إذا لم تكن سعيداً بما تفعله ، و تكون دائماً في حالة "انتظار" النجاح ، فتوقف الآن. و غير طريقة تفكيرك.
و بالطبع فتحقيق ذاتك يكمن في الحاضر و ليس في المستقبل.
ربما تقضي الكثير من الوقت في التفكير في مستقبلٍ رائعٍ لم يأتي بعد ، لا تقلق ، و أنا كذلك. فلم استطيع الانتظار حتى أصبح كاتباً.
و لا استطيع الانتظار حتى أصبح ثرياً. و لا أستطيع الانتظار حتى أحصل على X أو حتى أحصل على Y.
و لكني أحاول أن أقلل من فعل ذلك ، فمنذ وقت قريب أدركت أن هذا النوع من التفكير يؤدي إلى الكثير من الألم و المعاناة بل و الأزمات أيضاً .
كما يؤدي في النهاية إلى عدم الرضا عما في يديً ، لأنني لا أفكر في الأشياء الجيدة التي أمتلكها.
هل تجد نفسك تفعل الشيء ذاته ؟
هل تستمتع بمجرد التفكير في تحقيق الذات؟
هل تجد نفسك تقول ، "لا أستطيع الانتظار حتى أصبح كذا ، أو حتى أحصل على كذا ؟
هناك طريقة أفضل بكثير و أكثر إرضاءً لتصبح ما تريد أن تكون. عليك أن تفهم هذا:
مهما كان الفعل الذي ستتخذه الآن ، فسيكون هو نفس الفعل الذي ستتخذه لاحقاً .
لنأخذ الكتابة على سبيل المثال أو أن تصبح كاتباً كمثال.
فيمكن أن ينطبق هذا على أي مهنة تختارها ، و لكن ككاتب ، ماذا تتخيل أنك ستفعل إذا أصبحت كاتباً منشوراً و ناجحاً؟
ستكتب ،و ستكتب المزيد و المزيد .
و بالتأكيد ، قد يكون لديك توقيعات على الكتب ، و مقابلات ، و طائرات تنتظرك لتنقلك، و لكن هذه الأشياء هي نتاج الكتابة التي تقوم بها.
فإذا كانت هذه هي الأشياء التي تسعى وراءها ، أو أي امتيازات تأتي مع أي شيء تريد القيام به ، فأنت تفتقد إلى الهدف الحقيقي .
إذ يجب أن تكون الكتابة هي أولويتك الرئيسية و شغفك الأول ، و ليس الامتيازات التي تأتي منها.
فكل ما سيأتي من ذلك هو شيءٌ ثانوي، و ليس أساسي.
حيث أنك إذا كنت تفعل ذلك من أجل كل ما يأتي لاحقاً ، فأنت تفعل ذلك لسبب خطأ و تفتقر الى الهدف ، أوصيك بمراجعة سبب قيامك الحقيقي بما تفعله.
فكر في الأمر. ككاتب "طموح" أو كاتب "ناجح" ، ما هو الشيء الثابت الذي لن يتغير أبداً ؟
فعل الكتابة نفسه ، لا يهم إلى أي مدى لا يزال يتعين أن تتقدم. حيث أن الشيء الوحيد الذي يجب عليك فعله هو الكتابة - الآن و حتى حينما تحقق نجاحاً بارزاً فيها .
فكر جيداً ، هل تريد أن تقضي وقتك و تصرف طاقتك، في انتظار النجاح القادم؟ أم في الاستمتاع بكل دقيقة من العمل الذي يجب عليك القيام به؟
المسألة لن تتغير
إذا كنت تريد أن تصبح ستيفن كينج Stephen King التالي ، عليك أن تفعل ما يفعله.
كتابة بضعة آلاف من الكلمات في اليوم. و عندما تصبح ستيفن كينج المستقبل ، ستفعل الشيء نفسه بالضبط.
لذلك إذا لم تكن سعيداً بما تفعله ، و كنت دائماً فقط " تنتظر" النجاح ، فتوقف الآن.
إن الحصول على ما تسعى إليه ، أو أن تصبح ما تريده، يجب أن يكون نتيجة ثانوية للفعل ، و ليس جهداً طويلاً و مؤلماً .
و المتعة تكون في اتخاذ الطرق التي تؤدي إلى تحقيق الذات ، و ليس تحقيق الذات في حد ذاته. و ربما تسأل لماذا ذلك ؟
و الجواب.. لأنك ستقوم بفعلها كل يوم .
إذ أنك إذا نظرت إلى ما تقوم به على أنه عبء و عائق على الطريق إلى هدفك ، فإن أيامك ستكون هباءاً منثوراً.
و بالتأكيد فالقيام بالأفعال التي تجعلك تصبح ما تريده، هو ذاته تحقيقاً للذات.
و بالطبع، فالمال أو الامتيازات التي تأتي لاحقاً هي أمرٌ رائع ، و لكن لا معنى لها بالنسبة للعمل الذي يتعين عليك القيام به للوصول إلى ذلك.
انتظار شيء ما، يعني التخلي عن اللحظة الحالية
إذا كنت تنتظر شيئاً أفضل أو تنتظر النجاح ، فأنت تضيع اللحظة التي تملكها في الوقت الحاضر ، و تتمنى شيئاً غير موجود بعد.
إذا كنت ترغب دائماً في شيء غير موجود ، فأنت لا تقوم بالعمل الذي يجب أن تقوم به، و يجب عليك أن تستمتع به من أجل الحصول على ما تريد.
لنفترض أنك وصلت أخيراً إلى اللحظة التي تعتبرها تحقيقاً للذات.
فها أنت لق عملت لساعات طويلة و مررت بأوقات صعبة ، و عندما يحين موعد ذلك اليوم و تحقق نجاحك ، ستكون سعيداً.
و لكن ماذا عن اليوم التالي؟
بالتأكيد لن تتوقف عن الكتابة (عن عملك). فصفقة كتاب واحدة حتى و لو كانت ناجحة و بارزة لا تعني بالضرورة أنك ستستمر فى النجاح.
إذ سيتوجب عليك الاستمرار ، و متابعة العمل فى لمح البصر .
و السؤال المهم هو ، كيف تريد أن تقضي وقتك و تصرف طاقتك؟
هل في انتظار النجاح القادم؟ أو أن تستمتع بكل دقيقة من العمل الذي يجب عليك القيام به؟
ليك كيف تصبح من تريد أن تصبح على الفور:
أنت تتصرف كما تريد أن تكون، و حسب.
- أتريد أن تكون كاتباً؟ اكتب كل يوم و استمتع بذلك دون النظر إلى النتائج .
- هل تريد أن تكون في الدوري الأميركي للمحترفين؟ العب كرة السلة كل يوم و استمتع بها.
- هل تريد أن تكون رجل أعمالٍ قوي و ناجح؟ قم بتنمية عملك كل يوم و استمتع به.
و لهذا السبب يقولون إذا كنت تكتب كل يوم ، فأنت مجرد كاتب ، و لست كاتباً طموحاً. إذ أن الكاتب الطموح هو الشخص الذي يتمنى أن يقوم بالكتابة كل يوم.
لذا توقف عن انتظار النجاح ، و ابدأ في النجاح نفسه ، كن ما تريده الآن ، من خلال أفعالك.
و أنا أعدك أنه عندما "تصل إلى النجاح" ، ستبقى تلك الأفعال كما هي. سواءً أكنت تحب تلك الأفعال أم لا ، فالخيار متروكٌ لك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟