وجدت دراسة حديثة الرابط بين الاكتئاب و ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- و هذا يؤكد قوة العلاقة بين الصحة النفسية و الصحة الجسدية ، و هذه العلاقة تشمل أيضاً مخاطر أمراض أخرى.
- و يعتقد الخبراء أن العمل على الصحة النفسية يمكن أن يساعد في تعزيز الصحة العامة بطرق مهمة.
ففي دراسة واسعة النطاق و متعددة البلدان تبحث في أمراض القلب و الأوعية الدموية و الأعراض التي ترافق الاكتئاب ، وجد الباحثون صلة قوية بين الاثنين.
فقد كان الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية و الوفاة المبكرة مقارنة بأولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب و لكن ليس لديهم أعراض اكتئاب.
و للعلم فقد نُشر البحث في JAMA Psychiatry ، و غطى البحث 21 دولة و أكثر بقليل من 145,000 مشارك تم تتبعهم على مدى 14 عاماً ، في كل من المجتمعات الحضرية و الريفية.
و كلما زاد ظهور أعراض الاكتئاب لدى المشاركين ، زادت مخاطر الإصابة بأنواع متعددة من مشاكل القلب والأوعية الدموية ، بغض النظر عن الجغرافيا.
كذلك يضيف هذا إلى البحث السابق الذي يربط بين وظيفة القلب والأوعية الدموية والاهتمامات الصحية العقلية.
إذ وجدت دراسة في JAMA Network Open نشرت في فبراير الماضي 2020، و التي شملت أكثر من 500،000 شخص في الصين ، أن الاكتئاب هو عامل خطر لجميع أسباب وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين ، و خاصة الرجال.
هناك العديد من النظريات حول سبب وجود هذا الارتباط ، من التغيرات في مستويات الالتهاب إلى احتمال أن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب قد لا يمارسون الكثير من استراتيجيات الرعاية الذاتية الصحية للقلب مثل الأكل الصحي ، والحفاظ على مستويات التوتر منخفضة ، وممارسة الرياضة ، والحفاظ على الروابط الاجتماعية —التي ارتبطت جميعها بصحة القلب.
ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟ يستمر البحث في دعم فكرة أن الصحة العقلية هي الصحة الحقيقية، و أن العناية بذهنك لا تقل أهمية عن رعاية جسمك. و من خلال العمل على أحدهما ، يمكنك مساعدة الآخر لزيادة صحتك العامة.
الصلة بين العقل و الجسم
على الرغم من أن استخدام مصطلحي "الصحة العقلية" و "الصحة البدنية" يعنيان أنهما جانبان منفصلان و متميزان للعافية ، فإن الدراسة الأخيرة تسلط الضوء على كيفية ترابطهما بعمق.
فبالإضافة إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية ، غالباً ما ترتبط حالات مثل الاكتئاب و القلق بما يلي:
- الآلام المزمنة ، و خاصة آلام أسفل الظهر
- الصداع
- المشاكل في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي IBS
- مشاكل في الرؤية
- قلة الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام
- بطء التفكير أو بطء التحدث أو خمول حركات الجسم
- الأوجاع و الآلام بشكل عام
و فيما يتعلق بالتأثيرات العاطفية أو العقلية ، تحدد جمعية الطب النفسي الأمريكية أعراض الاكتئاب على أنها تشمل:
- انخفاض المزاج والتهيج و الحزن
- انخفاض الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية
- انخفاض الدافعية
- الأرق Insomnia أو فرط الأرق hypersomnia
تشير التقديرات إلى أن الاضطراب الاكتئابي depressive disorder شائع جداً ، وي ؤثر على ما بين 6 و 18 في المائة من سكان العالم.
تقول البروفيسورة شيريل كارمين Cheryl Carmin طبيبة نفسية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو: "عندما يتعلق الأمر بمعالجة مشاكل الصحة العقلية ، لا يزال من المؤسف أن تكون هناك درجة من حالة الشعور بالعار أو الخزي ، حتى لو كانت هناك أعراض جسدية".
و تضيف "إن معرفة أنك قد تتأثر جسدياً و ذهنياً على حد سواء، مفيدٌ لمحاولة فهم ما يحدث ، و السعي للحصول على العلاج المناسب."
بناء صحتك
غالباً ما يبدو أن التغييرات الصحية تسير في اتجاه واحد: فأنت تتعامل مع الأعراض الجسدية أو تقوم بتعديل نمط الحياة ، و بعدها تتحسن صحتك العقلية.
على سبيل المثال ، يمكنك البدء في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحصول على المزيد من الطاقة و الحفاظ على وزنك ، ثم تجد أن مزاجك يتحسن أيضاً.
و لكن من الممكن أيضاً أن تذهب هذه الفوائد في الاتجاه الآخر. فمن خلال التركيز على صحتك العقلية ، قد ترى المزايا الجسدية كأثر جانبي.
على سبيل المثال ، وجدت الأبحاث الحديثة في الطب النفسي JAMA أن عدة أنواع من العلاج ، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي ، أدت إلى تعزيز وظيفة الجهاز المناعي بشكل كبير والتي بقيت قوية لمدة ستة أشهر على الأقل بعد العلاج.
يقول البروفيسور إيان سادلر Ian Sadler و هو طبيب نفساني في مركز جامعة ايرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا:
"يمكن أن تؤثر المشاكل العقلية و العاطفية على التفاعلات الفيزيولوجية ، و هذا يسير في كلا الاتجاهين".
و يضيف سادلر "على سبيل المثال ، غالباً ما نرى أشخاصاً يعانون من ضعف وظائف المناعة و مشاكل صحية مزمنة يواجهون تحديات تتعلق بالصحة العقلية.
و بالتأكيد فإن معالجة الصحة الجسدية سيكون لها تأثير على الصحة العقلية و العكس صحيح."
و أخيراً..
إذا وجدت نفسك تعاني من تحديات الصحة النفسية و العقلية، و أنك تعاني من علامات الاكتئاب - التي قد تظهر كأعراض جسدية مثل التعب و الألم المزمن و الصداع و آلام المعدة – فلابد لك من أن تتحدث مع طبيب الرعاية الأولية أو مقدم الرعاية الصحية الآخر للحصول على الإحالات المناسبة.
و قد تكون قادراً على القيام بجلسات الصحة عن بعد مع معالج أو استشاري ، حتى كمريض جديد.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الغضب و ما هي العلاقة بـ الاكتئاب ؟
السعادة و الاكتئاب: العلاقة المفاجئة بين الاكتئاب و السعي خلف السعادة