تناول الفطر قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

في دراسة تعتبر الأولى من نوعها ، اكتشف باحثون يابانيون أن هناك علاقة بين تناول الفطر وتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

وعلى الرغم من أن حجم التأثير صغير نسبياً ، فمن المرجح أن تلهم النتائج الباحثين للقيام بالمزيد من التحقيق.

كما يتوقع المعهد القومي للسرطان The National Cancer Institute أنه سيكون هناك 174,650 حالة جديدة من سرطان البروستاتا prostate cancer في الولايات المتحدة the United States في عام 2019.

وعلى الرغم من أن علاج هذا النوع من السرطان يتحسن باستمرار ، إلا أنه ليس هناك علاج له ولا طريقة لمنعه.

ومع ذلك ، تشير الدلائل إلى أن الأكل الصحي قد يقلل من المخاطر.

وإذا تمكن العلماء من تحديد التدخلات الغذائية البسيطة التي يمكن أن تقلل من هذا الخطر ، حتى و لو كانت  بكمية صغيرة ، عندئذ يمكن أن يحدث هذا فرقًاً كبيراً على مستوى العالم.

 و مؤخراً قام باحثون بإجراء دراسة حول الفطر ، ونشروا نتائجهم في المجلة الدولية للسرطانInternational Journal of Cancer.

لماذا الفطر؟

يعتبر الفطر طعاماً رخيص الثمن ومستهلك على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم . و قد بدأت الدراسات في السنوات الأخيرة في تحديد قدراته المحتملة في مكافحة الأمراض.

و تزعم المراجعة و التي كانت قد نشرت في 2012 ، أن بعض المركبات في الفطر لها خصائص مضادة للسرطان anticancer ، و مضادة للالتهابات anti-inflammatory ، و خصائص مضادة للسكري  anti-diabetic ، من بين أشياء أخرى.

و على نحو أكثر تحديداً، فقد وجدت دراسات في كل من الخلايا المستزرعة والنماذج الحيوانية أن المستخلصات من بعض أنواع الفطر يمكن أن تبطئ نمو الورم.

ووفقاً لمؤلفي البحث الحديث ، فإن تجربة إنسانية واحدة سابقة فقط أجرت تحقيقاً في فطر عيش الغراب وسرطان البروستاتا. و قد قامت الدراسة السابقة  باختبار فطر الزر الأبيض المسحوق white button mushrooms على الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتكرر.

ووجد الفريق أنه بالنسبة لبعض المشاركين ، فإن خلاصة الفطر تخفض مستويات مولد ضد معين antigen من البروستات (PSA) - وهو العلامة الحيوية الأولية لسرطان البروستاتا - وعززت استجابة الجسم المناعية للسرطان.

و قد كانت الدراسة السابقة الأحدث هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين استهلاك الفطر وحدوث سرطان البروستاتا بين السكان.

جمع البيانات :

 قام الباحثون من أجل التحقق من النتائج بأخذ بيانات من دراسة الفوج مياجي Miyagi Cohort Study ودراسة الفوج أوساكي  Ohsaki Cohort Study. و بشكل إجمالي ، فقد استطاعوا الوصول إلى بيانات 36,499 من الرجال اليابانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 سنة. كما أنهم قاموا بمتابعة  هؤلاء الأفراد بمتوسط 13.2 سنة.

و قد استخدم العلماء نماذج استطلاعات من أجل جمع معلومات حول النظام الغذائي ، والتاريخ الطبي ، ومستويات النشاط البدني ، وحالة التدخين ، وعادات الشرب ( الكحول و المشروبات الروحية) ، ومستويات التعليم ، وأكثر من ذلك.

ثم قاموا بتعيين كل مشارك في واحدة من خمس مجموعات بناءً على استهلاكهم للفطر:

• لا يتناولونه أبداً تقريباً : 6.9 % من المشاركين

•  يتناولونه مرة أو مرتين كل شهر: 36.8 %

•  يتناولونه مرة أو مرتين كل أسبوع : 36.0%

•  يتناولون الفطر ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع: 15.7 %

• يتناولون الفطر كل يوم تقريباً: 4.6%

 و قد كانت هناك حوالي  1204 حالة من سرطان البروستاتا خلال فترة المتابعة ، أي ما يعادل 3.3 % من المشاركين. 

تأثير الفطر :

 لاحظ الباحثون تأثيراً مفيداً كبيراً  بعد السيطرة على المتغيرات المربكة :

 أنه مقارنة مع أولئك الذين يتناولون الفطر أقل من مرة واحدة في الأسبوع ، فإن أولئك الذين يتناولون الفطر مرة واحدة أو مرتين كل أسبوع لديهم خطر نسبي أقل بنسبة 8 % بالإصابة بسرطان البروستاتا. أما أولئك الذين يتناولون الفطر ثلاث مرات أو أكثر كل أسبوع فلديهم خطر نسبي أقل بنسبة 17 % .

و قد اختتم المؤلفون قائلين :

"على حد علمنا ،  تعتبر هذه أول دراسة لجماعة تشير إلى إمكانات الوقاية من سرطان البروستاتا من خلال الفطر على مستوى السكان."

ولابد أن نشير أن هذه العلاقة  كانت مهمة ، و ذلك حتى بعد السيطرة على مجموعة من العوامل ، بما في ذلك وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السرطان وتعاطي الكحول والتبغ ، و مقدار القهوة المتناولة . 

و الأهم من ذلك ،  فقد قام الباحثون أيضاً بتعديل تحليلهم لمقدار الطاقة واللحوم والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان التي يستهلكها كل مشارك - وبعبارة أخرى ، لم يكن هناك معدل في انخفاض في معدل المخاطر  ، على سبيل المثال ، و ذلك لأن المشاركين الذين تناولوا المزيد من الفطر تناولوا أيضاً المزيد من الخضروات.

ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن الزيادة في معدل الإصابة بسرطان البروستاتا بين أولئك الذين يتناولون أقل كمية من الفطر والذين يتناولون أكثر هي 0.31 % فقط (3.42 % مقارنة مع 3.11 % ، على التوالي).

و بالإضافة لما سبق ، فقد كان التأثير كبيراً فقط في الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة. ويعتقد المؤلفون أن السبب وراء هذا هو أن سرطان البروستاتا نادر الحدوث في الرجال الأصغر سناً. 

القيود والأسئلة : 

لابد من الإشارة إلى أن هناك بعض القيود على الدراسة السابقة .

 أولاً : إن استخدام المعلومات الغذائية التي تم الإبلاغ عنها من قبل المشاركين أنفسهم  ليست مثالية لأنها مفتوحة للخطأ والإبلاغ الخاطئ. ومع ذلك ، فإنه و مع دراسة بهذا الحجم ، لا يوجد بديل قابل للتطبيق.

وعلى نفس المنوال ، قام الفريق في بداية الدراسة بتسجيل المعلومات الغذائية مرة واحدة فقط ،. وعلى مدار عقد من الزمن ، فإنه من الممكن أن يتغير نظام الشخص الغذائي بشكل كبير.

و قد أردف المؤلف الرئيسي شو زانغ Shu Zhang ، الحاصل على درجة الدكتوراه ،  ملاحظاً أنه : " نظراً لأنه لم يتم جمع المعلومات المتعلقة بأنواع الفطر ، فمن الصعب معرفة الفطر ( أو مجموعة من الفطر) المعين الذي ساهم في اكتشافنا ".

و بالتأكيد ،  فإنه نظراً لأن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ، فإنه لا يمكن للمؤلفين أن يستنتجوا بشكل قاطع أن الفطر قد  تسبب في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. وعلى الرغم من التحكم في العديد من المتغيرات ، لا يزال من الممكن أن يؤثر عامل غير قابل للقياس على النتائج. 

وعلى الرغم من أن الباحثين لم يقوموا بتصميم البحث للكشف عن كيفية حماية الفطر من السرطان ، إلا أنهم يعتقدون أن هذا التأثير قد يكون بسبب مضادات الأكسدة المتواجدة في الفطر . فعلى سبيل المثال ، تحتوي بعض أنواع  الفطر على L-ergothioneine و glutathione ، وكلاهما من مضادات الأكسدة القوية.

و في النهاية ، يستنتج المؤلفون بشكل عام أن : "تناول الفطر المعتاد قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ويلزم إجراء مزيد من الدراسات في مجموعات سكانية أخرى و ضمن أطر أخرى  لتأكيد هذه العلاقة."

المصدر