يمكن أن تتداخل المشاكل الصحية ، حتى الصغيرة منها ، أو حتى تلقي بظلالها على جوانب كثيرة من حياتك. و بالتأكيد فإنه، حتى المشاكل الصحية البسيطة نسبياً، مثل الأوجاع و الآلام و الخمول و عسر الهضم، تؤثر سلباً على مستويات السعادة happiness و التوتر stress لديك.
و يعتبر الالتزام بـ العادات الصحية، إحدى الطرق لتحسين قدرتك على التأقلم مع التوتر و الشعور بالتحسن.
و من جهة أخرى، يمكن أن تضيف العادات الصحية السيئة ضغوطًا على حياتك، و قد تلعب أيضاً دوراً سلبياً، في مدى قدرتك على التعامل مع الإجهاد. إذ أن الضغط الناجم عن سوء الصحة كبير للغاية. و بالتأكيد فإن التحديات الصحية تؤثر أيضاً على مجالات أخرى من حياتك.
و يمكن للمشاكل الصحية أن تجعل المهام اليومية أكثر تحدياً ، و قد تخلق ضغطاً مالياً ، بل و قد تعرض قدرتك على كسب لقمة العيش للفشل.
و يمكن أن يؤدي التوتر -نفسه- إلى تفاقم المشاكل الصحية من نزلات البرد إلى الأمراض، و إلى الأمراض الأكثر خطورة ، لذا فإن الحفاظ على العادات الصحية يمكن أن يؤتي ثماره على المدى الطويل.
و فيما يلي بعض العادات الصحية التي لها تأثيرٌ كبير على حياتك و جسمك:
تناول نظاماً غذائياً صحياً للأسباب الصحيحة
بدلاً من تناول الطعام -فقط- من أجل الظهور بمظهر أفضل في الملابس التي ترتديها ، فإنه يجب عليك أيضاً الالتزام بتناول الأطعمة التي من شأنها تعزيز مستويات الطاقة الخاصة بك، و الحفاظ على سلامة. و ذلك لأن ما تأكله لا يؤثر فقط على صحتك على المدى القصير و الطويل ، بل يمكن أن يؤثر على مستويات التوتر لديك أيضاً.
و بالفعل فإنه من الصعب جداً التعامل مع التوتر، إذا كنت جائعاً، أو إذا كنت تعاني من سوء التغذية. و يمكن أن يجعلك الجوع أكثر تفاعلًا عاطفياً اتجاه الضغوطات ، و ذلك من شأنه أن يجعلك متهيجاً أو حتى غاضباً في مواجهة الإزعاج اليومي البسيط. و قد تكون مراقبتك لما تأكله، أداةً مهمة لإدارة التوتر، بالإضافة إلى الحفاظ على صحتك و رفاهيتك.
و هناك سببٌ آخر، يعتبر فكرة جيدة للحفاظ على نظام غذائي صحي، هو أن نظامك الغذائي يمكن أن يكون له تأثير على مزاجك mood. ففي حين أن آثار النظام الغذائي غير الصحي تراكمية، و تصبح أكثر وضوحاً على المدى الطويل ، فإنك ستكون أقل عرضة للشعور الجيد على المدى القصير إذا كنت تتناول نظاماً غذائياً معتمداً على الأطعمة المتخمة بالسكر أو الأطعمة الدهنية أو تلك الخالية من العناصر المغذية.
و قد تشمل بعض الآثار المباشرة لنظام غذائي رديء الشعور بـ:
• الخمول
•الغضب
• المزاج المتقلب
• الإرهاق
• الجوع
• الضعف
و من جهة أخرى فإن تناول الطعام بشكل جيد، له عواقب مهمة طويلة المدى ، و لكنه قد يساعدك أيضاً على الشعور بالنشاط و التفاؤل على المدى القصير أيضاً.
و بالتأكيد فإنك إذا ذكرت نفسك أن ما تأكله الآن سيؤثر على شعورك في الساعات القادمة ، فقد يكون من الأسهل الالتزام بنظام غذائي صحي.
اجعل النوم أولوية
يمكن أن يكون للنوم تأثيرٌ خطير على صحتك العامة و رفاهيتك. ننصحك بأن تلتزم بالحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً. ة بالفعل إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم ، فقد تكون أقل إنتاجية و أقل حدة ذهنياً، و أكثر عرضة لآثار التوتر و الإجهاد.
بعض العادات الصحية الجيدة (للنوم) التي يمكن أن تساعدك في ذلك:
• حاول الحصول على ثمان ساعات كاملة من النوم كل ليلة
• تجنب الكافيين بعد وقت الظهر
• تجنب تناول الأطعمة -في المساء- التي قد تأخر نومك
• اذهب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة ؛ و استيقظ في نفس الوقت كل صباح
• اخلق بيئة نوم مريحة. تأكد من أن سريرك مريح، و حافظ على الغرفة في درجة حرارة مثالية للنوم (بين 60 و 67 درجة فهرنهايت)
• واظب على أية تقنية مهدئة مثل التأمل لمساعدة نفسك على الاسترخاء كل ليلة قبل النوم
و قد تتفاجأ بمدى قلة التوتر الذي ستشعر به لاحقاً عندما تنام بشكلٍ جيد. إذ يمكن أن يساعد اتباع الاستراتيجيات الجيدة، إذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على نوم جيد عند شعورك بالتوتر. فإنك لن تنام بشكل أفضل فحسب ، بل ستشعر بتحسن طوال اليوم.
حدد عادة اللياقة البدنية التي تناسبك
لقد سمعنا جميعاً النصيحة التي تقول، تناول الطعام بشكل صحيح و مارس الرياضة ، و لكن قد يكون من الصعب الاستمرار على التمارين الرياضية بجدول حياة مزدحم ، و خاصة عندما تشعر بالإرهاق من التوتر و الإجهاد. و يمكن أن تكون إحدى الإستراتيجيات الفعالة لجعل اللياقة البدنية جزءاً منتظماً من حياتكن هي بناء عادة رياضية بالترافق مع عاداتك الأخرى - إما إرفاق التمرين الرياضي بروتينك الصباحي ، أو بعادات وقت الغداء ، أو جعلها جزءاً منتظماً من المساء.
و على سبيل المثال ، إذا كنت جعلت وقت الركض الصباحي جزءاً من روتينك للذهاب للعمل، فمن المرجح أن تقوم به بشكل مستمر و منتظم، فيما لو انتظرت حتى تخصص وقتاً للركض إلى أن تتاح لك نصف ساعة فراغ ، و خاصة إذا كنت تعيش حياة مزدحمة مثل معظم الناس و تعود متعباً في نهاية اليوم.
و هناك طريقة أخرى مهمة لتسهيل التمرين الرياضي، و هي اختيار نشاط تستمتع به بالفعل. و قد تتضمن هذه الأنشطة بعض الأمثلة التالية: المشي أثناء الاستماع إلى كتاب مسموع أو حضور فصل في صالة الألعاب الرياضية حيث تزيد الموسيقى الجيدة من مستوى طاقتك. و بالتأكيد فإن إرفاق النشاط مع شيء تستمتع به يعني أنه من المرجح أن تلتزم به، و يعتبر ذلك من العادات الصحية التي ننصحك بالانتباه لها.
إذاً، ابحث عن نوع من التمارين الرياضية التي ترغب في القيام بها ، ثم ابحث عن وقت يمكنك فيه جعل التمرين متوافقاً مع جدولك الزمني.
راقب ما تضعه داخل جسمك
تجنب وضع المواد غير الصحية في جسمك ؛ فيمكن أن يؤثر النيكوتين و الكحول الزائد و حتى الكافيين المفرط على صحتك على المدى الطويل ، و لكن يمكن لذلك -أيضاً- أن يجعلك تشعر بالسوء بشكل عام في حياتك اليومية.
و في الواقع ، من المفيد لك -أيضاً- تفادي السماح لأنماط التفكير السامة بمفاقمة مستويات التوتر لديك. و في النهاية ننصحك بالبحث عن طرق أكثر صحية لإدارة الإجهاد و التوتر لديك ، عندها ستستمتع بفوائد صحية مزدوجة، من خلال العادات الصحية الجيدة، و إدارة التوتر ايضاً.