لذلك لا تخدع نفسك باعتقاد أنك تستطيع تغيير صفات شريكك.
قالت لي فتاة شابة أنها لا تحب الذوق الخاص بشريكها فيما يخص الملابس .
و لكن عندما نظرنا الى أفكارها ، لم تكن المشكلة في ملابسه، بل كانت المشكلة في سلوكه في المناسبات الاجتماعية.
إذ يمكن أن يكون عنيداً و قاسياً، و هذا لا يتناسب مع الصورة التي قدمتها إلينا، و الصورة التى تريد أن يكون عليها الآخرين كشريكين .
و تتسأل الفتاة : هل أنا غير عادلة و غير منصفة؟
و تتابع الفتاة أنا أعلم أنه من المفترض أن تسمح للناس بأن يكونوا على طبيعتهم ، كما أعتقد أنه يمكن أن يحاول شريكي أن يبذل المزيد من الجهد فى التحكم في ذلك .
إنه حقاً إزعاجاً مثيراً للاهتمام ، و الذي غالباً ما يظهر عندما يبدأ شخصان في التعامل بجدية بشأن علاقتهما ، إنهم يريدون بشدة أن يحب الناس من حولهم شريكهم لذلك تجدهم يصبحون أكثر وعياً ، بل و حتى تجدهم يقومون بانتقاد مظهرهم أو سلوكاياتهم .
و لكن الأمر لا يتعلق بالعدالة فحسب ، فالأمر يتعلق بـ:
- الصدق بشأن ما يهمك حقاً
- و يتعلق الأمر برؤية شخصية شريكك بوضوح ،
- و تقبله بالصورة التي هو عليها ،
- و معرفة ما يمكنك تغييره فيه، و ما لا يمكنك تغييره و لا حتى الاقتراب منه .
و فيما يلي دليل للمساعدة فى ذلك .
6 أشياء لن تستطيع تغييرها أبداً في شريكك
"إن الاستغناء عن شخص ما، لا يعني أنك لم تعد تهتم به ، إنه فقط مجرد إدراك أن الشخص الوحيد الذي يمكنك أن تتحكم فيه حقاً هو نفسك ". ديبورا ريبر Deborah Reber
1. تاريخه
كلنا نحمل " أمتعة " ذكرياتنا خلال علاقاتنا. ليس فقط من خلال تجاربنا السابقة مع شركائنا ، و لكن من خلال كل الأزمات و الجراح التي اخترناها بأنفسنا عبر تاريخنا .
و بينما لا ينبغي أن يكون تاريخنا السابق محدداَ لماهية حياتنا ، إلا أن لذلك تأثير كبير في من نحن عليه الآن. إن تاريخنا يؤثر على:
صحتنا النفسية
و قدرتنا العاطفية
كما يؤثر تاريخنا على التواصل مع الآخرين
ثم إن هناك تأثيراً مباشراً مع من هم حولنا ، عائلاتنا ، أصدقائنا القدامى و طريقة التواصل مع تلك المجموعات.
أمعن النظر قبل انشاء علاقة ما ، و كن على وعيٍ بشأن علاقة شريكك بمن هم حوله. هل هو مشتت بهم؟ ، أم هو مرتبط نوعاً ما؟ ، هل هو قريب أم قريب جداً ؟ ثم فكر بجدية هل يمكن أن تتوافق مع ذلك؟
2. الأشياء و الأشخاص الذين ينجذبون إلى شريكك
لدينا جميعاً الاهتمامات الخاصة بنا و التي هي (غريبة في بعض الأحيان) ، فنحن نعرف جيداً من نحب التسكع معه.
و سيقول الناس غالباً إنهم لا يحبون الأصدقاء المقربين لشريكهم ، و هذا أمر عادل بما فيه الكفاية ، و لكن عليك أن تكون حذراً من العواقب إذا حاولت فصلهم عن بعضهم البعض ، حتى لو كان دافعك سليماً.
أتذكر أمرأة شابة كرهت لعبة الرجبي أرادت من رفيقها الشغوف بالرياضة التوقف عن مشاهدتها حتى يتمكنوا من قضاء المزيد من الوقت معاً.
لقد حاول مراراً، لكن التخلي عن شغفه بتلك الرياضة و الوقت الذي خسره مع رفاقه تسبب في الاستياء الشديد .
و العبرة من هذه القصة ؟ أنه لا يمكنك التحكم في ماذا، و من ينجذب إليه شخص آخر ، و بالتالي فأفضل ما يمكن أن تتمناه هو مقدار انفتاحه على أشياء أخرى .
3. ما يدمن عليه شريكك
المخدرات و الكحول و الإباحية و الطعام و السجائر ... إذا كان شريكك يعاني من مشكلة إدمان لشيء ما ، فمن حقه أن يقرر ما يجب عليهم فعله.
بيد أنه يمكنك تقديم التشجيع و الدعم اللازمين له في ذلك ، و لكن إذا لم يكن لديه العزيمة و الإصرار ، فقد تخسر تلك المعركة بالتأكيد .
4. اختيارات الشريك
غالباً ما تبقى الخيارات التي يقوم الأشخاص باتخاذها، و الأشياء التي قاموا بها، أو الأشياء التى لم يفعلوها في حياتهم، معهم لسنوات عديدة - و يمكن أن تكون مصدرَ توترٍ بين الزوجين .
في حين أنه يمكنك المساعدة في تعويض شريكك عن ذلك ، على سبيل المثال إذا ندم شريكك على عدم السفر ، يمكنك التخطيط للقيام برحلة سوياً ، و لكن لا يمكنك تغيير خياراته أو الطريقة التي يشعر بها تجاه تلك الاختيارات.
و لا يمكنك تخليصه من الإحساس بالذنب أو الخجل أو الشعور بالخسارة ، فهذه الأشياء كلها يجب أن يواجهها و يتقبلها و يتغلب عليها .
5. قدرته على الحب و العطاء
يبدو أن بعض الناس لديهم قدرة كبيرة على الحب و العطاء ، و لكن البعض الآخر لا يمتلك تلك القدرة على الحب و العطاء، و الذي غالباً ما يكون نتيجة لتاريخه الصعب أو المؤلم و الذي تجده مليئاً بالصعاب و الأزمات.
إذ يجد معظمنا نفسه فى منتصف الطريق فى تلك النقطة ، بمعنى أننا نبذل قصارى جهدنا ، لكننا ملومون ، نحن لا نفهم ذلك دائماً بشكلٍ صحيح.
لقد رأيت أشخاصاً محترمين و ذوي نوايا حسنة تنكسر قلوبهم بسبب الأشخاص الذين لا يعلمون كيفية بذل المزيد من الحب - لأنهم يظلون يأملون كثيراُ. و لا يزالوا يؤمنون بأنهم إذا أحبوهم بالقدر الكافي فسوف يتغيرون الى الأفضل.
يمكن للناس أن يتعلموا بذل المزيد من العطاء و الحب إذا كانوا يرغبون في ذلك ، إذا كانوا شغوفين حقاً لفهم ما يجعلهم كذلك ، و لكن عندما لا يتمكنون من فعل ذلك أو يرفضون حتى المحاولة ، فعليك أن تفهم أن هذه هي طبيعتهم ، إما أن تقرر التعايش مع ذلك أو تقرر الابتعاد .
6. سمات الجنون بداخله
كلنا لدينا بعض أشكال الجنون بصورة أو بأخرى. فنحن حقا لدينا جميعاً تعقيدات ما (حتى لو حاولنا إخفاءها أو دفنها).
لدينا معتقدات غير مفيدة على الإطلاق مثل الأفكار السلبية التي تأتينا بصورة متكررة، أو الأشياء التي تشكل نقاط ضعفنا و تجعلنا نتعثر دائماً.
و هذا، هو الشيء الرائع.. إذ أنه لا يهم على الإطلاق لو كنا جميعاً مجانين ، و لكن ما يهم هو قدرتنا على الحفاظ على بعضنا البعض ، و ما يهم هو قيم التسامح و الحب بيننا ، هذا ما يصنع الفارق .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الحب الحقيقي: كيف تتأكد أن مشاعرك تجاه شريكك، هي حب حقيقي وليست علاقة مختلة؟
ماذا تفعل إذا كان شريكك قد فقد الاهتمام بـ الجنس ؟
كيف ترفع حرارة الجنس مع شريكك ؟ إليك خمسة طرق رائعة لم تسمع بها