السلوك
مشاكل السلوك لدى الطفل العادي و غير العادي

عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين مشاكل السلوك الطبيعي وغير الطبيعي ، فمن المهم معرفة القليل عن نمو الطفل و تطوره .

و بالتأكيد من المتصور أن يكسر الأطفال القواعد في بعض الأحيان. إذ يعتبر اختبارهم للحدود هي الكيفية التي يتعلمون فيها عن أنفسهم وعن العالم.

و بذلك يتعلمون من العواقب التي تفرضها عليهم دروساً مهمة في الحياة.

ومع ذلك ، يمكن أن تكون  في بعض الأحيان ، مشاكل السلوك علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة.

لذا ، إليك عزيزي القارئ كيفية معرفة ما إذا كان سلوك طفلك السيء يقع في نطاق "مشاكل السلوك الطبيعي".


العلامات التحذيرية لمشاكل السلوك :

عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين مشاكل السلوك الطبيعي وغير الطبيعي ، فمن المهم معرفة القليل عن نمو الطفل و تطوره .

إذ ما يعتبر أمراً طبيعياً بالنسبة لمرحلة ما قبل المدرسة لن يكون طبيعياً بالنسبة للمراهق. وفيما يلي بعض علامات التحذير العامة التي قد تشير إلى وجود مشاكل سلوك أكثر خطورة.


الصراع من أجل إدارة العواطف :

على الرغم من أنه من الطبيعي أن يعاني الأطفال في سن ما قبل المدرسة من نوبات غضب عرضية ، إلا أن الأطفال الأكبر سناً يجب أن يكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم بطريقة مناسبة من الناحية الاجتماعية .

فإذا لم يستطع طفلك التحكم في غضبه أو إحباطه أو خيبة أمله بطريقة مناسبة للعمر ، فقد يواجه مشكلة عاطفية كامنة.


تحكم ضعيف في مسألة ضبط النفس :

يتطور التحكم في الاندفاع و مسألة ضبط النفس  Impulse control ببطء مع مرور الوقت.

و من المحتمل أن يحتاج الأطفال الذين يصبحون عدوانيين بعد بدء المدرسة ، أو الأطفال الذين يصرخون على معلمهم كمراهقين ، إلى المساعدة في تطوير مهارات أفضل.


الإخفاق في الاستجابة للانضباط وقواعد السلوك :

من الطبيعي أن يكرر الأطفال أخطائهم من وقت لآخر لمعرفة ما إذا كان أحد الوالدين سيتابع تطبيق قواعد الانضباط.

ولكن ، ليس من الطبيعي أن يظهر الطفل السلوك ذاته بشكل متكرر إذا كنت تطبق نظاماً ثابتاً.

لذلك ، و إذا استمر طفلك في إظهار نفس السلوك السيئ بغض النظر عن العواقب ، فقد يكون هناك مشكلة.


الصراع في المدرسة :

إن السلوك الذي يتعارض مع المدرسة ليس شيئاً يجب تجاهله.

فقد يشير هذا السلوك الخاطئ إلى وجود اضطراب سلوك كامن .

حيث أن الخروج من الصف ، و الانخراط في عراك ما في الاستراحة ، وصعوبة البقاء في المهمة أو واجب ما كلها علامات تحذير محتملة.


يعاني من صعوبة في التفاعلات الاجتماعية :

عندما يتداخل السلوك مع التفاعل الاجتماعي ، فهذا سبب للقلق.

فمن الطبيعي أن يكون لدى الأطفال مشاجرات مع أقرانهم ، ولكن إذا كان سلوك طفلك يمنعه من تكوين صداقات ، فهذه مشكلة.و يجب أن يكون الأطفال قادرين على تطوير علاقات صحية مع أقرانهم و الحفاظ عليها .


يظهر سلوكاً جنسياً معيناً :

تعتبر السلوكيات الجنسية غير المناسبة للنمو بمثابة علامة تحذيرية . فعلى سبيل المثال ، من الطبيعي أن يكون الأطفال فضوليين بشأن الجنس الآخر ويرغبون في معرفة مصدر الأطفال. لكن السلوك الجنسي يجب ألا يكون قسرياً أبداً في أي عمر.


الانخراط في إيذاء النفس :

ينبغي الانتباه بشدة إلى  أي وقت ينخرط فيه  شخص ما في إيذاء نفسه أو يتحدث عن الانتحار. إذ تعتبر السلوكيات مثل ضرب رؤوسهم أو حرق أنفسهم أو جرح أنفسهم جميعها يجب تقييمها من قبل أخصائي الصحة العقلية .

كما أنه  من المهم أيضاً أن يتم تقييم الطفل من قبل متخصص إذا كان هناك أي حديث عن الانتحار.


السلوك العادي ما قبل المدرسة  :

من الطبيعي بالنسبة لأطفال ما قبل المدرسة أن يجادلوا و يمارسوا حقهم في قول "لا" بينما يسعون إلى الاستقلال .

و هم عادة ما يتأرجحون بين المطالبة بأنهم أطفال كبار يمكنهم القيام بكل شيء بمفردهم ، و استخدام حديث الطفل للإعلان عن حاجتهم إلى المساعدة في إنجاز مهمة بسيطة.

و قد يظهر الأطفال في سن ما قبل المدرسة نوبة غضب عرضية ولكن يجب أن يكتسبوا المزيد من السيطرة على عواطفهم ودوافعهم مقارنة بالوقت الذي كانوا فيه صغاراً . إذ  أي نوبات غضب في هذه المرحلة يجب أن تكون أقصر وأقل حدة من الطفل الصغير في سنواته الأولى .

و تعتبر المهلة Time-out  تقنية تأديبية رائعة لمرحلة ما قبل المدرسة. فهم يتوقون إلى الانتباه وإخراجهم من الحدث يمكن أن يكون له نتيجة كبيرة. كما يعد تجاهل السلوك الخاطئ المعتدل إستراتيجية تأديبية رائعة أخرى لمرحلة ما قبل المدرسة.


السلوك العادي لطلاب المدارس الابتدائية :

السلوك

يتحمل أطفال المدارس الابتدائية المزيد من المسؤولية ،  إلا أنهم غالباً ما يريدون حرية أكبر مما يمكنهم تحمله.

و من المحتمل أن يحتاجوا إلى قدر لا بأس به من التوجيه عندما يتعلق الأمر بالأعمال المنزلية ، واستكمال واجباتهم المنزلية والعناية بنظافتهم.

و قد يجدون صعوبة في التعامل مع الفشل، عندما يبدأون في حل المشاكل من تلقاء أنفسهم ويجربون أنشطة جديدة .

و يمكن أن تكون أنظمة المكافآت فعالة للغاية في هذا العمر.

لذلك يجب عليك في هذه المرحلة العمرية استخدام تقنيات الانضباط الإيجابية ، التي تكافئ السلوك الجيد ، وتطبيق عواقب منطقية عند كسر القواعد.

كما يتوجب عليك أن توفر الكثير من الفرص لطفلك لممارسة اتخاذ قرارات جيدة ، مع تقديم الكثير من الإرشادات.


السلوك الطبيعي للمراهقين الصغار :

عندما يبلغ الأطفال عمر العشر سنوات ، غالباً ما يأتي استقلالهم الناشئ من "موقفهم" تجاه آبائهم.

و من الطبيعي أن يتصف سلوك المراهقين بالمعارضة وبأنه مثير للجدل بشكل معتدل  لاسيما عندما يبدأون في محاولة الانفصال عن آبائهم.

و قد يعاني المراهقون من المهارات الاجتماعية وقد يبلغون عن خلافات متكررة مع الأصدقاء. كما أنهم يميلون إلى عدم القدرة في التعرف على العواقب طويلة المدى لسلوكهم.

و يحتاج المراهقون إلى اهتمام إيجابي لتعزيز سلوكهم الجيد خلال هذه السنوات الصعبة.

و هم غالباً ما يستفيدون من أنظمة المكافآت ، وخاصة نظام الاقتصاد الرمزي token economy system .

حيث يمكن لنظام الاقتصاد الرمزي أن يقلل من الصراعات على السلطة أو الصلاحيات ويعطي المراهقين حافزاً إضافياً للتصرف بمسؤولية. 


السلوك الطبيعي للمراهقين الكبار :

المراهقين

يحب المراهقون أن يعتقدوا بأنهم في الغالب أشخاص بالغون ، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى المساعدة في اتخاذ قرارات صحية.

كن عزيزي المربي مستعداً للتعامل مع مجموعة متنوعة من المراحل التي قد يدخلها ابنك المراهق وهو يحاول تحديد هويته كفرد.

وعلى سبيل المثال ، من الشائع للمراهقين تغيير المجموعات الاجتماعية أو اختبار تسريحات الشعر أو أنماط الملابس الجديدة أثناء محاولتهم تحديد هويتهم.

كما يجب أن يطورالمراهقون الانضباط الذاتي self-discipline عندما يتعلق الأمر بأداء واجباتهم المنزلية أو إنجاز الأعمال في الوقت المحدد.

و هم قد يميلون إلى أن يكونوا مزاجين  إلى حد ما ، وبعض حالات يعتبر عدم الامتثال للأوامر والتحدي المعتدل أموراً طبيعية.

لا يزال بإمكان الشباب الأصغر سنًا الاستفادة من أنظمة الاقتصاد الرمزية ، كما يجب أن يفقدوا الامتيازات في حال أساؤوا السلوك .

و غالباً ما يكون حل المشكلات طريقة فعالة جداً للتعامل مع سوء السلوك لدى المراهقين.

فطالما يعيش ابنك المراهق تحت سقفك ، من المهم وضع قواعد واضحة ومتابعة العواقب.


كيفية معالجة مشاكل السلوك :

غالباً ما يمكن معالجة مشاكل السلوك البسيطة عن طريق إجراء بعض التغييرات على استراتيجيات الانضباط.

ابحث عزيزي الوالد عزيزتي الوالدة، عن طرق لجعل الانضباط أكثر فعالية. و على سبيل المثال ، إذا كنت تقوم بمعاقبة طفلك لعدم أداء واجبه المنزلي ، فحاول تقديم نتيجة إيجابية تحفزه على القيام بعمله.

أما إذا كانت تنتابك مخاوف بشأن سلوك طفلك ، أو إذا كانت استراتيجيات الانضباط لا تعمل ، فعندها يجب عليك التحدث إلى طبيب طفلك.

حيث يمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كان سلوك طفلك طبيعياً أو ما إذا كانت هناك حاجة إلى إحالته إلى أخصائي.

كما قد يكون من الضروري إجراء تقييم شامل لمساعدة طفلك على العودة إلى المسار الصحيح.


عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

اضطراب السلوك conduct disorder لدى الأطفال واختلافات التوصيلات الدماغية المحددة

تقنيات تعديل السلوك لدى الطفل

تعديل السلوك لدى الأطفال : كيفية تشكيل و إدارة سلوك طفلك الصغير


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل