من المعروف أن الغضب Anger هو شعور يشعر به الجميع أحياناً ، ولكن إذا كان الشخص يشعر بالغضب في كثير من الوقت ، فمن الممكن أنه يعاني من الاكتئاب Depression.
و في كثير من الحالات بإمكان كلاً من التأمل و العلاج وإجراء تغييرات في نمط الحياة أو مزيج من هذه العلاجات أن تساعد في تخفيف الأعراض.
و في مقالنا هذا سننظر إلى العلاقة بين الغضب و الاكتئاب ، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى و تشخيص الاكتئاب. و سنناقش أيضاً خيارات العلاج لكل من الغضب و الاكتئاب.
هل يسبب الاكتئاب الغضب؟
وفقاً للباحثين ، فهناك ارتباط بين مستوى الغضب الذي يعاني منه الناس وشدة الاكتئاب.
و في دراسة عام 2013 التي شملت 536 مشاركًا كانوا يعانون من نوبات اكتئاب كبرى ، أفاد 54.5% عن شعورهم بالتهيج والغضب.
و وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية Anxiety and Depression Association of America (ADAA ، يمكن أن يظهر الاكتئاب بطرق مختلفة في أشخاص مختلفين.
و تشير جمعية القلق و الاكتئاب الأميريكية ADAA إلى أن الإناث المصابات بالاكتئاب تملن إلى الشعور بالحزن أو الذنب ، في حين أن الذكور الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للشعور بالغضب و التهيج .
ومع ذلك ، وعلى الرغم من أن هذا هو الحال بشكل عام ، فمن المهم ملاحظة أن الذكور لا يزالون يشعرون بالحزن أو الذنب ، ويمكن أن تكون الإناث سريعة الانفعال أو الغضب .
هل يسبب الغضب الاكتئاب؟
ربط مقال قديم في مجلة BJPsych Advances الشعور بالغضب بتطور الاكتئاب.
و يقترح مؤلفو المقال أن هذا الغضب ينبع من "الضعف النرجسي narcissistic vulnerability " ، و الذي يعرف بكون الشخص حساساً للغاية لأي رفض أو خسارة ملحوظة.
و قد تؤدي تجربة الرفض إلى الشعور بالغضب ، مما قد يؤدي إلى خوف الشخص من أن يؤدي غضبه إلى إتلاف علاقاته.
و قد يحولون هذا الغضب تجاه أنفسهم ، مما قد يؤدي إلى تدني احترام الذات والاكتئاب.
ومع ذلك ، فهناك القليل من الأبحاث المتاحة لدعم هذه النظرية أو إظهار أن الغضب يمكن أن يسبب الاكتئاب.
أعراض الاكتئاب :
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الغضب والاكتئاب من بعض الأعراض التالية:
- التهيج
- اليأس
- الحزن أو الفراغ
- الذنب أو الإحساس بعدم القيمة
- الإعياء
- صعوبة في التركيز
- مشاكل في النوم
- التغيرات غير المبررة في الوزن
- فقدان المتعة أو الاهتمام بالهوايات
- أفكار انتحارية
مواضيع ذات صلة
متى يجب عليك طلب المساعدة :
يجب على الشخص طلب المساعدة إذا كانت أعراضه:
- تبدأ في مقاطعة حياته اليومية
- تؤثر على علاقاته مع الآخرين
- يبدو أن الأمر يزداد سوءاً
أما إذا كان لدى الشخص أفكار تتمحور حول إيذاء نفسه أو الآخرين ، فيجب عليه طلب المساعدة في أقرب وقت ممكن.
تشخيص الاكتئاب :
من الممكن أن يقوم الطبيب بتشخيص الاكتئاب عندما يعاني الشخص من الأعراض السابقة لأكثر من أسبوعين.
و هناك أنواع مختلفة من الاكتئاب. لذا يجب على الشخص مناقشة جميع أعراضه مع الطبيب للتأكد من حصوله على التشخيص الصحيح.
العلاج :
قد يلجأ الأطباء إلى علاج الاكتئاب أو الغضب بالأدوية أو العلاج النفسي أو بكليهما معاً .
الدواء :
من الممكن أن يصف الطبيب مضادات الاكتئاب antidepressants كعلاج طبي. و يمكن أن تستغرق هذه الأدوية من 2 إلى 4 أسابيع لتبدأ في إعطاء مفعولها .
و قد تشمل الأدوية الشائعة ما يلي:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): تشمل هذه المواد فلوكستين fluoxetine، سيرترالين sertraline ، سيتالوبرام citalopram ، باروكستين paroxetine ، وإسكيتالوبرام escitalopram .
- مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs): تشمل هذه الأدوية فينلافاكسين venlafaxine ، دولوكستين duloxetine ، وديسفينلافاكسين desvenlafaxine .
و وفقاً لمراجعة منهجية أجريت في عام 2019 ، يمكن أن يكون السيرترالين فعالاً في علاج كل من الاكتئاب والغضب.
كما خلصت غالبية الدراسات إلى أن هناك العديد من الأفراد الذين عانوا من مستويات عالية من التهيج والغضب قد استجابوا بشكل جيد للسيرترالين. و بعد أسبوعين تقريباً ، بدا أن السيرترالين حسّن من مزاجهم وقلل من مشاعر الغضب لديهم .
ومع ذلك ، فقد لاحظ المؤلفون أنه لم يستجب جميع المشاركين لهذا العلاج.
العلاج نفسي Therapy :
يشمل العلاج التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية الذي قد يستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب.
و قد يجد بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والغضب أنه من المفيد المشاركة في علاج إدارة الغضب.
و من الممكن أن تشمل بعض أنواع العلاج النفسي :
1- العلاج السلوكي الإدراكي(Cognitive behavioral therapy (CBT:
و يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص في التعرف على أفكاره السلبية وتطبيق استراتيجيات التكيف.
2- العلاج بين الأشخاصInterpersonal therapy :
قد يساعد هذا العلاج الشخص على تحسين علاقته بالآخرين.
3- العلاج النفسي الديناميكي Psychodynamic therapy :
حيث يستخدم الناس هذا العلاج لمحاولة فهم الأنماط السلبية للسلوكيات والمشاعر التي تسببت بها تجاربهم السابقة.
و يعد العلاج السلوكي المعرفي هو الشكل الأكثر شيوعاً للعلاج الذي يوصي به أخصائيو الرعاية الصحية لعلاج الغضب. ومع ذلك ، تشير مراجعة أجريت في عام 2018 إلى أنها فعالة بشكل معتدل فقط.
و لا توجد حتى الآن أبحاث كافية لتأكيد فعالية العلاج في علاج الغضب.
علاجات تحفيز الدماغ :
إذا كان الشخص لا يزال يعاني من مشاعر الاكتئاب واليأس بعد تجربة العلاج بالأدوية والعلاج النفسي ، فقد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى.
و من أحد الخيارات هو العلاج بالصدمات الكهربائية ، والذي يتضمن نقل النبضات الكهربائية إلى الدماغ . إلا أن هذا العلاج ينطوي على آثار جانبية خطيرة ، بما في ذلك فقدان الذاكرة.
و قد يوصي الأطباء في بعض الأحيان بالتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة repetitive transcranial magnetic stimulation ، والذي يستخدم المغناطيس بدلاً من التيارات الكهربائية.
التغييرات في نمط الحياة والعلاجات الطبيعية :
قد يختار بعض الأشخاص تناول العلاجات العشبية herbal remedies لعلاج الاكتئاب.
ومع ذلك ، فهناك القليل من الأبحاث لإثبات أنها فعالة في علاج الاكتئاب.
حيث تشمل بعض المواد التي درسها الأطباء ما يلي:
- الأحماض الدهنية أوميغا -3
- أدينوزيل مثيونين إس S-adenosylmethionine
- نبتة سانت جون St. John’s wort
و بالإضافة إلى هذه المكملات ، فقد تساعد بعض ممارسات نمط الحياة في رفع مزاج الشخص. وتشمل هذه الممارسات ما يلي :
- الانخراط في تمرين منتظم
- قضاء الوقت مع أحبائهم
- تناول نظام غذائي صحي
و يشير بعض الأشخاص أيضاً إلى أن العلاجات البديلة - مثل الوخز بالإبر ، والتأمل ، والتاي تشي ، واليوغا - يمكن أن تعزز مزاجهم.
و يعتبر العلاج بالضوء هو خيار علاجي بديل آخر.
و هو ينطوي على تعريض الشخص لصندوق ضوء خاص. يمكن للضوء أن يساعد في تنظيم إنتاج الميلاتونين melatonin ، وهو عبارة عن مادة كيميائية تلعب دوراً مهماً في دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للشخص.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي. كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة و الاكتئاب: العلاقة المفاجئة بين الاكتئاب و السعي خلف السعادة