وفقاً لدراسة حديثة ، فإن الأشخاص الذين يستهلكون بانتظام الفلفل الحار يكونون أقل عرضة للوفاة مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولون الفلفل الحار أبداً.
و للعلم فإن الفلفل الحـار الآن يعتبر ظاهرة عالمية. من كمبوديا إلى كاليفورنيا ، ومن الشرق إلى الغرب ، و من الشمال إلى الجنوب، فالطعام الحار في كل مكان.
و على مر التاريخ ، فإن الثقافات ربطت مختلف الفوائد الصحية مع تناول الفلفل الحـار. ومع ذلك ، كما يوضح أحد مؤلفي الدراسة الحديثة ، البروفيسور ليكيا إياكوفيلو Licia Iacoviello ، فإن العديد من هذه الخصائص المفيدة قد نسبت "في الغالب على أساس الحكايات أو التقاليد ، إن لم يكن إلى السحر".
و في الآونة الأخيرة ، ركز العلماء على الكابساسين capsaicin ، المركب الذي يعطي الفلفل الحار طعمه الحار و الحريّف. و وفقاً لمؤلفي الدراسة الأخيرة ، فقد لوحظ تأثير الكابسايسين " على نحو إيجابي في تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية وتنظيم الاستقلاب في الدراسات التجريبية والسكانية."
و خلص باحثون آخرون ، من خلال مصدر موثوق به ، إلى أن الكابسايسين قد يكون مفيداً في مكافحة آلام الأعصاب ، والتهاب المفاصل ، واضطرابات الجهاز الهضمي ، وحتى السرطان.
الفلفل الحار على مستوى السكان
على الرغم من تزايد الاهتمام ، إلا أن القليل من الدراسات قد بحثت في تأثير تناول الفلفل الحـار بانتظام على الصحة العامة والوفيات.
و يذكر المؤلفون ، من معهد البحر المتوسط للأمراض العصبية في إيطاليا ، دراستين سكانيتين صممتا للإجابة على هذا السؤال. إحدى الدراستين في الصين و الأخرى في الولايات المتحدة.
و أكدت كلا الدراستين أن انخفاض مخاطر الوفيات لدى الأفراد الذين يستهلكون أكثر الفلفل الحار أمر مطرد.
و في هذه الدراسة الحديثة ، شرع المؤلفون في تأكيد أو إنكار هذه النتائج السابقة لدى سكان أوروبا. و كذلك و من خلال تحليل المؤشرات الحيوية لأمراض القلب والأوعية الدموية ، مثل مستويات الدهون في الدم ، كانوا يأملون في تحديد كيف يمكن للفلفل الحار الفلفل أن يقلل خطر الوفيات.
و للتحقق من ذلك ، أخذوا البيانات من دراسة Molisani ؛ و قد تضمنت مجموعة البيانات هذه 24،325 من الرجال والنساء الذين يعيشون في موليز Molise في إيطاليا. و بعد استبعاد الأفراد الذين لديهم بيانات مفقودة ، شارك 22،811 شخصاً.
و قد تم نشر النتائج في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب Journal of the American College of Cardiology.
و قد كان عمر جميع المشاركين أكبر من 35 عاماً ، وقد تابعهم الباحثون بمعدل 8.2 عاماً. و خلال هذا الوقت ، قام الباحثون بجمع معلومات حول 1236 مشاركاً ماتوا أثناء الدراسة.
كما تمكن العلماء من الوصول إلى معلومات حول العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على النتائج الصحية ، بما في ذلك التاريخ الطبي ، والنشاط البدني في أوقات الفراغ ، وحالة التدخين ، وتناول الكحول ، والبيانات الاجتماعية والاقتصادية.
و قد أكمل كل مشارك استبيان حول عاداته الغذائية خلال العام قبل التسجيل في الدراسة ، بما في ذلك أسئلة حول الفلفل الحار.
و في المجموع ، 24.3 ٪ من المشاركين يستهلكون الفلفل الحـار أربع مرات أو أكثر كل أسبوع ، و 33.7 ٪ لا يستهلكون الفلفل الحار ابداً أو أنهم يتناولونه نادراً. و يلخص المؤلفون نتائجهم كالتالي:
"في نموذج تم تعديله فقط حسب العمر والجنس وتناول الطاقة ، ارتبط الاستهلاك المنتظم [4 مرات أو أكثر كل أسبوع] للفلفل الحار بنسبة أقل بنسبة 23٪ من خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب ، مقارنةً بعدم تناوله او تناوله بشكلٍ نادرٍ، و ظلت النتائج دون تغيير كبير في النموذج المعدل بالكامل. "
الفلفل الحار وصحة القلب والأوعية الدموية
عند النظر في أمراض القلب ، وجد الباحثون أن مستهلكي الفلفل الحار المنتظم لديهم خطر أقل بنسبة 34 ٪ من وفيات القلب والأوعية الدموية من أولئك الذين نادراً ما يتناولون الفلفل الحار.
و قد كان التأثير الأكثر وضوحاً في الوفيات المرتبطة بالمخ والأوعية الدموية وأمراض نقص تروية القلب.
و عندما اكتشفوا معدل الوفيات بالسرطان ، وجدوا أنه على الرغم من أن الفلفل الحار مرتبط بانخفاض الخطر ، إلا أنه لم يصل إلى الأهمية الإحصائية.
بالإضافة إلى ذلك فقد قام الباحثون بتحليل الوفيات الناجمة عن أي شيء آخر غير السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. و هنا ، أيضاً ، بدا أن الفلفل الحار يقدم فائدة كبيرة. فيؤكد المؤلفون أن "المدخول المنتظم للفلفل الحار كان مرتبطاً بخطر أقل لأسباب أخرى للوفاة."
ومن المثير للاهتمام ، عندما كان العلماء يسيطرون على جودة النظام الغذائي ، فإنه لم يؤثر على النتائج أيضاً.
المزيد من المفاجآت
مقارنة بأولئك الذين تناولوا الفلفل الحار بشكلٍ أقل ، مع أولئك الذين تناولوه بكميات اكبر ، كانوا ذكوراً ، وأكثر تعليماً ، و أكبر سناً السن.
و من المثير للدهشة ، بالنظر إلى استنتاجات الدراسة ، أن أولئك الذين يتناولون الأطعمة الأكثر حرارة (بفلفل حار) كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع مستويات الدهون في الدم ، ومؤشر كتلة الجسم أعلى ، مقارنة مع أولئك الذين نادراً ما يأكلون الفلفل الحار.
و نظراً لأن هذه العوامل مرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، فيعتقد المؤلفون أن هذا يشير إلى أن الآلية التي يقلل بها الفلفل الحـار من خطر الوفيات تكون مستقلة عن عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب والأوعية الدموية.
و في النتيجة فإن موضوع الفلفل الحار و ارتباطه بالصحة الجيدة لا يزال موضع نقاش. وقد افترض بعض العلماء أنه ، نظراً لأن الكابسيسين قد يساعد على إنقاص الوزن ، فقد يفسر تلك الفوائد المتعلقة بالصحة. ومع ذلك ، وفي هذه الدراسة السكانية ، فإن المجموعة التي تستهلك الكثير من الفلفل الحار كانت أعلى في مؤشر كتلة الجسم.