إن تعلم إدارة الأشخاص -في حياتنا- أولئك الذين يعانون من التوتر ليس بالأمر السهل. و كما هو معلوم فإن الكثير من الأشخاص يعانون من زملائهم في العمل، الذين يجعلون وظائفهم أكثر صعوبة
أو قد يعانون من بعض أفراد عائلاتهم و بعض أصدقائهم، من الذين -في أحسن الأحوال- قد لا يدركون تأثيرهم السلبي ، أو في أسوأ الأحوال يستمدون بعض الرضا من تأثيرهم السلبي هذا.
و من بين العديد من المشاعر السلبية التي يمكن أن تنشأ من التعامل مع الأشخاص الصعبين ، فإن معظمها سيتلخص في النهاية في الضغط العاطفي emotional stress، وهو القاتل بالتأكيد.
و للعلم فقد كان التوتر موضوعاً للعديد من الدراسات في بحث مخصص للصحة و الرفاه (أو على العكس من ذلك ، المرض) ، و قد ثبت أن له تأثيراً دائماً على حالة الإنسان العقلية و صحته الجسدية.
إدارة التوتر و كذلك الأشخاص الذين يسببونه
جميعنا يواجه ضغوط يومية مختلفة. و يمكن أن يكون بعض هذه الضغوطات متوقعاً أو حتى روتيني. أما البعض الآخر فقد يفاجئنا.
و في كلتا الحالتين ، يجب علينا التعامل مع مستوى معين من التوتر كل يوم ، و في معظم الوقت ، نقوم بذلك دون التفكير في الأمر.
و لكن لا يزال هناك العديد من الظروف و الحالات التي يتعين علينا فيها بذل جهدٍ واعٍ للتعامل مع التوتر ، و سيكون التعامل مع الأشخاص "المسممين" الذين يعانون من التوتر، هو واحد منها فقط.
و سواءً أكانت أفعالهم محبطة أو قاسية أو سلبية ، فإن أفضل نهج للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من التوتر هو أن تكون أفعالك استباقية، و تتعلم كيفية التعامل معهم و مع التوتر الذي تشعر به حيال أفعالهم.
فيما يلي خمس نصائح رائعة لتعلم كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من التوتر:
1. كن استباقياً
بما أنك قد تعاملت مع هذا الشخص (الذي يعاني من التوتر) من قبل ، فربما يمكنك لعب الموقف في رأسك.
و قد تعرف بالضبط ما الذي سيفعله. و عليه فعليك استخدام هذه المعرفة لتقرر ما ستفعله. كن استباقياً وقرر مسبقاً كيف تريد التعامل مع الموقف و التزم بهذه الخطة.
و قد تجد هذا القرار أسهل من البقاء بحالة من الخوف أو السلبية قبل اللقاء ، و هو بالتأكيد أفضل من البدء بالموقف بدون خطة.
2. سيطر على رد فعلك
إن الشخص الذي لا يبالي لديه قوة هائلة. فإذا كان شخص ما يزعجك بسبب تصرفاته ، أو ما يقوله ، أو ما يعتقده ، اسأل نفسك: "لماذا أهتم؟"
و بالتأكيد فإنه لا يمكنك تغيير (أو التحكم في) الأشخاص ، و لكن يمكنك التحكم في كيفية تفاعلك معهم.
و ذلك من خلال تملُّك قوة استجابتك و رد فعلك بين يديك ، فأنت بذلك لا توفر حاجزاً وقائياً فحسب ، بل يمكنك أيضاً التخلص من طاقتهم بعيداً عنك.
3. لا تدخل بحالتهم (الشخاص المتوترين) العاطفية
سيحاول الأشخاص المتوترين أن يأخذوك في رحلة عاطفية معهم. يغضبون ، فتغضب ، و يبدأ الصراخ.
إنهم يحزنون ، فتحزن و يخيّم الحزن على الجميع. ننصحك بألا تركب حافلتهم العاطفية.
استمع و تحدث و تواصل ، و لكن لا تدعهم يتحكمون بك عن طريق إثارة المشاعر السلبية -غير الضرورية- لديك.
4. اعرف ما تحتاجه و حدد أهدافك
عندما تقابل شخصاً يعاني من التوتر ، تعرف مسبقاً على ما تحتاج إليه من اللقاء معه..
ما هي أهدافك؟
ضع هذه الأهداف في الاعتبار عند البدء في الحديث و عند انحساره، و أثناء المحادثة.
غيّر مجرى الحديث بناءً على أهدافك. و إذا تمكنت من تحقيق أهدافك ، فقد تعلمت كيفية التعامل مع هذا الشخص.
5. لا تركِّز و تمعن النظر في تفاصيل الكلام
بعد لقائك مع شخص متوتر ، لا تفكر كثيراً و تركِّز في حالته و مشاعره.
و إذا سارت الأمور بشكل سيء و دخلت في الموجة، فابذل قصارى جهدك لتصحيحها أو الابتعاد عن الحديث أو المكان.
و لابد لك من أن تعلم أن الشخص المتوتر لا يفكر بك، و أن عينه على الضحية التالية. فلا تدع التفاعل المجهد يفسد بقية يومك.
و مع ذلك ، يمكنك محاولة التعلم من تجربتك الحالية، و وضع خطة في المرة القادمة، و التي تكون فيها في هذا الموقف و من ثم ابدأ بنصيحتنا هذه.