- 7 June 2020
- صحة
تركواز بوست- 8180
يعتبر النحاس معدناً أساسياً ضرورياً للبقاء على قيد الحياة. و يوجد في جميع أنسجة الجسم و يلعب دوراً في تكوين خلايا الدم الحمراء و الحفاظ على الخلايا العصبية و الجهاز المناعي.
كما أنه يساعد الجسم على تكوين الكولاجين و امتصاص الحديد، و كذلك يلعب دوراً مهماً في إنتاج الطاقة.
و للعلم يوجد معظم النحاس في الجسم في الكبد و الدماغ و القلب و الكلى و العضلات الهيكلية.
و يمكن أن يؤثر، الكثير جداً و القليل جداً من النحاس على كيفية عمل الدماغ. و قد تم ربط حالات ضعف مرض مينكس ، و مرض ويلسون ، و مرض ألزهايمر بالنحاس.
إن النقص في معدن النحاس نادرُ ، و لكن يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب و الأوعية الدموية و مشاكل أخرى.
سيتناول مقالنا الفوائد الصحية للنحاس و المصادر المهمة، و ما هي المخاطر الصحية المحتملة.
الفوائد الصحية
يعتبر النحاس من العناصر الغذائية الأساسية للجسم. و إلى جانب الحديد ، يساعد النحاس الجسم في تكوين خلايا الدم الحمراء.
فهو يساعد في الحفاظ على صحة العظام والأوعية الدموية والأعصاب ووظيفة المناعة ويساهم في امتصاص الحديد.
و قد يساعد النحاس الكافي في النظام الغذائي في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام أيضاً.
صحة القلب والأوعية الدموية
لقد ارتبط انخفاض مستويات النحاس بارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
و قد اقترحت مجموعة من الباحثين أن بعض المرضى الذين يعانون من قصور القلب قد يستفيدون من مكملات النحاس.
و ربطت الدراسات التي أجريت على الحيوانات، مستويات النحاس المنخفضة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النقص سيكون له نفس التأثير على البشر.
إرسال الإشارات العصبية
في عام 2016 ، ابتكر البروفيسور كريس تشانغ Chris Chang ، الكيميائي العضو في برنامج Sackler Sabbatical Exchange في بيركلي ، كاليفورنيا ، مسبار فلوري لتتبع حركة النحاس داخل و خارج الخلايا العصبية.
يقول البروفيسور تشانغ: "إن النحاس مثل فرامل أو مُخفِّت ، لكل خلية عصبية".
و قد وجد فريقه أنه إذا دخلت كميات كبيرة من النحاس إلى الخلية ، يبدو أن هذا يقلل من إشارات الخلايا العصبية. و عندما تنخفض مستويات النحاس في تلك الخلية ، فإنه يتم استئناف إرسال الإشارات العصبية.
وظيفة المناعة
يمكن لقلة النحاس أن تؤدي إلى قلة النتربوبينا neutropenia "العدلات" (و وجود عدد قليل من العدلات بشكل غير طبيعي في الدم ، يؤدي إلى زيادة التعرض للعدوى. و هو أحد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لبعض علاجات السرطان.). و هذا هو نقص في خلايا الدم البيضاء أو العدلات التي تقاوم العدوى.
من المرجح أن يصاب الشخص الذي لديه مستوى منخفض من العدلات بمرض معدي.
هشاشة العظام
يرتبط نقص النحاس الحاد بانخفاض كثافة المعادن في العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
و بالتأكيد هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية تأثير نقص النحاس الهامشي على صحة العظام ، و الكيفية التي يمكن أن تساعد مكملات النحاس على منع هشاشة العظام وإدارتها.
إنتاج الكولاجين
يلعب النحاس دوراً مهماً في الحفاظ على الكولاجين والإيلاستين ، المكونات الهيكلية الرئيسية لأجسامنا.
إذ أن العلماء افترضوا أن النحاس قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة ، وأن تناوله مع مضادات الأكسدة الأخرى قد يساعد في منع شيخوخة الجلد.
و بالفعل بدون النحاس الكافي ، لا يمكن للجسم استبدال الأنسجة الضامة التالفة أو الكولاجين الذي يشكل سقالة (هيكل) العظام.
كذلك يمكن أن يؤدي هذا إلى مجموعة من المشاكل ، بما في ذلك ضعف المفاصل ، حيث تبدأ أنسجة الجسم في الانهيار.
التهاب المفاصل
أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن النحاس قد يساعد في منع التهاب المفاصل أو تأخيره ، و لهذا الغرض يرتدي الناس أساور نحاسية لهذا الغرض. ومع ذلك ، لم تؤكد أي دراسات على الإنسان ذلك.
العمل كمضاد للأكسدة
يحتوي النحاس أيضاً على وظيفة مضادة للأكسدة، و الذي يساعد في تقليل إنتاج الجذور الحرة.
يمكن أن تتسبب الجذور الحرة في تلف الخلايا والحمض النووي ، مما يؤدي إلى السرطان وأمراض أخرى.
كم أحتاج من النحاس؟
يبلغ البدل اليومي الموصى به (RDA recommended daily allowance) حوالي 900 ميكروغرام (مكغ) في اليوم للمراهقين والبالغين.
و الحد الأقصى للبالغين الذين يبلغون من العمر 19 عاماً وأكثر هو 10000 ميكروغرام ، أو 10 ملليغرام (ملغ) في اليوم. و يمكن أن يكون تناول مقدار أعلى من هذا المستوى ساماً.
و بالتأكيد فكل من نقص النحاس وسمية النحاس نادرة في كثير من البلدان.
نقص النحاس
في حين أن نقص النحاس نادرٌ للغاية ، إلا أن بعض الحالات الصحية وعوامل أخرى يمكن أن تزيد من الخطر.
و تشمل هذه الحالات:
- العيوب الوراثية لاستقلاب النحاس
- مشاكل الامتصاص
- تناول كميات كبيرة من مكملات الزنك أو فيتامين سي
- بعض الحالات ، مثل إزالة الميالين من الجهاز العصبي المركزي ، اعتلال الأعصاب ، اعتلال النخاع ، والتهاب العصب البصري.
و بما أن النحاس يتم تخزينه في الكبد ، فإن أوجه القصور تتطور ببطء مع مرور الوقت.
دور الزنك و فيتامين سي في نقص النحاس
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الزنك (150 ملغ في اليوم أو أعلى) و فيتامين سي (أكثر من 1500 ملغ في اليوم) إلى نقص النحاس من خلال التنافس مع النحاس من أجل امتصاصه في الأمعاء.
أسباب نقص النحاس عند الرضع
لقد لوحظ نقص النحاس لدى الرضع الذين يستهلكون حليب البقر بدلاً من الحليب الصناعي.
و يحتوي حليب البقر على نسبة منخفضة من النحاس.
و بالفعل يجب أن يتم ارضاع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة بشكل مثالي (الرضاعة الطبيعية) ، و إذا لم يكن كذلك ، فيجب أن يتم تغذيتهم باستخدام تركيبة صناعية.
و بالفعل لا يحتوي حليب البقر على العناصر الغذائية اللازمة لرضيع الإنسان.
آثار نقص النحاس
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات النحاس إلى:
- فقر دم
- انخفاض درجة حرارة الجسم
- كسور العظام
- هشاشة العظام
- فقدان تصبغ الجلد
- مشاكل الغدة الدرقية
يمكن أن تؤثر أمراض الاستقلاب الغذائي على الطريقة التي يمتص بها الجسم الفيتامينات و المعادن.
مرض مينكس Menkes disease
يؤثر مرض مينكس ، و هو اضطراب متنحي مرتبط بـ X ، سلباً على كيفية استقلاب الدماغ للنحاس.
و يمكن أن يؤدي هذا إلى الفشل في النمو و التأخر العصبي النمائي عند الرضع من حوالي 6 إلى 8 أسابيع من العمر.
و قد لا يعيش الطفل المصاب بهذا المرض حتى سن 3 سنوات.
و يمكن أن تساعد حقن النحاس تحت الجلد في تطبيع مستويات النحاس في الدم (عودة مستويات النحاس إلى الحدود الطبيعية) ، ولكن إذا كانت هذه الطريقة تساعد على تطبيع مستويات النحاس في الدماغ فإن ذلك يعتمد على نوع الطفرة الجينية المعنية.
لقد وجدت إحدى التجارب السريرية أن علاج الأطفال قبل بدء الأعراض قد يساعد في تحسين المهارات الحركية الإجمالية والمهارات الحركية الدقيقة والتكيفية والمهارات الشخصية والاجتماعية والنماء العصبي اللغوي لدى الأطفال.
كما أن ذلك قد حست النمو لدى الأطفال.
تأثيرات أخرى لنقص النحاس
لقد تم ربط نقص النحاس أيضاً بما يلي:
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى
- هشاشة العظام
- تصبغ الشعر والجلد
- فقر الدم حيث يساهم النحاس في تكوين خلايا الدم الحمراء
الدماغ و الجهاز العصبي
يمكن أن يتسبب النحاس الضئيل جداً أو المفرط في تلف أنسجة المخ.
لدى البالغين ، لوحظ التنكس العصبي نتيجة لعدم توازن النحاس. و قد يكون ذلك بسبب مشكلة في الآليات المتضمنة في استقلاب النحاس للاستخدام في الدماغ.
و يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات النحاس إلى تلف الأكسدة في الدماغ. ففي مرض ويلسون ، على سبيل المثال ، تتجمع مستويات عالية من النحاس في الكبد والدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.
الارتباط المحتمل للنحاس مع مرض ألزهايمر
ارتبط التراكم المفرط للنحاس أيضاً بمرض الزهايمر.
افترض البروفيسور تشانغ وزملاؤه أنه عندما يتراكم النحاس بطرق غير معتادة ، فقد يتسبب ذلك في بناء لويحات الأميلويد على الخلية العصبية.
و يمكن أن يؤدي تراكم لويحات الأميلويد إلى الإصابة بمرض الزهايمر و إلىاضطرابات الأعصاب الأخرى.
مصادر النحاس من الطعام
يوجد النحاس في مجموعة متنوعة من الأطعمة.و تشمل المصادر الجيدة ما يلي:
- المحار
- كل الحبوب
- الفاصوليا
- البطاطا
- الخميرة
- الخضروات ذات الأوراق الداكنة
- الكاكاو
- الفواكه المجففة
- الفلفل الأسود
- لحوم أعضاء الحيوانات مثل الكلى والكبد
- المكسرات مثل الكاجو واللوز
المكملات الغذائية للنحاس
تتوفر مكملات النحاس ، و لكن من الأفضل أولاً محاولة الحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية من خلال الطعام من أجل تقليل خطر الخلل. فعدد قليل جداً من الناس يحتاجون إلى تناول مكملات النحاس.
و بالإضافة إلى ذلك ، تعمل العناصر الغذائية في الطعام معاً لخلق تأثير أكثر أهمية من ذلك، و الذي تم تحقيقه عن طريق أخذ العناصر الغذائية الفردية بمفردها.
و تحتوي معظم المكملات الغذائية متعددة الفيتامينات على 2 ملغ من النحاس ، والتي تقع في منتصف الطريق على طول نطاق المدخول الآمن و الكافي -من النحاس- الذي يحدده مجلس الغذاء و التغذية (FNB).
المخاطر المحتملة لمكملات النحاس
يمكن أن تتفاعل مكملات النحاس مع ما يلي:
- حبوب منع الحمل و العلاج بالهرمونات
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS) ، مثل الطموح والإيبوبروفين
- البنسيلامين يستخدم لخفض مستويات النحاس في مرض ويلسون
- الوبيورينول علاج النقرس
- سيميتيدين ، أو تاجاميت ، و الذي يستخدم لقرحة المعدة والارتجاع المعدي
- مكملات الزنك
و قد تقلل هذه المنتجات أو تزيد من مستويات النحاس في الدم ، مما يؤدي إلى اختلال التوازن.
سمية النحاس
لم يتم الإبلاغ عن آثار ضارة من الاستهلاك الغذائي الطبيعي للنحاس ، و لكن يمكن أن تظهر الأعراض إذا كان هناك:
- كمية مكملات مفرطة
- مستويات عالية من النحاس في مياه الشرب ، مثل مياه الآبار أو المياه المخزنة في أنابيب النحاس
- التعرض للمواد الكيميائية التي تحتوي على مستويات عالية من النحاس
- استخدام أواني الطهي النحاسية
و تتضمن علامات سمية النحاس:
- الغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة
- صداع الراس
- الدوار
- الضعف العام
- طعم معدني في الفم
و للعلم فالآثار الأكثر خطورة نادرة جداً، و لكنها تشمل:
- تليف الكبد واليرقان
- تشوهات في خلايا الدم الحمراء ومشاكل في القلب
لقد ارتبط ارتفاع مستويات النحاس في الدم بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
مقالات ذات صلة :
قد يسبب الماء الذي يحتوي على أكثر من 6 ملغ من النحاس للتر الواحد مشاكل في المعدة.
و إذا بدا أن شرب الماء يثير بعض الأعراض ، فينبغي على الفرد أن يلجأ إلى اختبار النحس لديه.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
المصادر
الوسوم
المؤلف
هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،
