- 11 May 2020
- صحة
تركواز بوست- 2017
يمكن أن يكون التفكير في حب الشباب على أنه مشكلة صحية من الدرجة الثانية ، شيءٌ يدعو للارتياح نوعاً ما وهي قضية تتعلق بالغرور أكثر من أي شيء آخر.
و لكن في الواقع ، إن العكس هو الصحيح: فمجتمع الطب الوظيفي يصنف حب الشباب على أنه حالة مزمنة ، و كما تقول خبيرة الهرمونات النسائية أليسا فيتي Alisa Vitti في مقطع فيديو مباشر على Facebook : أن هذه الحالة المزمنة ذات أسباب جذرية مختلفة ، و "علاجها 100 ٪ ينطلق من داخل الجسم".
و ذلك لأن حب الشباب غالباً ما يكون عَرًضاً لاختلال أعمق داخل الجسم.
تقول فيتي Vitti ، من خلال كتابها "كود المرأة، نظمي دورتك و اشحذي دافعك الجنسي" WomanCode: Perfect Your Cycle: Amplify Your Fertility، Supercharge Your Sex، Become a Power Power: "في كثير من الأحيان هناك مكون هرموني".
"و يمكن أن يكون الأمر أيضاً مرتبطاً بنقص المغذيات الدقيقة أو البكتيريا المعرضة للخطر في الأمعاء ، و التي تتجلى في طبقات الجلد لديك."
و كذلك يمكن أن يلعب سوء الهضم ، أو البطء في التخلص من السموم ، دوراً أيضاً.
"إذا كان التخلص من السموم بطيئاً ، و إذا لم تتفكك الهرمونات داخلياً ، فسوف تظهرها بشرتك، لأن الجلد هو أكبر عضو يساهم في التخلص من السموم" ، أليسا فيتي.
و يعتبر رفض علاج حب الشباب ليس أكثر من مجرد مرهم لغرور المرء، و هو تجاهل الآثار العاطفية و النفسية الحقيقية التي تسببها الحالة. و مع وجود حب الشباب المستمر أو الكيسي ، يميل الناس إلى التراجع عن التفاعلات الاجتماعية و يصبحون معزولين. و ستصبح الحالة في ازدياد أيضاً ،
الأسباب الجذرية لحب الشباب
يعد اختلال التوازن الهرموني عاملاً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بحب الشباب. و يمكنك الرجوع بالتفكير إلى مرحلة المراهقة ، عندما يغمر الإستروجين والتستوستيرون الجسم لأول مرة و بذلك يتسببان في تلك الطفرات البغيضة في سن المراهقة. أو يمكن التفكير في الدورة الشهرية ، عندما يساهم تذبذب مستويات هرمون الاستروجين في بعض الحب.
و لكن هرمون الاستروجين والتستوستيرون ليسا الهرمونات الوحيدة التي تؤثر على الجلد.
فالأنسولين هو أحد الهرمونات الرئيسية في الجسم ، و بالفعل تؤدي المستويات العالية من الأنسولين إلى تفاقم حب الشباب.
تقول طبيبة الأمراض الجلدية المتكاملة والشاملة كارين تشن Karen Chen: "إن الأنسولين يحفز الغدد الزيتية".
يتم إنتاج الأنسولين بواسطة البنكرياس في كل مرة نتناول فيها الطعام ، و لكن يتم إنتاج المزيد من الأنسولين عندما نتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكر والكربوهيدرات المكررة (المعروفة باسم الأطعمة عالية نسبة السكر في الدم).
و عندما يتم استهلاك الكثير من الأطعمة عالية نسبة السكر في الدم ، ترتفع مستويات الأنسولين في مجرى الدم ، مما يحفز إنتاج الزيت.
و تشير تشين إلى أن عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) له تأثير تحفيزي على الغدد الزيتية و يؤدي أيضاً إلى ارتفاعات في التستوستيرون و الأندروستينديون ، و التي بدورها يمكن أن تحفز إنتاج الزيت.
و تضيف أن بروتينات مصل اللبن التي تحتوي كميات كبيرة من IGF-1 يمكن أن تسهم في ظهور حب الشباب لدى الأشخاص المعرضين لذلك. و تقترح تشين أن يكون البروتين من بروتينات البازلاء أو الأرز أو القنب بديلاً مناسباً.
و بالتأكيد فصحة الأمعاء هي سبب جذري آخر. إذ يمكن أن تؤدي عوامل متعددة إلى تقويض صحة الأمعاء ، بما في ذلك:
- الحساسية الغذائية
- و فلورا الأمعاء غير المتوازنة
- و عدم كفاية إنتاج الإنزيمات الهضمية
- و التعرض المنتظم للأغذية الالتهابية.
و تشير الأبحاث إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى رشح الأمعاء (أو القناة الهضمية) و الميكروبات المعوية غير المفيدة، و سوء امتصاص العناصر الغذائية و الالتهابات.
تقول تشين: "إذا كان لديك ضعف في الهضم و صعوبة في التخلص من السموم ، فسوف تظهر النتائج على جلدك".
علاج حب الشباب
أفضل طريقة لمعالجة حب الشباب هي من الداخل للخارج، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية. و العلاجات الموضعية قد تهدئ الحالة على المدى القصير ، و لكن النظام البيئي الداخلي هو الذي يحتاج للشفاء – و معظم الأدوية تجعل الميكروبات المعوية أسوأ في النهاية.
و يتم وصف وسائل منع الحمل الهرمونية للنساء لتخفيف حب الشباب ، و لكن هذا أيضاً ليس علاجاً طويل المدى لأنه لا يعالج الأسباب الجذرية – و بالفعل له عدد كبير من الآثار الجانبية. و ما هو أكثر من ذلك ، أن العديد من النساء يعانين من حب الشباب الارتدادي عندما ينهين تناول حبوب منع الحمل ، و تميل حالات ظهور حب الشباب اللاحقة إلى أن تكون أسوأ من الاندفاعات الجلدية التي مررن بها من قبل.
إذن ما هي أفضل الاستراتيجيات لمعالجة الأسباب الجذرية لحب الشباب؟
تقدم كلاً من تشين Chen و فيتي Vitti النصائح الست التالية:
- ابدأ بالطعام.
التركيز على الطعام هو أول و أفضل مكان للبدء. تقول تشين: "لا يمكنك أن تكمل (من المكملات) نظاماً غذائياً سيئاً". و يتوجب عليك أن تضع في الاعتبار عاملين رئيسيين عند تنظيم وجبة مضادة لحب الشباب: اجعلها مضادة للالتهابات و مخفضة لنسبة السكر في الدم.
و لحسن الحظ ، غالباً ما تكون الأطعمة التي تحارب الالتهاب و الأطعمة التي تحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم واحدة و نفس الشيء.
إذاً عليك بأن تفكر في الخضروات ذات نسبة السكر المنخفضة، و الغنية بالمغذيات النباتية مثل: البروكلي ، الجرجير ، اللفت ، الخضروات الورقية الداكنة ، و الخضروات من أجزاء مختلفة من الطيف اللوني ؛ و البروتينات الصحية مثل لحوم المراعي و الأسماك التي يتم صيدها في البرية و كذلك البيض ؛ و أيضاً الدهون الصحية (مثل النوع الموجود في الأفوكادو و زيت الزيتون) ، و الفواكه منخفضة السكر في الدم مثل التوت. و في نفس الوقت ،
قم بإيقاف تناول الأطعمة المعالجة بالسكر المضاف، فإن ذلك يساعد في علاج حب الشباب.
- ضع في اعتبارك التوقف عن تناول منتجات الألبان.
منتجات الألبان محفزة للالتهاب و كذلك هي محفز غذائي شائع (بمعنى أنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم بطانة الأمعاء ، و بالتالي تفاقم حب الشباب). و يمكن أن تزيد منتجات الألبان أيضاً من مستويات الأنسولين و IGF-1 ، كما تقول تشن.
و تضيف أيضاً أن الزبادي أسهل في الهضم و لا يسبب نفس الزيادة في الأنسولين مثل الحليب ، و بالتالي يمكن تناوله ، و لكن لا يجب التسامح مع منتجات الألبان الأخرى.
- انتبه للبدء بالتوقف عن تناول الغلوتين.
من المعروف أن العديد من الأشخاص حساسون للجلوتين ، وقد يؤدي التعرض له إلى الشعور بالإرهاق و الألم، التشوش بسبب ضبابية الدماغ.
و الذي لا يعرفه الكثير أن الغلوتين يؤدي إلى زيادة مستويات الزونولين (zonulin هو بروتين ينظم نفاذية بطانة القناة الهضمية) لدى جميع الناس، سواء أكانوا يعانون من أعراض أخرى مرتبطة بالغلوتين أم لا.
و كما تقول الدراسات فإن التخلي عن الغلوتين (و بالتالي خفض مستويات الزونولين) يساعد على شفاء بطانة الأمعاء بغض النظر عن أي شيء – و غالباً ما تُترجم الأمعاء الأكثر صحة إلى بشرة أكثر نقاءً و صحة.
- جرب المغذيات و المكملات المستهدفة.
تشير كل من Chen و Vitti إلى فوائد تنظيف البشرة من إضافة زيت بذور الكتان أو زيت بذور الكتان إلى روتينك اليومي. كما تشير تشين إلى قوة البربارين berberine المكمل العشبي. إذ يحتوي البربرين على مضاد للميكروبات، يعمل و يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم ، لذلك فهو يساعد على محاربة الاندفاعات. و البربارين عشب قوي ، و مع ذلك ؛ يجب أن يتم اتخاذ القرار دائماً بالاشتراك مع مزود رعاية صحية موثوق به.
- التركيز على المغذيات الدقيقة الخاصة بك.
تحسين مستويات الكاروتينات ؛ فيتامينات B و C و E ؛ الأحماض الدهنية أوميغا -3؛ و كذلك يمكن أن يساعد الزنك والسيلينيوم والبروبيوتيك في تنظيف البشرة. و يمكن أن تكون الأحماض الدهنية الأساسية مثل تلك الموجودة في الأسماك و بذور الكتان و زهرة الربيع مفيدة أيضاً. ننصحك بالعمل مع ممارس رعاية صحية موثوق به إذا كنت ترغب في إضافة المكملات الغذائية إلى نظام غذائي يساعد على مكافحة حب الشباب.
و لكن تذكر أيضاً أنه حتى إذا كنت تتناول الكثير من المكملات الغذائية عالية الجودة أو من مصادر الأطعمة الكاملة لهذه المغذيات الدقيقة ، فهذا لا يعني دائماً أن جسمك يمتصها. و عليه..
إذا كنت تشك في أنه لديك مشكلة في ضعف الامتصاص فعليك باستشارة الطبيب.
- عزز مسارات التخلص و إزالة السموم لديك.
إن الكبد هو العضو الرئيسي في الجسم الذي يقوم بالتخلص من سموم الجسم. ففي المرحلة الأولى من إزالة السموم ، يتم نقل السموم (بما في ذلك الهرمونات المستخدمة) إلى الكبد ليتم تفتيتها. و في المرحلة الثانية ، يرسل الكبد هذه السموم المفككة إلى الجسم للتخلص منها.
و يحدث التخلص من السموم بإحدى الطرق الثلاث:
- من خلال العرق أو البول أو الأمعاء. و يمكنك تحسين عملية التخلص من السموم في كل خطوة على الطريق.
- إذ يعد تناول الخضروات الصليبية (من عائلة البروكلي والقرنبيط ، على سبيل المثال) من أفضل الطرق لدعم وظائف الكبد.
- و كذلك فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو الاستفادة من علاجات العرق الأخرى (مثل ساونا الأشعة تحت الحمراء) يعزز التعرق ؛ و كذلك فالبقاء رطباً (شرب الكثير من الماء) يحافظ على حركة المثانة ، و اتباع نظام غذائي غني بالألياف يفعل الشيء نفسه للأمعاء.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
حب الشباب acne هل يمكن للتغييرات الغذائية علاجه؟
هل تسبب العادة السرية (الاستمناء) حب الشباب؟
المصادر
الوسوم
المؤلف
هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،
