الاهتمام الإيجابي بـ الطفل : كيف يمكن أن يقلل من مشاكل السلوك لديه؟

أم و طفلة تلعبان
الاهتمام الإيجابي بـ الطفل : كيف يمكن أن يقلل من مشاكل السلوك لديه؟

من الممكن أن يقلل "وقت الاهتمام time in " يومياً الحاجة إلى "المهلة  أو العزل المؤقت time-out  "


إن وجود علاقة صحية وإيجابية مع طفلك أمر بالغ الأهمية لعدة أسباب - حتى مسألة الانضباط.

إذ عندما تكون لديك علاقة صحية مع أطفالك  ، فإن طفلك سيسعى جاهداً لبذل قصارى جهده تحت قيادتك.

و ما عليك عزيزي القارئ إلا أن تفكر في هذا الأمر على هذا النحو : هل ستكون أكثر تحمساً و تحفيزاً  من قبل مدرب لئيم لم يكن يعجبك أو بواسطة مشرف كنت تكن له الاحترام ؟

إذ أنك و في حال كنت كمعظم الناس ، فأنت ستقوم بعملك الأفضل عندما تكون تحت إشراف قيادة عظيمة.

وهكذا فإن الآباء والأمهات الذين يجيدون القيادة الجيدة والذين يحترمهم أطفالهم هم في الغالب الأكثر قدرة على تحفيز أطفالهم ليحسنوا التصرف .

و لذلك تعتبر مسألة  إعطاء طفلك الكثير من الاهتمام  واحدة من أفضل الطرق لتكون قائداً جيداً.

كما أن إعطاءك جرعات يومية من الاهتمام الإيجابي لطفلك  تقلل من المشاكل السلوكية .

و لكن هذا لا يعني أن عليك أن تقوم بتكريس كل ساعة من ساعات يقظتك لطفلك.

و لكن بدلاً من ذلك ، فإن جودة الوقت الذي تقضيه معه هي مفتاح تقوية صلتك به .


الكيفية التي يساعد فيها  الاهتمام الإيجابي الأطفال :

عندما يتلقى الأطفال جرعات منتظمة من الاهتمام الصحي والإيجابي ، فإن ذلك من شأنه أن  يقلل من سلوكياتهم الساعية إلى جلب الانتباه.

حيث سيكون الأطفال أقل عرضة للتذمر ، أو طرح السؤال ذاته مراراً وتكراراً ، أو البدء في الضغط على إخوانهم عندما يتم إعطاؤهم جرعات منتظمة من الاهتمام الإيجابي.

و يقوم الاهتمام الإيجابي بجعل العواقب السلبية أكثر فعالية.

ويستجيب الأطفال بشكل أفضل للمهلة  time-out  (و هو شكل من أشكال التعديل السلوكي الذي يتضمن فصل الشخص مؤقتاً عن البيئة التي حدث فيها سلوك غير مقبول) عندما يتلقون "وقتاً منتظماً".

فالطفل الذي لا يحظى بالكثير من الاهتمام لن يهتم عندما يتم إرساله إلى المهلة time-out. كما لن ينجح التجاهل الانتقائي elective ignoring إذا شعر طفلك أنه تم تجاهله كثيراً من الوقت على أي حال.

و بالإضافة إلى ذلك ، يساعد الاهتمام الإيجابي في بناء علاقة صحية مع طفلك. فعندما تكون صلتك وثيقة ومتينة بطفلك  ، فإن العواقب الإيجابية ، مثل الثناء ، ستصبح أكثر فاعلية.


تقديم جرعات يومية من الاهتمام الإيجابي :

امنح كل طفل من 10 إلى 15 دقيقة من انتباهك الكامل كل يوم. و قد لا يبدو هذا كثيراً بالنسبة لبعض الآباء .

أما بالنسبة للآخرين (وخاصة الآباء الذين لديهم أطفال متعدّدون) ، قد يشكل إعطاء الطفل الاهتمام لمرة واحدة تحدياً .

لذلك قم بتخصيص وقت للقيام بنشاط ما معاً .

و بإمكانك مثلاً أن تلعب لعبة لوحية board game (مثل الشطرنج أو الداما ) ، أو  يمكنك أن تشترك معه في لعب خيالي ، أو أن تقوم باللعب مع طفلك بألعابه .

أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً ، فيمكنك الذهاب في نزهة أو قضاء بعض الوقت في التحدث. و لا بأس أن  تسمح لطفلك ، عند الإمكان ، أن يقوم باختيار النشاط.

و لكن تجنب استخدام الإلكترونيات ، مثل لعب لعبة فيديو ، لأن الهدف من وقتك يجب أن يكون حول القيام بشيء يتطلب منك التفاعل مع بعضكم البعض.


جعل الوقت الذي تقضيه برفقة طفلك مؤثراً و رائعاً :

إنني أعتقد أن مدة عشر دقائق ليست بالوقت الكثير . لكن من المهم أن تساعد طفلك على الشعور بأنه محبوب و مسانَد من خلال إظهار الاهتمام بأنشطته. و إليك الكيفية التي يمكنك من خلالها جعل وقتك فعّالاً و رائعاً معه : 

إزالة الملهيات خلال  قضاء وقتك معه . و هنا أنصحك بأن تقوم بإطفاء جهاز التلفزيون ، و أن تفصل نفسك عن الأطفال الآخرين في المنزل عندما يكون ذلك آمناً ، وأن تضبط هاتفك على الوضع الصامت - و كل ذلك سيكون لبضع دقائق فقط. وأظهر لطفلك أنه يحظى باهتمامك الكامل وغير المجزأ.

تجنب طرح الكثير من الأسئلة. و إذ  أن استجوابه من خلال طرح أسئلة معينة مثل :"ما لون هذا؟" يمكن أن تجعله يشعر وكأنه يمثل . كما أن طرح أسئلة مثل "كيف كانت المدرسة اليوم" ، يمكن أن يتسبب في انغلاق طفلك على نفسه عندما يحاول اللعب معك.
التعليق على لعب الأطفال الصغار. كن لاعباُ رياضياً يقدم لعبة تلو الأخرى. و قل ، "انظر ، لقد وضعت حوض الاستحمام على السطح" ، بدلاً من "لماذا ستفعل ذلك؟" و حاول الاسترخاء والدخول إلى عالم طفلك.
دع طفلك يحلق بعيداً بخياله . إذ عليك أن تقاوم الرغبة في تصحيح أداء طفلك.  و ألا تجادله إذا كان يريد تلوين الفيل باللون الأخضر أو أن يقول أن الأبقار تقود الطائرات. و بدلاً من ذلك ، قل ، "واو ، هذا فيل أخضر رائع" أو " إن تلك الأبقار تحلق فعلاً  كربان الطائرة !"

التغلب على العقبات من أجل الوصول إلى الاهتمام الإيجابي :

قد تمر بأوقات تشعر فيها بالإحباط بسبب سلوك طفلك بحيث تشعر وكأنك لا  تقضي  أي وقت معه . و قد تعتقد أن طفلك لا يستحق أن تقضي معه وقت مخصص له بالذات .

ولكن ، من المهم الحفاظ على بناء تلك العلاقة الصحية. لذا قم بقضاء الوقت مع طفلك حتى لو كان قد مر بوقت عصيب .

 أما بالنسبة للآباء والأمهات الذين لديهم العديد من الأطفال ، فمن الأفضل لكل والد الحصول على وقت فردي مع كل طفل. و في حال لم يكن ذلك ممكناً  كل يوم ، ففكر في محاولة التأكد من أن كل طفل يحظى باهتمام فردي من أحد الوالدين على الأقل كل يوم.

و حاول أن تنظر إلى الاهتمام الإيجابي كاستثمار. إذ أن قضاءك المزيد من الوقت مع طفلك  في الوقت الحالي يمكن أن يوفر لك المزيد من الوقت لضبط طفلك في وقت لاحق.

وإذا كان طفلك يظهر مشاكل سلوكية أثناء قضائكما الوقت معاً ، فيمكنك الاستجابة كما تفعل عادةً. أما فيما يتعلق بالمشاكل السلوكية البسيطة ، مثل الأنين ، ففكر في تجاهل السلوك.

وقد تتطلب المشكلات السلوكية الأكبر فترة عزل مؤقتة قصيرة brief time-out .

و أخيراً ، عندما تقوم بخلق وقت منتظم و مميز معاً ، فسيتطلع طفلك إلى قضاء بعض الوقت معك على نحو أكبر.

وسيكون أكثر قناعة في اتباع القواعد والاستماع إلى توجيهاتك. وعندما تضطر إلى إعطائه عواقب سلبية ، فعندها  ستكون  أكثر فعالية عندما تعطي طفلك جرعات منتظمة من الاهتمام الإيجابي.




المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل