يقترح بحث جديد أن اليقظة الذهنية Mindfulness مرتبطة بهذه السمات الخمس.
إن اليقظة الذهنية، أو القدرة على الوجود (أو التواجد) في الوقت الحاضر بطريقة مستدامة و غير حُكميّة ، ثبت أن لها العديد من الفوائد الصحية.
حيث يميل الأفراد اليقظون إلى خفض مستويات التوتر ، و يكونون أقل تفاعلاً عاطفياً ، و لديهم تركيز أفضل.
و لكن ماذا يعني أن تكون فرداً يقظاً؟
قد يكون لدى ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Consulting Psychology إجابة لهذا السؤال.
حيث استخدم فريق من الباحثين بقيادة كريستوفر ألتيزر Christopher Altizer من جامعة فلوريدا الدولية، اختبارين مشهورين للشخصية - جرد شخصية هوغان Hogan Personality Inventory و مسح تطور هوغان Hogan Development Survey - لفهم سمات الشخصية التي قد تكون أكثر ارتباطاً باليقظة.
و قد وجدوا خمس سمات مرتبطة بشكل كبير باليقظة الذهنية: الحذر ، والتكيف ، والترفيه ، والإثارة ، والطموح.
و هنا سنقوم بتفكيك هذه السمات ، و ارتباطاتها مع اليقظة ، فيما يلي.
1. اليقظة الذهنية و الحذر
وفقاً لمسح هوغان للتنمية و التطوير ، تميل الشخصيات الحذرة إلى مقاومة التغيير، و تحجم -في نفس الوقت- عن المخاطرة.
فهذه الشخصيات لديها خوف شديد من الفشل، و تعمل بجد لإخفاء نقاط ضعفها و نواقصها.
حيث وجد الباحثون أن الشخصيات الحذرة تظهر مستويات أقل من اليقظة الذهنية.
لماذا ذلك؟
إذ أن الباحثين يعتقدون أن الأمر يتعلق بالخوف. يكتبون الباحثون: " إن امتلاك الخوف والتمسك به قد يكون السبب وراء ارتباط [الحذر] الأعلى بشكل سلبي مع اليقظة الذهنية."
إن التنقل في العالم بإحساس متزايد بالخوف، يجعل من الصعب التغلب على الصدمات ، و تكييف عقلية الفرد ، و كذلك من الصعب التحلي بالمرونة النفسية ، و كلها سماتٌ مميزة للأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من الوعي.
2. اليقظة الذهنية و التكيف
وجد ألتيزر و فريقه دليلاً ثابتاً على أن الأشخاص الذين يتمتعون بسمات شخصية عالية للتكيف - أي القدرة على "الانتباه و التركيز و عدم التفاعل في اللحظات العصيبة" - يميلون إلى أن يكونوا أفراداً يقظين للغاية.
و يذكر فريق الباحين أن "الأشخاص الذين حصلوا على درجات تكيّف أعلى، يبدو أنهم، إما أقل تأثراً أو أكثر قدرة على الانخراط في التصورات المجهدة (المثيرة للتوتر) من خلال التصرف بوعي ، و تعليق الحكم العاطفي داخلياً ، و الاستجابة بفاعلية أقل، خارجياً."
3. اليقظة الذهنية و وقت الفراغ
تصف الشخصيات التي لديها وقت فراغ ، كما حددها مسح هوغان للتنمية ، الأشخاص الذين غالباً ما يكونون غير مكترثين برغبات و احتياجات الآخرين.
إنهم يخلقون مظهراً مستقلاً للغاية ، و لكن في الواقع ، يمكن أن يكونوا تافهين ، مستائين ، و عدوانيين سلبيين.
حيث وجد الباحثون أن الشخصيات التي لديها وقت فراغ، تظهر مستويات أقل من اليقظة الذهنية.
و يكتب الباحثون ، "إن اليقظة الذهنية تركز على الذات و الآخرين، و تقلل من الميل نحو -أو من تأثير- الأحكام العاطفية و السلبية.
و هذا يتعارض مع تبني و رعاية المعتقدات السلبية عن الآخرين.
بعبارة أخرى ، تتعارض اليقظة الذهنية مع [الشخصيات] التي تتمتع بالترفيه العالي بسبب ميلها إلى تطوير (أو تبني) افتراضات سلبية حول الأفراد ".
4. اليقظة الذهنية و الإثارة excitability
تميل الشخصيات المثيرة إلى أن تكون متقلبة المزاج ، و سريعة التأثر ، و غير متسقة ، و غير ناضجة عاطفياً.
إن هؤلاء الأشخاص يبالغون في رد فعلهم تجاه الأحداث التافهة، و يمكن أن يكونوا متفجرين في سلوكهم.
حيث أنه ليس من المستغرب أن تكون الأنواع المثيرة للاهتمام أقل وعياً من الأنواع غير المثيرة لأنها تفتقر إلى الثبات العاطفي و وجود العقل.
5. اليقظة الذهنية و الطموح
تميل الشخصيات الطموحة - أي الأشخاص الواثقون بأنفسهم اجتماعياً- و الشخصيات التي تتمتع بالتنافس و الحيوية و القيادة - إلى أن يكونوا أكثر وعياً.
في حين أن هذا قد يبدو غير بديهي ، يقدم الباحثون سبباً وجيهاً لذلك.
يقترح الباحثون، أن الأفراد الطموحين ماهرون في تحقيق التوازن بين انتباههم و وعيهم لتحقيق أهدافهم.
بعبارة أخرى ، إن التركيز الذهني الضروري لتكون شخصاً طموحاً يُترجَم إلى العديد، من نفس الصفات المرتبطة باليقظة الذهنية.
علاوة على ذلك ، يتبنى الباحثون نظرة إيجابية للطموح، إذ يقولون ،
"إن السلوكيات ذات الصلة بكلٍ، من الطموح و اليقظة الذهنية يتم وصفها غالباً بشكل إيجابي – كونها "في السياق ".
بمعنى آخر ، من الممكن أن تكون طموحاً و يقظاً في نفس الوقت.
الخلاصة:
إن اليقظة الذهنية تأتي بشكل طبيعي للبعض أكثر من البعض الآخر.
و قد يكون الأشخاص الذين لديهم مزيج من الطموح و عدم التفاعل و الشجاعة الهادئة، مهيئين بشكل خاص للوعي التام،
و لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع جميعاً، أن نصبح أكثر وعياً بمرور الوقت.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ماذا يقول العلم عن ممارسة التأمل Meditation و اليقظة الذهنية Mindfulness؟