علماء نفس يكتشفون أن اللغة الإيجابية تحفز الفص الجبهي من الدماغ...
تخيل أنك تعرف بالضبط كيف تقدم نفسك بطريقة تترك انطباعاً أولياً مذهلاً و رائعاً.
إنه نوع من التغيير الطفيف الذي قد يكون له تداعيات خطيرة على بقية حياتك. فبعد كل شيء ، تُعد الانطباعات الأولى من أكثرالانطباعات المستقبلية التي ستحدث أثناء العلاقة.
و قد كتب شيلر Schiller و آخرون في دراسة لعام 2009 حول الآلية العصبية للانطباعات الأولى يقولون :
"إن الانطباعات الأولى ... مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتحيزات الدائمة التي يجلبها الأشخاص".
إذ من الممكن تغيير الرأي لاحقاً، و لكن من الأسهل ترك انطباع أولي جيد في البداية.
و كما يدرك الكثير منا، فإن المشكلة تكمن ، في أنه عندما يتعرض البشر لأي نوع من الضغط في المحادثات الشخصية، فإننا لا نميل إلى ترك انطباعات جيدة.
بل إننا نميل إلى التحدث كثيراً عن أنفسنا و نسيان أسماء من نتحدث معهم.
و لحسن الحظ ، فإن فائدة امتلاك دماغ انسيابية والتي غالباً ما تخذلنا عندما نحتاج إليها بشدة هي أنه من السهل اختراقها نسبياً .
حيث يمكنك تدريب نفسك على تذكر أسماء الأشخاص ، على سبيل المثال ، باستخدام بعض أجهزة الذاكرة البسيطة.
كما يمكنك التأثير بصورة كبيرة على أفعالك و أفعال الآخرين. و يمكنك تعلم تكوين انطباعات أولية أفضل بمجرد تغيير اللغة التي تستخدمها.
كيفية تعامل دماغك مع اللغة الإيجابية...
يخبرنا المؤلفان أندرو نيوبيرج Andrew Newberg، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب ، و مارك روبرت Mark Robert " في كتابهما " يمكن للكلمات أن تغير دماغك " ، أن كلمة واحدة لها القدرة على التأثير في التعبير عن الجينات الداخلية التي تنظم الإجهاد البدني و العاطفي ، و هذه مسؤولية كبيرة لبعض الكلمات فقط.
و في كتابهما وصفا الكيفية التي يمكن فيها للتركيز على الكلمات الإيجابية أن يسبب تغيرات قصيرة و طويلة المدى في الفص الجبهي ، بينما تزيد الكلمات السلبية المحفزة للخوف من نشاط اللوزة المخية ، وهي تعتبر مركز الخوف في أدمغتنا.
كما وصفت دراسة أخرى كانت قد نشرت في عام 2009 ، أجرتها ماريا ريتشر إيت آل Maria Richter et al ، نتائج مماثلة.
حيث أفادت بأن وجود كلمات سلبية مثل "مثير للاشمئزاز" و "مرهق" و "قذر" يسبب التوتر في الوقت الحالي كما يساهم في القلق طويل المدى.
و على العكس من ذلك ، فإن الكلمات الإيجابية ، مثل "منعش" و "رائع" و "مثير للحماسة"، قد تقلل من مستويات التوتر و الضغط النفسي.
تؤثر الكلمات السلبية و الكلمات الإيجابية ، سواءً المنطوقة أو المسموعة أو الكلمات التي تأتي في صورة أفكار على مستويات القلق طويلة المدى، و على إدراك الذات أيضاً.
كيفية استخدام اللغة الإيجابية لتكوين انطباعات جيدة:
نحن نعلم أن حمل الكلمات الإيجابية و السلبية في دماغنا له تأثير نفسي حقيقي على مزاجنا ، و ذلك سواء أكان منطوقاً أو مسموعاً.
و لكن :
كيف يمكنك استخدام ذلك لتكوين انطباعات أولية أفضل؟
حسناً، يمكنك أن تقوم بتعديل الكلمات التي تستخدمها عندما تتحدث مع شخص ما لأول مرة.
قد يبدو الأمر واضحاً جداً ، لكن معظمنا يتعامل مع تلك اللغة بشكل صادم ، خاصة عند مقابلة شخص جديد لأول مرة.
و هو غالباً ما يعتبر أمراً مخيفاً ومجهداً لمعظمنا ، مما قد يجعلنا نتوتر من أي شيء قد يتبادر إلى الذهن.
فإذا اخترت التحدث عن أي شيء مرهق (وهو أمر سهل الآن - لدينا جائحة الوباء ، والانتخابات ، وأحداث الطقس ، والسعر المتزايد للسلع) ، فقد تدفع عن طريق الخطأ دماغ شخص آخر إلى دوامة من التوتر والقلق، مما يجعلهم يفكرون بشكل أقل إيجابية فيك.
و لكن يمكنك بدلاً من ذلك أن تكون يقظاً ومحدداً بشأن الكلمات التي تختارها .
و قد يكون من الصعب الجدال حول "مقدار الراحة" في محادثة غير رسمية ، ولكن ربما يمكنك التحدث عن بعض الشوكولاتة الرائعة التي تناولتها أو النسيم المنعش الذي استمتعت به أثناء المشي.
و الجدير بالذكر أن جميع القواعد القياسية للانطباعات الأولية الجيدة لا تزال سارية هنا - لغة الجسد ونبرة الصوت والاتصال البصري كلها لا تزال مهمة.
و لا يمكنك فقط قول "رائع" وانتهى الأمر.
لكن الكلمات ذاتها التي نستخدمها غالباً ما يتم تجاهلها في سعينا لترك انطباع أولي مثالي، و ذلك على الرغم من أنها قد تكون حيوية وهامة.
يبدو -للجميع- أن اختيار الكلمات أمراً بسيطاً، و لكن من السهل أيضاً تجاهله.
فنحن نقلل من قوة الكلمات – مع أن لها عواقب حقيقية للغاية على كيفية إدراكنا لأنفسنا ، و الكيفية التي ينظر بها الآخرون إلينا .
لا تقلل من شأن تأثير اللغة الإيجابية:
نحب أن نتظاهر بأننا تحت رحمة عقولنا - و ذلك من خلال عدم وجود خطأ ارتكبناه نحن ، و ربما نكون قد نسينا شراء الحليب من متجر البقالة ، وأننا تصرفنا بغرابة في حفلة ما وبدون وجود سبب ، وأن توتير Twitter جعلنا تحت رحمة الفضول لاستكشاف ما هو جديد.
و لكننا نقلل من شأن أدمغتنا. في كثير من الأحيان .
فنحن ندرك أن العالم المادي أكثر أهمية من عالمنا العقلي ، ونتجاهل أن ما نشعر به ونفكر فيه له تأثير حقيقي للغاية على واقعنا المادي.
و يمكنك فقط أن تأخذ عبارة "العصي والحجارة ستكسر عظامي ، لكن الكلمات لن تؤذيني أبداً." .
إنها غير صحيحة بشكل كامل، وكلنا نعرف ذلك -إلا أن الكلمات التي نستخدمها فيها تؤثر على عقولنا ، مما يؤثر على أجسادنا أيضاً.
و لهذا السبب ، تعتبر هذه التقنية فعالة للغاية. كما أنها أمر سهل ، ومعظمنا لا يفعل ذلك اليوم ، على الأقل ليس عن قصد.
إذ يمكنك فقط من خلال التأكد من أن لغتك ستظل إيجابية عندما تتحدث مع شخص ما لأول مرة ، المساعدة في إرشاد عقلك إلى العمل اللازم نحو شخص آخر لاكتشاف ما إذا كان يحبك أم لا.
و أخيراً ....
إن كل ما يتطلبه الأمر في نهاية المطاف هو بعض اللغة الإيجابية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
كيف أتخلص من التوتر ؟ تقليل التوتر بالطاقة الإيجابية
كيف يمكن تأديب الأطفال باتباع الأساليب الإيجابية والسلبية ؟