يعتبر المديح و الثناء استراتيجية انضباط بسيطة، و لكنها فعالة للغاية، من شأنها أن تزيد من السلوك الجيد لدى الطفل .
فالإشارة إلى أن الطفل يتبع القواعد، أو إخباره بأنك تقدر امتثاله لتعليماتك، سيحفزه ذلك على مواصلة العمل و السلوك الجيد.
الاهتمام الإيجابي مقابل الاهتمام السلبي
تخيل أنك واقف في غرفة مع ثلاثة أطفال، يلعب اثنان بهدوء مع ألعابهم، في حين أن الطفل الثالث يركض بعنف ، و يقفز على الأثاث، و يصرخ. فمن هو الطفل الذي من المرجح أن يلفت انتباهك؟
إذا كنت مثل معظم الآباء ، فقد تعطي الطفل الذي يسيء التصرف المزيد من الاهتمام.
و لكنك -على كل حال- إذا أثنيت على الأطفال الذين يتصرفون بشكلٍ جيد، فسيمكنك تغيير الوضع بأكمله. فقول ، "واااو ، أنا أحب الطريقة التي تجلس بها هناك بهدوء و أنت تلعب بألعابك" ، قد يحفز الطفل الذي يسيء التصرف، على التصرف بشكل أفضل.
بيد أنه -و كما هو ملاحظ منا جميعاً- فإنه من السهل ترك السلوكيات الجيدة -في الغالب- تمر بدون أن يلاحظها أحد.
و لكن بالتأكيد، عندما لا يحظى الأطفال بالاهتمام المناسب، فإنهم غالباً ما يفعلون كل ما يتطلبه الأمر للفت الانتباه ، و هذا يعني أحياناً سوء التصرف.
و من جهة أخرى فإنك عندما تعطي طفلك اهتماماً إيجابياً اتجاه سلوكه الجيد ، فإنه سيكون أقل احتمالاً للتصرف بطريقة غير جيدة.
ثناء السلوكيات يمكن أن يساعد بشكلٍ كبير
يمكن أن يشجع المديح و الثناء مجموعة متنوعة من السلوكيات الجيدة. تكلم مع طفلك بلطف و اشرح له ما تريد بشكلٍ واضح.
و بالتأكيد فإن التعزيز الإيجابي سوف يشجعه على الاستمرار.
و فيما يلي بعض السلوكيات المحددة التي يمكن أن تستجيب بشكل خاص للثناء و المديح:
• السلوك الاجتماعي الإيجابي Prosocial behavior - امتدح طفلك على المشاركة ، و على التناوب بأخذ الأدوار، و استخدام الكلمات اللطيفة ، و التوافق مع الآخرين.
• الامتثال Compliance - امتدح طفلك لاتباعه القواعد و الاستماع إلى تعليماتك و توجيهاتك. و تذكر بأن تنتبه جيداً، عندما يلعب طفلك بهدوء أو عندما يستمتع بلعبه.
• الجهد Effort – إن الثناء و المديح على طفلك عندما يتعلم مهارة جديدة ، يمكن أن يشجعه على الاستمرار في المحاولة.
و على سبيل المثال ، إذا أثنيت على طفلك لاستعداده للمحاولة الصعبة أو لقدرته على التحلي بالصبر أثناء تعلمه ، فسيزيد ذلك من دوافعه للاستمرار في المحاولة.
لابد لك من جعل الثناء فعالاً
سيكون للثناء و الاهتمام الإيجابي دورٌ كبير عندما يتم تقديمهما بشكل مناسب. و فيما يلي بعض الطرق لجعل مديحك و ثناؤك فعالاً -بشكل متميز- في تشجيع السلوك الجيد لـ الطفل:
• تقديم ملاحظات فورية و متكررة. قدم مديحاً متكرراً، إذا كان طفلك يلعب بهدوء لفترة طويلة من الزمن، أو إذا كان يعمل بجدٍ في مشروعٍ طوال فترة ما بعد الظهر.
• اجعل الثناء محدداً و مخصصاً. بدلاً من قول "عملٌ جيد" ، يمكنك أن تقول: "عملٌ رائعٌ، أن تضع الصحن في حوض الجلي، عندما طلبت منك ذلك". فهذا يجعل الأمر أكثر وضوحاً، بأن تشيد بالتزامه الفوري.
• أطِّر مديحك بإطارٍ إيجابي. بدلاً من أن تقول: "عملٌ لطيف ألا تبكي" ، يمكنك أن تقول: "أنا فخورٌ بك لأنك حافظت على هدوئك، عندما قلت لك إنه لا يمكنك الخروج".
و كذلك يمكنك الإشارة بوضوح إلى السلوكيات التي تريد أن ترى المزيد منها، و ليس إلى السلوكيات التي تأمل في تقليلها. أيضاً، لا تخلط المديح بالنقد ، و إلا سيفقد فعاليته.
• امدح الجهد ، وليس النتيجة. إن الثناء يمكن أن يبني احتراماً صحياً للذات عند استخدامه لتوضيح جهد الطفل. فبدلاً من الثناء على طفلك للحصول على درجة 100/100 ، امتدح رغبته في الدراسة للاختبار، و بذله لجهده.
• قدِّم الثناء الحقيقي. بدلاً من قولك ، "أنت أذكى طفل على الإطلاق" ، أو "أنت أفضل لاعب كرة قدم في المدرسة بأكملها" ، يتوجب عليك مدح طفلك و الثناء عليه بشكلٍ واقعي، قل أشياءً مثل "أنت عداءٌ جيد" أو "أنت تقوم بعمل رائع لإنجاز واجبك المنزلي."
• تجنب التصنيفات. فالتصنيف ، حتى لو كان إيجابياً ، فهو ليس فكرة جيدة. إن الإشارة إلى طفلك على أنه "عبقريك الصغير" أو "نجم كرة قدم" ، قد يتسبب في اعتقاد الطفل أن هذا ما هو معروف به. ركز مديحك على سلوكه ، و ليس على صفاته.
دمج الثناء في خطة الانضباط الشاملة
يمكنك منع الكثير من السلوكيات السيئة لدى طفلك، عن طريق دفعه ليكون جيداً. و لكن عندما يخرق طفلك القواعد ، فمن المهم أن فرض "إجراءات عقابية" من شأنها أن تردعه عن إساءة التصرف في المستقبل.
و عندما يعاني طفلك من مشكلة سلوكية محددة ، قم بوضع خطة واضحة لكيفية استخدام المديح لتشجيع السلوك الجيد.
على سبيل المثال ، إذا كان يضرب شقيقه عندما يكون غاضباً ، فاستثمر طاقتك في الثناء عليه لاستخدام الكلمات الرقيقة و اللمسات اللطيفة و مهارات حل المشاكل.