يرتبط تناول الفاكهة المجففة بنظام غذائي و صحة أفضل بشكل عام.
خلص الباحثون إلى أن تشجيع الناس على تناول المزيد من الفاكهة المجففة - بدون إضافة سكر - يمكن أن يكون وسيلة فعالة لزيادة تناولهم للعناصر الغذائية الحيوية.
حيث يُعد الاستهلاك المنخفض لـ الفاكهة في جميع دول العالم تقريباً، مساهماً رئيسياً في الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي و الإعاقة ، وفقاً لتحليل حديث.
الفاكهة هي مصدر جيد للعناصر الغذائية ، مثل الألياف والبوتاسيوم ، و التي يفتقر إليها الكثير من الناس في نظامهم الغذائي.
كما أنه يحتوي على العناصر الغذائية النشطة بيولوجياً التي توفر فوائد صحية إضافية ، بما في ذلك البوليفينول والكاروتينات.
و تشير الأبحاث إلى أن تناول الفاكهة يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان مرض السكري من النوع 2 Type 2 diabetes
ومع ذلك ، فإن حوالي 24٪ فقط من الإناث و 14٪ من الذكور في الولايات المتحدة (على سبيل المثال) يأكلون الكمية اليومية الموصى بها من الفاكهة ، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان.
و للعلم فقد تساهم عدة عوامل في انخفاض تناول الأشخاص للفاكهة الطازجة ، بما في ذلك التوافر المحدود و التكلفة العالية و قابلية التلف.
إن التوصية بأن يأكل الناس المزيد من الفاكهة المجففة يمكن أن يكون أحد الحلول.
وجبة خفيفة صحية؟
تقدم الفاكهة المجففة عدة مزايا على الفاكهة الطازجة من حيث التكلفة و التوافر و سهولة التخزين و النقل. و يمكن أن تحل أيضاً محل المزيد من الوجبات الخفيفة غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون المشبعة.
مع ذلك ، و في الوقت نفسه ، هناك مخاوف بشأن الاستهلاك المفرط الذي يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية لأن الفواكه المجففة هي شكل من أشكال الفاكهة "كثيفة الطاقة".
لقد وجدت دراسات رصدية سابقة أن تناول الفاكهة المجففة يرتبط بفوائد صحية. و مع ذلك ، فإن الأدلة غير حاسمة لأن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الفاكهة المجففة قد يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة أكثر بشكل عام.
حيث تهدف الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا (بنسلفانيا) في يونيفرسيتي بارك إلى التغلب على هذه الصعوبة من خلال مقارنة الأيام التي أبلغ فيها مشاركون معينون عن تناول الفاكهة المجففة مع الأيام التي لم يأكلوا فيها شيئاً.
و وجدوا أن الناس يميلون إلى استهلاك المزيد من العناصر الغذائية الرئيسية في الأيام التي يتناولون فيها الفاكهة المجففة ، بما في ذلك الألياف الغذائية و البوتاسيوم. و مع ذلك ، فقد استهلكوا أيضاً سعرات حرارية أكثر.
تقول فاليري سوليفان Valerie Sullivan (طالبة الدراسات العليا ، عندما قادت الدراسة.) من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور بولاية ماريلاند:
"يمكن أن تكون الفاكهة المجففة خياراً رائعاً لوجبة خفيفة مغذية ، و لكن قد يرغب المستهلكون في التأكد من اختيارهم لنسخ غير محلاة بدون إضافة سكر".
و تضيف سوليفان: "إن أحجام الحصص الغذائية يمكن أن تكون صعبة أيضاً لأن حصة الفاكهة المجففة أصغر من حصة طازجة بعد إخراج الماء منها.
و لكن الأمر الإيجابي هو أن الفاكهة المجففة يمكن أن تساعد الناس على استهلاك المزيد من الفاكهة لأنها محمولة و مستقرة على الرف و يمكن حتى أن تكون أرخص ".
لقد نُشر البحث في مجلة أكاديمية التغذية و علم التغذية Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics.
مسح الصحة والتغذية
لتحليلهم ، اعتمد العلماء على استجابات المسح من 25،590 فرداً شاركوا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) 2007-2016.
و قد قدم المجيبون معلومات حول الطعام الذي تناولوه خلال الـ 24 ساعة الماضية (يسمى "الاسترجاع الغذائي").
حيث شكلت الفاكهة المجففة 3.7٪ فقط من مجموع الفاكهة المستهلكة.
و مع ذلك ، أبلغ ما مجموعه 1،233 مشاركاً عن تناول الفاكهة المجففة في مرة واحدة من كل عمليتي سحب غذائي ، مما سمح للعلماء بمقارنة تناولهم في هذه الأيام.
و كانت البيانات متاحة أيضاً حول صحة المشاركين ، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) و محيط الخصر و ضغط الدم أثناء الجلوس.
حتى بعد ضبط العوامل الديموغرافية و نمط الحياة ، كان المشاركون الذين تناولوا كميات كبيرة من الفاكهة المجففة يميلون إلى:
- اتباع نظام غذائي أفضل
- انخفاض مؤشر كتلة الجسم
- محيط للخصر أصغر
- و ضغط الدم الانقباضي مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
- اتباع نظام غذائي أفضل
و عندما قارن الباحثون الأيام التي تناول فيها المشارك الفاكهة المجففة مع تلك التي لم يأكلها ، وجدوا أن متوسط تناول الكربوهيدرات الكلية والألياف الغذائية و البوتاسيوم و الدهون المتعددة غير المشبعة كان أكبر في الأيام التي تناولوا فيها الفاكهة المجففة.
أسلوب حياة نشط
النتائج مجتمعة ، تشير إلى أن الأشخاص الذين تناولوا الفاكهة المجففة ستهلكون المزيد من الطاقة ، لتعويض السعرات الحرارية الزائدة.
و كما تقول المؤلفة المشاركة بيني كريس إثيرتون Penny Kris-Etherton ، أستاذة علوم التغذية بجامعة إيفان بوغ في بنسلفانيا:
"في دراستنا ، كان الأشخاص الذين تناولوا الفواكه المجففة يحصلون على سعرات حرارية أعلى و لكن مؤشر كتلة الجسم و محيط الخصر أقل ، مما يشير إلى أنهم كانوا أكثر نشاطاً بدنياً".
و تضيف إثيرتون قائلةً:
"لذلك ، عند دمج الفواكه المجففة ، لابد من الانتباه للسعرات الحرارية، و التأكد من استبدال السعرات الحرارية من الأطعمة منخفضة المغذيات بالفواكه المجففة للحصول على أكبر فائدة من تناول الفواكه المجففة".
و أخيراً
كتب الباحثون أن تناول الفاكهة المجففة يميل إلى زيادة الاستهلاك الكلي للفاكهة ، بدلاً من استبدال أشكال الفاكهة الأخرى. و بالتالي ، فإن زيادة استهلاك الفاكهة المجففة قد تساعد الناس على زيادة تناول الفاكهة.
و يعترف المؤلفون بأن دراستهم لم تثبت أن تناول الفاكهة المجففة يُحسِّن الصحة ، و لكن يبدو أن هناك ارتباطاً مهماً.
فقد يتمتع الأشخاص الذين يُرجح تناولهم للفواكه المجففة بصحة أفضل لأسباب أخرى ، مثل ممارسة المزيد من التمارين أو عيش حياة أقل إرهاقاً.
بالإضافة إلى ذلك ، لاحظ الباحثون أن المسح اعتمد على تذكر المشاركين لما تناولوه خلال الـ 24 ساعة الماضية و قدرتهم على تقدير الكميات بدقة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الفواكه المجففة: جيدة أم سيئة؟