القيود
قوة القيود : لتعميق تفكيرك ، تحتاج إلى المزيد من القيود

اعلم أنك عندما تضيف القيود على عقلك فإن ذلك يمكن أن يخدع عقلك ليبحر في نمط التفكير الأكثر إبداعاً. و أنك عندما تمنح عقلك حرية أكبر، فإن ذلك هو أسوأ شيء يمكنك القيام به، من أجل التركيز والإبداع والقدرة على حل المشاكل.

لنقم بتمرين سريع: قُص عليَّ قصة.

تابع... أريد أن أسمعها.

إذا كنت تحب معظم الناس ، فمن المحتمل أن تشعر بالتعثر. فإنك ستسأل "أي نوع من القصص؟". 

قصة "واقعية أم خيالية؟ 

حكاية مضحكة أم مشوقة بإثارة Drama؟ 

هل ينبغي علي أن أشرح بعمق كبير، أو أن أقدم قصة قصير و مقتضبة لمدة 20 ثانية؟

إن عقلك ينتقل عبر كل هذه الأسئلة حتى قبل أن تنطق كلمتك الأولى.

و الآن ، اسمح لي بإضافة قيود restrictions أخرى: 

أخبرني قصة عن طفولتك.

هذا يضيق عالم الاحتمالات ، لكنك ربما لا تزال مرتبكاً إلى حدٍ ما. "طفولتي؟ إنه إطار زمني طويل ".

حسناً ، أنا أستمع إليك جيداً. 

إليك قيد آخر: أخبرني قصة عن طفولتك والتي تذكر فيها والدتك.

الآن ربما بدأت تشعر بأنك أفضل قليلاً. فبعض الأفكار قد تتبادر إلى ذهنك الآن.

دعنا نضيف شرطاً condition أخيراً: أخبرني قصة طفولة تتعلق بأمك حيث كنت غاضباً منها، أما الآن في الوقت الحالي و كونك شخص بالغ تفهم وجهة نظرها.

دادادادن.... الآن لديك قصة حية تستطيع أن تبدأ الكلام حولها. و ليس ذلك فحسب ، إنما من المرجح أن ذلك سيدفعك إلى إعادة تفسير ذكرياتك، واستخلاص استنتاجات جديدة.

ما واجهته للتو هو قوة القيود

والفكرة هي أنه من أجل تعزيز الاكتشاف ، يجب عليك تقليص مقدار القيود التي تفرض عليك.

و بالتأكيد فإن القيام بذلك يمكن أن يساعدك على زيادة تركيزك بسرعة ، وتعزيز إبداعك ، وتحسين قدرتك على حل المشكلات.

و لابد من أ، تضع في الاعتبار أن إعطاء عقلك mind سيطرة حرة، يشبه البدء بسباق دون معرفة من أين يبدأ ؛ فانت هنا تضيع الوقت والطاقة في البحث عن خط البداية. 

و بالنسبة لي فقد تذكرت هذا -مؤخراً- في حفل عشاء، عندما سألني أحد الضيوف: "ما هي ألبوماتك المفضلة في كل الأوقات؟"

لقد تجمدت للحظة ، متسائلاً:  كيف يمكن لي أن أتصفح حياتي في الموسيقى في ذهني. و بدأت قلة المؤشرات في السؤال تطغى عليها ، لذلك أخذت ما أعرفه عن القيود وأضفت القليل منها على رأسي. و بدأت أسأل نفسي: 

ما هي ألبومات الروك الأربعة المفضلة لدي؟ 

ما هي ألبوماتي الأربعة البديلة المفضلة؟ 

ما هي ألبوماتي المفضلة لموسيقى الجاز؟

نعم.. إن إضافة هذه الحدود سمحت لي بالإجابة على السؤال في ثلاث مراحل. فمن خلال تقليص عالم الاحتمالات ، تمكنت من العثور على المعلومات التي احتاجها.

و للعلم فإن هذه الخدعة لا تعمل فقط من أجل مبتدئين في المحادثة و من أجل مطالبات قص القصص. فأن تضيف القيود أيضاً يمكن أن يخدع عقلك ليدخل في نمط التفكير الأكثر إبداعاً حول أيِّ شيءٍ جيدٍ. 

وفيما يلي طريقتان لإضافة القيود بكلمة واحدة.

أضف هدفاً متضارباً إلى مهمتك باستخدام الكلمة الرئيسية "و"

لنفترض أنك تتناول وجبة طعام وتريد أن تتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة. فببساطة ومن خلال إعطاء نفسك هدف "تجربة أشياء جديدة" قد يعمل لفترة قصيرة من الزمن ، ولكن من دون مؤشرات ، و من المحتمل أن تعود إلى العادات القديمة. 

حاول إعطاء نفسك مهمة أكثر تحديداً، و ذلك من خلال سؤال نفسك: "كيف يمكنني تجربة أطعمة جديدة و خفض نفقاتي الغذائية الشهرية؟" فإنك بإضافة هذا القيد، تخلق التوتر tension ، مما يجبر عقلك على التفكير خارج الصندوق.

أزل الحلول الواضحة من خلال استخدام كلمة "بدون"

إذا كنت رائد أعمال ، فقد تسأل نفسك ، "كيف يمكنني تمويل عملي دون تحمل مستثمرين أو  دون دين؟" قارن هذا السؤال بـ "كيف يمكنني إقناع المستثمرين بتمويل عملي؟" 

بالتأكيد ، قد تضطر إلى الذهاب لقبول خيار "الدين" في النهاية ، ولكن، بإضافة هذه القيود، سيُفرَض عليك التفكير في الاحتمالات الأخرى.

إن هذان النوعان من الأسئلة يمنحانك هدفاً لتحد من خياراتك. و هذا المزيج يفرض عليك إيجاد حلول مبتكرة لمشاكلك. 

و إليك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام: إن إضافةَ قيدٍ تعسفيٍ تماماً يمكن أن يكون مفيداً، مثله مثل القيد الواقعي بالضبط ، و خاصة عند تطبيقه على المساعي الفنية. 

و في هذا السياق يقول الملحن إيغور سترافينسكي Igor Stravinsky "كلما زادت القيود التي يفرضها المرء على نفسه (على التفكير)، كلما تحرر المرء من نفسه. ولا يخدم تعسف القيد إلا في الحصول على دقة التنفيذ".

و في النهاية فإن وضع القيود لنفسك قد يكون صعباً. ف هناك احتمالات لا حصر لها ، وقد يكون لكل واحد ميزة. بيد أنه عندما تتعلم تضييق نطاق تركيزك ، فقد ترى إلى أي مدى يمكنك الذهاب إليه.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن