يعد هرمون الاستروجين هرموناً مهماً يلعب دوراً حيوياً في صحة المرأة ، بما في ذلك صحة الثدي والعظام لديها. لذلك ، دعونا نتعرف على الدور الذي يلعبه الاسـتروجين في صحة المرأة وكيف يقلل تثبيط وضبط هذا الهرمون من خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي لدى بعض النساء.
يُعرَف هرمون الاستروجين على أنه هرمون تقوم المبايض ovaries بإنتاجه لدى النساء حتى تصل إلى سن اليأس.
و يتوقف المبيض عن إنتاج الاستروجين عند انقطاع الطمث ، والذي يُعرف بأنه بعد مرور 12 شهراً على آخر دورة شهرية للمرأة. وهذا النقص في هرمون الاسـتروجين هو الذي يسبب العديد من أعراض انقطاع الطمث ، مثل الهبات الساخنة أو الانفعالات المفاجئة والجفاف المهبلي vaginal dryness .
ما هو علاج الاستروجين؟
تقوم بعض النساء بتناول العلاج الهرموني ، و الذي يوصف عادة خلال فترة انقطاع الطمث perimenopause أو انقطاع الطمث المبكر ، و ذلك للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث المؤلمة ، وخاصة الهبات الساخنة أو الانفعالات المفاجئة .
و يمكن أن يحتوي العلاج الهرموني على كل من الاستروجين والبروجستيرون progesterone أو الاستروجين فقط.
و في حال لم يكن لدى المرأة رحم uterus - على سبيل المثال ، إذا كانت قد خضعت لعملية استئصال الرحم hysterectomy - فقد تأخذ فقط علاج الاستروجين estrogen therapy (ET) وحده. أما إذا كانت المرأة لديها رحم ، فإنها تحتاج إلى تناول هرمون البروجسترون بالإضافة إلى هرمون الاستروجين.
وذلك لأن العلاج بالاستروجين قد يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم ، الأمر الذي يؤدي فيما بعد إلى الإصابة بسرطان بطانة الرحم endometrial cancer. لذلك فإن إضافة هرمون البروجسترون يبطل هذا التأثير.
ومن المهم أن تعرف أنه وفقاً للإدارة الفيدرالية الأمريكية للأدوية the U.S. Federal Drug Administration (FDA) ، يتم منع العلاج الهرموني لدى أي امرأة مصابة بسرطان الثدي خلال فترة العلاج أو أن يكون لديها تاريخ من سرطان الثدي أو أن يكون هناك اشتباه في وجود سرطان الثدي لديها .
كيف يرتبط هرمون الاستروجين بسرطان الثدي ؟
وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية the American Cancer Society، فإنه يعتبر ما يقرب من اثنين من ثلاثة سرطانات الثدي هي مستقبلات إيجابية لهرمون الاستروجين estrogen receptor-positive ، وهذا يعني أن الخلايا السرطانية تحتوي على مستقبلات لكل من الهرمونات الاستروجين والبروجستيرون أو كلاهما معاً .
حيث يقوم الاستروجين بتحفيز نمو سرطانات الثدي التي هي عبارة عن مستقبلات الإستروجين الإيجابية. وهذا هو السبب في بطلان العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث لدى النساء المصابات بسرطان الثدي أو اللواتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي ، حتى لا تزيد من تكرار خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
العلاج من خلال تثبيط هرمون الاستروجين :
إن معظم أنواع العلاج الهرموني ( حيث تكون معظم حالات سرطان الثدي تغذيها هرمونات الاستروجين والبروجستيرون.
و يستخدم العلاج الهرموني، و الذي يطلق عليه أيضاً علاج الغدد الصماء endocrine therapy ، لإزالة الهرمونات أو منعها و إيقاف نمو الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها.
و في حال كان السرطان لديك حساساً للهرمونات ، فقد يكون العلاج الهرموني جزءاً من خطة العلاج الخاصة بك.
وإذا وصف طبيبك هذا لسرطان الثدي في المراحل المبكرة لديك ، فينبغي عليك أن تخطّطي لتلقي العلاج الهرموني لمدة خمس سنوات بعد الانتهاء من العلاج الأساسي أو العلاجات الأولية الخاصة بك .
وتتمثل الفائدة الرئيسية لهذا النوع من العلاج في منع هرمون الاسـتروجين من تغذية خلايا السرطان المستجيبة للاستروجين ، وبالتالي تقليل خطر التكرار.
أما بالنسبة لسرطان الثدي الذي يعتبر مستقبلات سالبة لهرمون الاسـتروجين ، فإن العلاج الهرموني غير فعال.) لسرطان الثدي
مثل مضادات مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائية estrogen-receptor modulators أو مثبطات الهرمونات aromatase inhibitors ، هي إما عبارة عن تخفيض في مستويات هرمون الاستروجين أو وقف هرمون الاستروجين من التأثير على خلايا سرطان الثدي.
وهذا النوع من العلاج مفيد لسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات ، إلا أنه لا يساعد المرضى الذين تكون أورامهم مستقبلات هرمون سلبية (كلاً من ER- و PR- سلبي ER- and PR-negative).
هرمون الاستروجين مرتبط بصحة العظام :
إن وجود مستوى صحي من هرمون الاستروجين في الجسم يبني العظام ويحافظ عليها قوية .
ومع ذلك ، إذا كنت قد خضعت للعلاج الكيميائي أو إذا كنت تتناولين أدوية لكبت و تثبيط هرمون الاسـتروجين بعد علاج سرطان الثدي ، فستكون مستويات الاسـتروجين منخفضة لديك .
و هكذا فإنه يتوجب عليك أن تقومي بحماية صحة عظامك من خلال فهم كيفية تأثير هرمون الاستروجين على عظامك.