الأنماط السلوكية: لقد أصبحنا مدمنين على الأنماط المألوفة ، وهذا ما يخرب حياتنا

الأنماط
الأنماط السلوكية: لقد أصبحنا مدمنين على الأنماط المألوفة ، وهذا ما يخرب حياتنا

إن المشكلة لا تكمن في أننا عالقون في أنماط محددة ، بل أننا مدمنون على الأنماط المألوفة ، وهذا ما يخرب حياتنا و يدمرها .

إنني غالباً ما أفكر بالفيلة الصغيرة المقيدة إلى الأشجار عندما تكون صغيرة. حيث أنها تبقى هناك ، وحتى الفيلة الكبيرة القوية تكون على هذا الحال .

إن الشعور بأنك عالق ما هو في حقيقة الأمر إلا وهم من صنع خيالك .

و هكذا فإنه لا يوجد هناك على نحو جازم ما هو  أسهل ولا يحتاج إلى مجهود أكثر من التغيير.

وفي الواقع ، فإننا نقضي معظم حياتنا في محاولة لتقليل مقدار التغيير الذي نختبره  ، ونبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الاستقرار والروتين و جعل الأشياء طبيعية بقدر ما نستطيع.

الفكرة مرتبطة بتعزيزنا لـ الأنماط السلوكية 

إن السبب الذي يجعلنا نشعر بأننا عالقون  ليس لأننا في الواقع مشبوكون (مُعلَّقون) بمصيرنا في الحياة من خلال قوة خارجة عن إرادتنا . بل إن الأمر عائد إلى أننا نتأثر بمهارة ودون وعي لتعزيز الأنماط السلوكية الموجودة مسبقاً.

إن دماغك مرن مطواع .  فحتى بعد مرور طفرة النمو الأخيرة التي واجهتها في سن البلوغ ، لا يزال جسمك  يمتلك آلية تكيفية سريعة الاستجابة. حيث تقوم أنت بصياغة مسارات عصبية جديدة موجودة مسبقاً وتقويها مع كل تفكير لديك و مع كل سلوك تنخرط فيه.

والمشكلة ليست أننا غير قادرين على التغيير.

بل إن المشكلة تكمن في  أن الخوف الإنساني الأساسي هو من المجهول ، وما زلنا نحارب ذلك حتى في عالمنا العصري للغاية.

ونعود للفيلة  مرة أخرى..

و أمعن التفكير في الفيلة الصغيرة التي تقيدها الأشجار عندما تكون صغيرة. أما عندما تصبح هذه الفيلة بالغة ، فيتم تحريرهم من روابطهم ، إلا أنهم  يقضون أشواط حياتهم وهم يحومون حول "قاعدتهم المنزلية" home base . والمفارقة هي أنه و بينما ينضجون قليلاً قليلاً ، تصبح لديهم القوة الغاشمة لكسر الشجرة من جذورها وأن يكونوا أحراراً. و لكنهم لا يفعلون ذلك.

لقد حاولوا عندما كانوا صغاراً ، وفشلوا ، كما أن منظر السلاسل التي كانوا مقيدين إليها تقنعهم بأنهم ما زالوا عاجزين عن فعل ذلك .

و لا تكمن المشكلة في أننا عالقون ، بل أننا مدمنون على الأنماط المألوفة ، وهذا ما يخرب حياتنا و يدمرها .

عندما قام الأشخاص الأوائل الذين أحبونا بتعليمنا أيضاً أن الحب ما هو في حقيقة الأمر إلا هجر و تخلي ، عندها أصبح ذلك متأصلًا في مفهومنا عن العلاقة.

وعندما اعتدنا فقط على جمع مبلغ معين من المال ، فقد قضينا الكثير من الوقت في تبرير سبب عدم قدرتنا على كسب المزيد ،  أو السبب الكامن وراء قدرة الأشخاص الفاسدين على جني المزيد من المال ، أو لماذا نكون في مأمن و" أفضل حالاً " في المكان الذي نقف فيه .

أما عندما أمضينا معظم حياتنا في شعورنا المتدني بذواتنا ، فقد قضينا القدر نفسه من الوقت على حد سواء في مواجهة هذه الآلية ، وهي طريقة للشعور بالضعف أو القلة  والأمان. كما أننا أمضينا الكثير من الوقت في الإساءة إلى الأشخاص الذين نتمنى أننا لو نظرنا إليهم أو أننا كنا حتى أكثر شبهاً بهم .

ماذا عن المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى الأنماط السلوكية المألوفة

عندما يأتي اليوم الذي نكون فيه على استعداد للتغيير ، فإننا سنكون  واقفين أمام جبل من عملنا نحن : علينا أن نفكك الروابط العميقة التي تدمر علاقاتنا.

و أن نواجه تلك المخاوف ، ثم نختار خلاف ذلك. وعلينا أن نعترف بأننا لم نكن ناجحين كما كنا نأمل قبل أن نتمكن من فعل المزيد ، وأن نصبح أعظم .

كما يتعين علينا إصلاح المعتقدات الخاطئة التي لدينا حول الأشخاص الذين نريد سراً أن نكونهم حتى لا يعود علينا أن نشعر بالخوف من أن الأمر سيكون "سيئًا" أيضًا فيما لو كنا أولئك الأشخاص .

 لطالما كان الدماغ  شيئاً استثنائياً لأنه إلى جانب كونه قابلاً للتكيف ، فإنه يؤيد و يؤكد نفسه أيضاً. فنحن نقضي معظم وقتنا في الفرز دون وعي للخبرات والمحفزات للتركيز فقط على المعلومات التي تعزز ما نؤمن به بالفعل.

إننا نريد ألا يعترض على سلوكياتنا أحد، و أن نكون مؤيَدين ، كما أننا  نريد أن نكون شرعيين و أن نكون على حق. ونحن نريد أن نعود إلى الراحة والتحكم و السيطرة  على ما عرفناه و نعرفه ، و كل ذلك بينما نرتقي إلى السعادة التي لم نختبرها بعد.

إن خدعة الحياة القاسية هي أننا طالما نحن – و هنا نعود لاستخدام استعارة الفيل مرة أخرى - نحوم بالقرب من الشجرة التي كنا مقيدين إليها  ، سيكون هناك دائماً شعور مزعج أننا نفتقد شيئاً ما ، وبأننا لا نقوم بالضبط بما قدر لنا القيام به و بإمكاننا أن نقول بأن الجميع يشعر بهذا .

إلا أنهم كثيراً ما يقومون بخنق هذا الشعور ، و ذلك لأنه يعني أنه يجب عليهم الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم ، وأحياناً المنطقة الوحيدة التي عرفوها على الإطلاق.

و هكذا..

فأنت لا تخرب أو تدمر حياتك لأنك غبي.

و أنت لا تخرب حياتك لأنك لا تعرف ما تريد.

كما أنك لا تخرب حياتك لأنك غير قادر على فعل ذلك .

و أخيراً .....فأنت تخرب حياتك عندما تصبح مدمناً على الأنماط المألوفة ، ثم لا تجد القوة لتحتمل الانزعاج لكسرها أو خرقها .

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل