تعلم أهمية التواصل بين " الدماغ الثاني" و " الدماغ الكبير"
عندما تفكر في عقلك ، عادة ما تفكر في الدماغ الموجود في جمجمتك أو ما يعرف ب (عقلك الكبير) ، و مع ذلك ، فإن دماغك الثاني ،
و الذي يُطلق عليه أيضاً اسم الجهاز العصبي المعوي ENS-enteric nervous system، الموجود داخل الأمعاء ، و الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدماغ الموجود داخل الجمجمة.
إن ENS عبارة عن طبقتين رفيعتين من أكثر من 100 مليون خلية عصبية توجد كبطانة فى الجهاز الهضمي من المريء إلى المستقيم .
يعد الاتصال بين هذين العقلين (الدماغ و الأمعاء) أمراً حيوياً للوظيائف الفيزيولوجية و المعرفية ، و إذا كان أحدهما غير متوازن ، فيمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتك الجسدية والعقلية على حد سواء .
الصحة النفسية
كلما تم إجراء المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين "الدماغ الكبير" و " الدماغ الثاني" ، كلما تعلمنا أكثر كيف يعملان بطريقة متبادلة.
إنهما على تواصل مستمر مع بعضهم البعض .
يشرح جاي باسريتشا Jay Pasricha ، مدير مركز جونز هوبكنز لأمراض الجهاز الهضمي العصبي :
على مدى عقود ، اعتقد الباحثون و الأطباء أن القلق و الاكتئاب يساهمان في هذه المشاكل الخاصة بالأمعاء، بيد أن الدراسات التى قمنا بعملها و غيرها تثبت أن العكس هو الصحيح .
و ببساطة ، عندما تكون أمعائك ليست على مايرام ، فإن "عقلك الكبير" يكون كذلك.
عندما تكون صحة أمعائك ليست جيدة و لا تعمل على النحو الأمثل ، فإن ذلك يؤدي ذلك إلى زيادة القلق و التوتر و الاكتئاب و ما إلى ذلك .
كيف تحافظ على أمعاء صحيحة و تعمل بشكل مثالي ؟
هناك أمرٌ واحدٌ لابد للبدءبه و هو، تعزيز مليارات البكتيريا "الصحية" و الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائك .
و يمكن القيام بذلك عن طريق تناول الفيتامينات المتعددة يومياً ، و تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك، و هو مكون غذائي يتخمر بشكل محدد فى الجسم ليعطى تغييرات فى عدد الكائنات الدقيقة داخل الجسم .
و فيما يلي بعض الأمثلة على الأطعمة الرائعة التي تحتوي على البريبايوتك و التي ستساعد في تعزيز نشاط أمعائك:
- نبات الهليون ،
- البصل ،
- الكراث ،
- الثوم ،
- التفاح ،
- الموز ،
- الشعير ،
- الشوفان ،
- بذور الكتان ،
- الهندباء الخضراء ،
- الأعشاب البحرية ،
- جذر الأرقطيون ،
- جذر الياكون ،
- جذر الجيكاما ،
- و جذر الكونجاك.
بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك ، فإن "عقلك الثاني" يحب الأطعمة الصحية ( الأكل النظيف ) ، و هي الأطعمة التي لم تتم معالجتها بأي شكل من الأشكال ، ( و يقصد بمعالجتها أضافة أي مكون خارجي لها ) .
إن تناول الفواكه و الخضراوات و المكسرات و البذور و البقوليات و الحبوب، طريقةً ممتازة لإمداد أمعائك بالفيتامينات و المعادن الإضافية و المحافظة على أمعاء سليمة و صحية.
و بالتأكيد عند اتباع نظام غذائي شامل ، يجب عدم تناول السكر المضاف أو المواد الحافظة أو اللحوم أو منتجات الألبان أو البيض أو الزيوت.
تعزيز النظام المناعي :
وفقاً لدان بيترسونDan Peterson ، الأستاذ المساعد في علم الأمراض في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز فإن، نسبة كبيرة من جهازك المناعي (تصل إلى 70٪) موجودة بالفعل في الجهاز الهضمي.
و دون الحاجة إلى قول ذلك ، فمن الأهمية الكبرى أن يكون لديك أمعاء صحية ، أو (دماغٌ ثانٍ) صحي، و يعمل بشكل جيد، و ذلك من أجل إنشاء نظام مناعة قوي .
و من ناحية أخرى فإنه إذا كانت أمعائك لا تعمل بشكل جيد ، فستكون صحتك العقلية "عقلك الكبير" كذلك. أما إذا كانت أمعائك صحية و تعمل بشكل جيد فهذا هو نظام المناعة لديك .
إذ أنه عندما يتعرض جهاز المناعة لدينا للخطر نكون أكثر عرضة للفيروسات و الالتهابات و الحساسية (و غيرها من الطفح الجلدي)، و التي في النهاية ستؤدي إلى أمراض المناعة المختلفة .
كيف تحافظ على نظام المناعة لديك قوياً و صحياً؟
نظراً لأن جهاز المناعة و صحة الأمعاء و الصحة العقلية مترابطين للغاية، و متشابكين مع بعضهم البعض ، فإن الالتزام بتحسين أحدها سيؤثر بشكل إيجابي على الآخرين .
و إذا كنت تركز على تناول نظام غذائي جيد ، مع تضمين بروبيوتيك يومي و متعدد الفيتامينات ، فسوف تبني أمعاء رائعة و صحية ، و التي بدورها ستعزز نظام المناعة لديك .
و بالمثل ، عندما يكون "عقلك الثاني" سعيداً و يعمل بشكل صحي ، فإنه يرسل رسالة إلى "عقلك الكبير" مفادها أن ENS هادئ و متناغم.
لذلك سيتم تقليل أي قلق أو أي توتر و اكتئاب.
و عندما يتم تقليل هذه الأشياء، سيكون "عقلك الكبير" قادراً على الاسترخاء مرة أخرى في وظائفه الإدراكية و المعرفية .
ممارسه الرياضة
إن ممارسة التمارين يعتبر سلاحاً سريًا للصحة العقلية، و لصحة الأمعاء و نظام المناعة الصحي .
فعندما يقوم الشخص بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ، فإن ميكروبيوم الأمعاء سيتغير، و بدوره سيؤدي إلى تحسين مستويات بكتيريا الأمعاء . حينها تغمر الأنواع الميكروبية القناة الهضمية ، مما يزيد بشكل كبير البكتيريا الجيدة داخل "الدماغ الثاني".
و يمكن ملاحظة هذا عندما يمارس الشخص التمارين الرياضية، و يتم إطلاق هرمون الإندورفين في "الدماغ الكبير".
و بالطبع فالتمارين الرياضية لا تحافظ على لياقتنا البدنية فقط ، بل تحافظ أيضاً على سعادة و صحة "دماغك الكبير" و "عقلك الثاني" و على التواصل القوي و المستمر بشكل جيد .
إن إعطاء الأولوية لعشرين دقيقة على الأقل يومياً لممارسة الرياضة ، هو أمرٌ مقبول للغاية، اذا كان الأمر يتعلق باستقرار الصحة العقلية و صحة القناة الهضمية .
لذا ، قم بذلك كل يوم، و اجعل قلبك يعمل بشكل أكثر كفاءة كل يوم ؛ و بناءً عليه سوف تتحسن مستويات صحتك العقلية ، و صحة الأمعاء ، و الجهاز المناعي لديك .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
موجات الدماغ أنواعها، و دورها في التشافي