عندما يبدأ الإنسان بإدراك أنه لا يتأقلم و لا يتلاءم مع المعايير التقليدية و الأعراف السائدة في مجتمعه فإنه يبدأ بالشعور بأنه لا يملك المزايا المطلوبة لأمر ما (و يشعر بـ الدونية).... و لكن ، مقارنةً مع من؟
اسأل نفسك مرة: هل تريد أن تكون مثل أي شخصٍ كان...أو أنك تريد أن تكون مثل نفسك؟
هنا أستطيع أن أخبرك، بأنك لن تنجح في أن تكون -أنت- نفسك إذا حاولت إخفاء عيوبك. و بالتأكيد ستبدأ -فقط- بالشعور وكأنك نفسك إذا ركزت على تطوير صفاتك الدقيقة و الرائعة.
و لابد لك من ان تعرف أن أيَّ نوعٍ من أنواع المشاعر الدونية التي قد تشعر بها سيتم موازنتها بمزايا كامنة و متأصلة فيك. فيمكن أن يتم تعويض نقص الجمال بسحر الجاذبية، و يمكن ان تعوِّض الثقة بالنفس عن العيوب الجسدية. و يمكن أن تَحِل القدرة على الاستماع محل القدرة على التحدث بحرية.
و إليك نصيحة واحدة فقط أقدمها لشخص يعاني من الخجل: احرص على هذا الكنز الثمين ... الذي هو بالفعل كذلك.
فالخجل دائماً له سحرٌ غامضٌ ، طالما لم تسمح له برفاهية الظهور.
إن مشاعر الدونية تستند على المقارنات:
- أنا لست جذاباً من الخارج بالقدر الكافي..
- ليس لدي أي مواهب أو قدرة خاصة..
- أنا لست ذكياً.. بارعاً.. ظريفاً، ولا أعرف كيفية التواصل مع الناس..
- أنا لا استحق أيُّ شيء ...
لا ، بل إنها أكثر خطورة من ذلك... في الحقيقة أنا أقل (أسوء) من الجميع (!)..
يعتبر هذا النوع من التفكير مثالاً حقيقياً على علاقة التبعية dependent relationship ، وهو أنقى أشكالها.
إنه يخلق حالة الاستقطاب ... "هم جيدون.. و أنا سيء".
فالاستقطاب يولِّد رياح قوى التوازن والتي تتسبب في محاولة الشخص رفع قيمته المصطنعة بأي طريقة ممكنة. ونتيجة لذلك يبدأ الشخص في التصرف بطريقة غير طبيعية وبالتالي يؤكد أكثر على تلك العيوب التي يريد إخفاءها.
فالصراع مع عقدة الدونية أو النقص له عواقب أسوء بكثير من العقدة نفسها.
و لا يوجد هناك إلا طريقة واحدة -فقط- للتخلص من هذه العقدة:
توقف -مباشرةً- عن مقارنة نفسك بالآخرين، واسعى دائماً لتركيز انتباهك على صفاتك الحميدة الرائعة و نقاط القوة التي لديك بدلاً من
اخلق عالمك الخاص.. و أنشئ شريحة إيجابية (رائعة) تكون فيها نقاط قوتك كاملة بحيث تتلاشى أوجه القصور في خلفية الشاشة.. تواجد و عِش في هذه الشريحة الافتراضية و في القريب -العاجل- ستتحول إلى حقيقة واقعية.
الدونية و الشعور بالنقص - فاديم زيلاندالمصدر