة الدرقية.
و إذا تبين أنك مصاب بقصور الغدة الدرقية ، فمن المحتمل أن يقوم طبيبك بإجراء المزيد من الاختبارات.
و يمكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية بسبب حالات أخرى ، بما في ذلك:
- أحد أمراض المناعة الذاتية المعروف بمرض هاشيموتو
- العلاج الإشعاعي
- الأمراض الخلقية
- اضطرابات الغدة النخامية
- الحمل عند النساء
- نقص اليود
- بعض الأدوية مثل الليثيوم
- السرطان
- جراحة الغدة الدرقية
و يمكن علاج قصور الغدة الدرقية بنجاح باستخدام هرمون الغدة الدرقية الاصطناعية المسمى ليفوثيروكسين (ليفوثرويد ويونيثرويد).
داء السكري
مثل قصور الغدة الدرقية ، يعتبر مرض السكري أيضاً مشكلة هرمونية.
و في مرض السكري ، يتوقف جسمك عن إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين، حتى لا يتمكن جسمك من تفكيك السكر في الدم.
و يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم التي تظهر في النوع 1 و 2 من داء السكري إلى اعتلال الأعصاب السكري أو تلف الأعصاب. و وفقاً لمايو كلينك ، يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب التي تتحكم في الجهاز الهضمي إلى الإمساك.
و من الضروري تشخيص مرض السكري في أقرب وقت ممكن. و بالتأكيد ستزداد أعراض مرض السكري سوءاً إذا لم يتم علاجها.
و إلى جانب الإمساك ، ابحث عن الأعراض الأخرى بما في ذلك:
- الشعور بالعطش طوال الوقت
- كثرة التبول وخاصة في الليل
- الإعياء
- فقدان الوزن
- عدم وضوح الرؤية
متلازمة القولون العصبي Irritable bowel syndrome
يمكن أن يكون الإمساك نتيجة لمرض الأمعاء المعروف باسم متلازمة القولون العصبي ( IBS Irritable bowel syndrome). و السبب الدقيق لمرض القولون العصبي غير مفهوم جيداً ، و لكن يُعتقد أنه نتيجة لمشاكل في الطريقة التي يتفاعل بها دماغك و أمعائك مع بعضهما البعض.
و يمكن إجراء تشخيص لمرض القولون العصبي من خلال تقييم الأعراض. و بصرف النظر عن الإمساك ، فإن الأعراض الأخرى لـ IBS تشمل ما يلي:
- آلام و تشنجات في البطن
- النفخة
- انتفاخ البطن المفرط
- الإسهال العرضي العاجل
- خروج المخاط
القلق
عندما تكون قلقاً أو مرهقاً ، فإن جسمك ينتقل إلى وضع "الهروب أو القتال" flight or fight. و يصبح جهازك العصبي الودي sympathetic nervous system نشطاً ، مما يعني توقف عملية الهضم لديك.
كذلك يمكن أن يؤثر القلق الذي لا يزول ، و الذي يسمى أحياناً اضطراب القلق العام (GAD generalized anxiety disorder) ، سلباً على عملية الهضم.
و تشمل الأعراض الأخرى لاضطراب القلق العام ما يلي:
- القلق المفرط
- الضجر
- الأرق
- التهيج
- صعوبة في التركيز
و يمكن معالجة القلق بالأدوية و الاستشارات أو العلاج النفسي.
الاكتئاب
يمكن أن يسبب الاكتئاب الإمساك لعدة أسباب. و قد يظل الأشخاص المصابون بالاكتئاب في الفراش طوال اليوم و يقل نشاطهم البدني.
و من الممكن أن يغير المكتئبون أيضاً نظامهم الغذائي ، أو يأكلون الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون ، أو لا يأكلون كثيراً على الإطلاق. كذلك من المحتمل أن تؤدي تغييرات نمط الحياة و النظام الغذائي هذه إلى الإمساك.
و بالفعل فالأدوية والاستشارات النفسية فعالة جداً للأشخاص المصابين بالاكتئاب.
و تشمل أعراض الاكتئاب:
- مشاعر اليأس أو انعدام القيمة أو اليأس
- أفكار انتحارية
- نوبات الغضب
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة
- صعوبة في التركيز
- الإعياء
- قلة الشهية
و التالي إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض ، ففكر في التحدث إلى معالج. و بمجرد معالجة مشاكلك النفسية ، ستستجيب أمعائك.
شروط أخرى
في بعض الحالات ، يمكن أن تكون أعراض الإمساك علامة على مشكلة أكثر خطورة.
على سبيل المثال ، يمكن أن تؤثر مشاكل الدماغ أو الجهاز العصبي على الأعصاب التي تسبب انقباض عضلات الأمعاء و تحريك البراز.
و بدلاً من ذلك ، ربما يؤدي شيء ما يسد الأمعاء ، مثل الورم ، إلى الإمساك. و في معظم هذه الحالات ، لا يكون الإمساك عادةً العرض الوحيد.
في حين تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب الإمساك ما يلي:
- فرط كالسيوم الدم ، أو زيادة الكالسيوم في مجرى الدم
- التصلب المتعدد ، و هي حالة تؤثر على جهازك العصبي
- مرض باركنسون ، و هي حالة يتلف فيها جزء من الدماغ تدريجياً
- انسداد الأمعاء
- سرطان الأمعاء
- إصابة الحبل الشوكي
- السكتة الدماغية
الحمل
إن الإمساك شائع أثناء الحمل.
تعاني اثنتان على الأقل من كل خمس نساء (2 من 5) من الإمساك عندما يكن حاملات، و يحدث هذا بسبب إنتاج الجسم المزيد من هرمون البروجسترون ، مما قد يجعل تقلص عضلات الأمعاء أكثر صعوبة.
و إذا كنت حاملاً ، فاسألي طبيبك عن طرق علاج الإمساك بأمان دون الإضرار بطفلك.
الأدوية
قد لا يكون سبب الإمساك هو حالتك الطبية ، بل بسبب الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الحالة. و من المعروف أن الأدوية التالية تسبب الإمساك:
- المسكنات الأفيونية مثل الكودايين والمورفين
- حاصرات قنوات الكالسيوم لارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب
- مضادات الكولين المستخدمة في علاج التشنجات العضلية
- الأدوية المستخدمة في علاج الصرع
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
- الأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون
- مدرات البول ، و تستخدم لمساعدة الكلى على إزالة السوائل من الدم
- مضادات الحموضة لأحماض المعدة وخاصة مضادات الحموضة الغنية بالكالسيوم
- مكملات الكالسيوم
- مكملات الحديد لعلاج فقر الدم
- العوامل المضادة للإسهال
و بالتالي إذا لاحظت تغيراً في وتيرة أو جودة حركات الأمعاء بعد البدء في تناول أي من هذه الأدوية ، فقم بمتابعة مخاوفك مع طبيبك.
إذ سيقوم الطبيب بتعديل أدويتك أو تحويلك إلى دواء جديد أو وصف دواء إضافي لك للتحكم في أعراض الإمساك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ما هي أفضل العصائر التي تفيد حالات الإمساك؟
الإمساك بعد الولادة: الأسباب و العلاجات