إن التواصل الاجتماعي يمكن أن يتم بطرق عديدة. و قد بدأت الدراسات تظهر أن الناس يمكنهم تلبية احتياجاتهم الاجتماعية بطرق غير تقليدية ، من خلال أنواع مختلفة من السلوكيات الاجتماعية.
تقول مؤلفة الدراسة إيلين بارافاتي Elaine Paravati في بيان صحفي: "يمكن للناس أن يشعروا بالاتصال من خلال جميع أنواع الوسائل".
و ذلك في حديثها عن الدراسة الجديدة من جامعة بوفالو التي أظهرت أن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لدينا، أو التلذذ بالطعام اللذيذ ، يمكن أن يجلب نفس الرضا الاجتماعي مثل قضاء الوقت بشكلٍ شخصي مع صديق.
و كذلك فقد وجدت الأبحاث منذ فترة طويلة أن أسعد الناس هم أولئك الذين يشعرون بأن لديهم دعماً اجتماعياً قوياً في حياتهم.
و مع ذلك ، ركز معظم هذا البحث على شراكات الناس الرومانسية أو الصداقات المقربة.
و في الآونة الأخيرة ، بدأت الدراسات تظهر أن الناس يمكنهم تلبية احتياجاتهم الاجتماعية بطرق غير تقليدية ، من خلال أنواع مختلفة من السلوكيات الاجتماعية.
و لكن معظمنا لا يزال يفترض أن التفاعل الاجتماعي الشخصي هو الأكثر إشباعاً.
كيف يمكننا ملء خزان الدعم الاجتماعي الخاص بنا؟
للتحقيق ، ابتكر مؤلفو الدراسة، إجراءً جديداً أطلقوا عليه اسم "خزان الدعم الاجتماعي" Social Fuel Tank.
و قد أخبروا المشاركين في الدراسة أنه يمكنهم ملء هذا الخزان بأنواع مختلفة من "الوقود" أو أنواع الدعم.
و يمكن أن يعني ذلك، الاستراتيجيات الاجتماعية في جميع أنواع الأشياء.
إذ ربما يعني ذلك أن تكون في مجموعة كبيرة ، أو أنك تقضي الوقت مع العائلة ، أو في مشاهدة التلفزيون.
و قد تم تشجيع المشاركين على الإبلاغ عن الاستراتيجيات التي استخدموها و مدى مساعدتهم على الشعور بالانتماء.
و كان 173 مشاركاً في الدراسة طلاباً في جامعة حكومية كبيرة.
و في تقاريرهم ، اختاروا من بين 17 نشاطاً ممكناً.
و قد كان متوسط عدد الاستراتيجيات التي استخدموها لملء خزان الوقود الاجتماعي سبعة 7 استراتيجيات.
و كانت الأنشطة الأكثر شيوعاً، من بين الاستراتيجيات التقليدية ، هي قضاء الوقت مع شريك رومانسي أو عائلة أو أصدقاء.
و كان أيضاً الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة التلفزيون من أكثر الأساليب غير التقليدية شيوعاً.
و شملت الأساليب غير التقليدية الأخرى مشاهدة الأفلام، و تناول الأطعمة المفضلة، و قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة و الألعاب و قراءة الكتب و متابعة المشاهير.
و عندما أصبح لدى المشاركين خزان وقود اجتماعي ممتلئ شعروا:
- شعروا بوحدة أقل
- و شعروا بأنهم أكثر اندماجاً و أكثر اتصالاً اجتماعياً
- و كذلك أفضل رضاً عن أنفسهم
- و أكثر ارتياحاً في حياتهم.
و بالمسبة لهم لم يكن من الضروري معرفة ما هو عدد الاستراتيجيات المختلفة التي استخدموها لتحقيق ذلك ، طالما كان خزان الوقود الاجتماعي ممتلئاً.
و نظراً لأن المشاركين استخدموا مزيجاً من الاستراتيجيات ، فقد حلل الباحثون أيضاً بيانات الأنشطة الاجتماعية التقليدية و غير التقليدية بشكل منفصل.
و قد اتضح أن كلا النوعين من الأنشطة جعل المشاركين يشعرون بالاتصال و بأنهم منتمون.
و وجد الباحثون أيضاً أن أفضل تأثير في ذلك هو، عندما استخدم الناس كلا النوعين من الاستراتيجيات جنباً إلى جنب.
و هنا تقول شينا غابرييل Shina Gabriel، أستاذة علم النفس و هي من مؤلفي الدراسة في البيان الصحفي:
"هناك حاجة أساسية للروابط الاجتماعية ، تماماً مثل حاجتنا الأساسية للطعام". "و كلما زادت المدة التي نقضيها بدون هذه الأنواع من الاتصالات ، سينخفض محتوى المخزون الاجتماعي، وعندها يبدأ الناس في القلق أو التوتر أو الاكتئاب لأنهم يفتقرون إلى الموارد اللازمة.
و الأمر المهم هنا، ليس الكيفية التي تملأ بها خزان الوقود الاجتماعي ، و لكن أن يكون خزان دعمك الاجتماعي ممتلأً".
كيف يمكننا تطبيق هذا الأمر؟
هذه أخبار رائعة لأولئك الذين يتعاملون مع فقدان التفاعل الشخصي مع الآخرين خلال الأزمات.
إذ تعطي الدراسة الأمل في وجود طرق متنوعة لملء خزان الوقود الاجتماعي.
و هذه أيضاً أخبار جيدة للانطوائيين أو أولئك الذين يشعرون بالنقد لاستخدامهم طرقاً غير تقليدية لتلبية احتياجاتهم الاجتماعية.
فالرضا الذي يحصل عليه شخص ما، من قراءة كتاب مفيد، مثل الوقت الاجتماعي لشخص آخر يكون في حفلة.
قد يساعد هذا في تفسير نتيجة حديثة أخرى:
أن وقت الشاشة (الوقت الذي يقضيه الأطفال في متابعة شاشات الأجهزة الذكية) لا يضعف المهارات الاجتماعية للأطفال في سن المدرسة الابتدائية.
إذ أنه قد تم فهم وقت الشاشة على أنه شيء يفعله الأطفال بدلاً من كونه وقتاً اجتماعياً ، و لكن هذه الدراسة ألقت الضوء على هذا الأمر.
وفقاً لنموذج خزان الوقود الاجتماعي ، فعندما يبحث الأطفال عن وقت الشاشة ، فهم عندها يحاولون أن يكونوا اجتماعيين بعد كل شيء.
و السؤال هنا:
هل هذا يعني أن أطفالنا سينجحون أخيراً في جهودهم لكسب وقت غير محدود من الشاشة؟
سيتذكر الآباء الحكماء أن خزان الوقود الاجتماعي كان على أكمل وجه عندما استخدم الناس مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات.
و مع ذلك ، فإن النتائج تفسح المجال لأنماط المعيشة المختلفة.
يوضح غابرييل، "إننا نعيش في مجتمع يتم النظر باستغراب إلى الناس الذين لا يحبون حضور الحفلات". "و هناك رسائل ضمنية مفادها أن هؤلاء الأشخاص يفعلون شيئاً خاطئاً. يمكن أن يكون ضارا بهم.
و لكن الرسالة التي نريد إيصالها إلى الناس ، و التي تشير إليها بياناتنا ، هي أن ذلك ليس صحيحاً ... فهذه طرق حقيقية للشعور بالاتصال و هي مهمة جداً للناس ".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.