المقال بقلم المعلم الروحي إيكهارت تول Eckhart Tolle، و خبيرة السعادة و مدربة التأمل الصوتي تامارا ليشنر Tamara Lechner
إن الوقت ليس شيئاً ثابتاً. و ذلك اعتماداً على الموقف و النمط المعاش ، فقد تلاحظ أن نفس الثواني القليلة لا تنتهي أبداً، أو أنها تمر بسرعة البرق.
و بالتأكيد فيمكن أن تستمر الثواني التي تؤدي إلى القبلة الأولى إلى الأبد. في حين أنك قد تتغاضى -أو قد تفوتك- تلك الثواني نفسها عندما تعبر خط النهاية في السباق.
و تتميز أفلام مثل Groundhog Day أو الفيلم الرائج الأخير Before I Fall بحلقة زمنية ، حيث يعيش بطل الرواية في نفس اليوم مراراً وتكراراً حتى يكون ذلك اليوم كما يريد.
و السؤال المهم هنا، كيف يمكنك التعرف على النمط أو الأنماط التي تمارسها في حياتك اليومية؟
و كيف يمكنك التحرر من ذلك النمط الذي يعيق تقدمك؟
ستساعدك النصائح التالية على تجنب أي يوم يعيق تقدمك.
عش حياة مدروسة
قم ببناء تفكير منتظم في جميع جوانب حياتك.
و كما نعلم جميعاً فإن معظم الشركات تتضمن نوعاً من تقييم الأداء.
فلماذا لا تقوم بجدولة الكثير من قضايا حياتك على سبيل المثال تربية الأبناء ، وعلاقاتك العاطفية ، و أهدافك الصحية.
و بالطبع فإن إدراك ما تفعله و الذي يؤدي إلى النجاح،
أو إدراك ما تفعله و الذي يؤدي إلى الفشل، هو فقط جزء من العيش عن قصد.
و بالتأكيد سيسمح لك التفحص و المراقبة أيضاً بتوضيح أي أجزاء من خطتك تقوم بتنفيذها و أي أجزاء لا تقوم بتنفيذها.
على سبيل المثال ، لنفترض أنك قررت الابتعاد السكر في نظامك الغذائي ، و لكن عند التفكير في ذلك ، تلاحظ أنه منذ قطعه ، فأنت تتناول المزيد من الرقائق.
و في هذه الحالة ، قد تحتاج إلى التفكير في سبب رغبتك في قطع السكر في المقام الأول.
هل كان ذلك لإنقاص الوزن؟
و ذلك لمعرفة ما إذا كنت تشعر بمزيد من النشاط ، أو لمطابقة ما فعله جميع أصدقائك من اليوغا؟
لاحظ شعورك في النمط، و كيف تشعر عندما تكسر النمط. و تذكر ألا تحكم على نفسك.. فقط اجعل ذلك جزءاً من التفكير في نهجك اليومي.
تراجع و راقب
يصف ديباك تشوبرا Deepak Chopra أنماطنا كبرنامج سوفت وير للروح software of the soul.
و يمكن لدائرة الكارما karma (الفعل و نتيجته) ، والسمساكرة samskara (الذاكرة) ، و الفاسانا vasana (الرغبة) أن تدور و تدور دون توقف إذا لم تتراجع للحظة لتنتبه لما يدور حولك و بين يديك.
إن التأمل Meditation هو طريقة لتعزيز قدرتك على الانتقال بسلاسة بين عيش حياتك و التفكير في عيش حياتك.
إذ أنه و من خلال قضاء الوقت في التأمل ، يمكنك إسكات الفعل و السماح للوجود.
بالنسبة لي، أنا أفكر في مشاهدة الحياة مثل تلك اللحظات في دار سينما حيث يخرجك شيء ما من الحبكة (السيناريو)، و يعود بك إلى المسرح.
فعندما ابتعدت عن الانخراط العميق في الحبكة ، أدركت أنني أشاهد فيلماً بدلاً من الانغماس في الدراما الفعلية.
و بالفعل يساعدك التأمل على أن تصبح أكثر قدرة على الانتقال من الحياة المعيشية إلى مشاهدة كيف تعيش حياتك بطريقة تحسن من قدرتك على خلق أهداف صحية، و من ثم تتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
عُد إلى النمط الخاص بك
إن معرفة النمط الذي تريد تعطيله أمر مهم ؛ و لكن في الواقع فإن القيام بذلك هو شيء آخر.
إن إدراك أنك ستجد نفسك على الوضعية التلقائية، تفعل بالضبط ما قلته، أنك لن تفعله في الواقع، هو الذي يعمل على تكوين العادات.
و إذا كنت تخطط للإخفاقات مسبقاً ، يمكنك وضع خطة إذا-ثم ، فمثلا:
- إذا لم أستطع التحكم في دافعي في أحد المطاعم ، فسأحدُّ من تناول الطعام في المطاعم لمدة شهر واحد.
- و إذا سمعت نفسي أصرخ على أطفالي عندما يكون لدي هدف بعدم الصراخ عليهم ، فسأعتذر لهم، و سآخذ خمسة أنفاس قبل أن أستمر في التحدث إليهم.
استبدل السيئ بشيء جيد
عندما تأخذ شيئاً من دائرة كارما-سامسكارا-فاسانا karma-samskara-vasana circle، فأنت بحاجة إلى استبداله بشيء آخر .
و بخلاف ذلك ، فالأمر يشبه إزالة اتصال كهربائي في دارة كهربائية وترك مساحة (فراغ) - حيث أن الدارة الكهربائية لن تكتمل حتى تضيف شيئاً إلى المكان الذي تمت إزالة شيء منه.
و هنا سيكون ذلك الأمر هو عملك أو الإجراء الذي ستقوم به .
لذا اكتشف ما يمكنك فعله بدلاً من ذلك حيا ل النمط المُعاش. فمثلاً يمكنك :
- بدلاً من القهوة بالحليب والسكر ، سأتناول الشاي.
- بدلاً من الانزعاج عندما لا أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ، سأجلس في المنزل.
- بدلاً من تناول ثلاث زجاجات من العصير بعد العمل ، سأحصل على زجاجة واحدة.
- بدلاً من تناول المشروبات الكحولية أو المزعجة قبل النوم ، سأقرأ كتاباً.
- بدلاً من الاندفاع بسرعة في الصباح ، سأستيقظ قبل 10 دقائق.
أفكار أخرى لتغيير النمط الذي تدور فيه:
من المعروف أنه لا توجد طريقة عالمية محددة لتغيير عادة ما .
و لكن إليك عزيزي القارئ بعض الأشياء التي يمكنها أن تنجح معك :
- تعديل السلوك (فكر في وضع شريط مطاطي على معصمك عندما تقوم بالشتم أو اللعن )
- وجود شريك للمساءلة وذشؤلك من أجل مساعدتم في البقاء على المسار الصحيح accountability partner
- وجود جدول زمني ، إذ أن ما تقوم بإدراجه في هذا الجدول الزمني من المرجح أن يكتمل .
- إقران عادتك التي ترغب القيام بها بشيء تفعله مسبقاً بانتظام
- كافئ نفسك
و أخيراً ..
يمكنك أن تقوم برواية قصة حياة تكون أنت البطل فيها .
و عندما تفكر بأشياء موجودة في حياتك ترغب في تغييرها ، تأكد من أنك لا تتصرف كما لو كنت الضحية - و لكن قم بتمكين نفسك و تقويتها وتقبل المسؤولية عن سلوكك حتى اللحظة الراهنة .
إذ أن هذا سيتيح لك القدرة على التغيير مع تقدمك.
و طالما أنك تتمسك بالاعتقاد بأنه خطأ شخص آخر أو مسؤولية شخص آخر ، فلن تكون قادراً على تولي المسؤولية لتغيير حياتك بشكل حقيقي وفعال.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الأنماط السلوكية: لقد أصبحنا مدمنين على الأنماط المألوفة ، وهذا ما يخرب حياتنا