قم بجولة فى أي صيدلية، و سوف تجد في الغالب الكثير من عبوات مركبات الفيتامينات و المكملات الغذائية منتشرة بكثرة.
فهناك أقراص و علكة بنكهة الفاكهة و قطرات سائلة و حتى مساحيق يمكنك مزجها في مشروب العصير في الصباح.
إن الفوائد الصحية المزعومة لكل تلك الأنواع واسعة للغاية ، حيث تعمل على إدارة الأنشطة المختلفة من تحسين الذاكرة إلى تعزيز صحة القلب بشكل أفضل إلى زيادة الرغبة الجنسية .
و ليس من المستغرب إذن أن الكثير من الناس (على سبيل المثال يوجد أكثر من نصف الأمريكيين) يتناولون فيتامين أو مكمل من نوع ما، بشكل عام.
للعلم تقدر قيمة صناعة المكملات الغذائية العالمية بنحو 133 مليار دولار.
و مع وجود الكثير من الأشخاص الذين يتناولون الفيتامينات ، فربما تعتقد أن هذه الكبسولات الصغيرة تفعل شيئاً جيداً لك ، أليس كذلك؟
و جوابنا لك هو: لا ، و ذلك بناءً على دراسات متعددة و خبراء الصحة.
إذ لا توفر الفيتامينات و المعادن و المكملات الغذائية التي لا يوجد لها وصفة طبية الكثير من الفوائد الصحية الإضافية إذا كنت تتناول بالفعل نظاماً غذائياً متوازناً.
و من ناحية أخرى إذا لم تكن تتبع نظام صحي جيد، فإن تعديل نظامك العذائي يجب أن يكون أول مسار لك، بدلاً من تناول الفيتامينات المتعددة ، كما تقول آنيه لينج Anne Linge ، أخصائية التغذية و المتخصص فى علاج مرضى السكري، في المركز الطبي بجامعة واشنطن – روزفلت.
لم يولد أي إنسان ، و معه زجاجة مكملات، كما تقول لينج
الغذاء هو أفضل مصدر للفيتامينات و المعادن
إن الفيتامينات و العناصر الغذائية الأخرى، نفسها ضرورية لأجسامنا وتساهم في النمو والهضم ووظيفة الأعصاب ومجموعة كاملة من الأشياء الأخرى.
تقول لينج: إن الفارق المهم هو كيفية الحصول على تلك الفيتامينات.
كما تشرح قائلة : يجب أن يكون نظامنا الغذائي هو ما يوفر جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، و مع ذلك فنحن بحاجة إلى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة ، لأنه لا يوجد نوع واحد من الطعام يعد معجزة و يوفر كل شيء على الإطلاق .
فعلى سبيل المثال..
- قم بتناول التفاح و البرتقال. إذ أن التفاحة الواحدة توفر ما يقرب من ربع الألياف اليومية التى يحتاجها الجسم ، بينما يوفر البرتقال كمية لا بأس بها من الألياف و كمية كبيرة تقريباً من فيتامين سي Vitamin C يومياً .
- و تعطينا الأنواع المختلفة من الفاكهة فوائد مختلفة ،
- كما تقدم المأكولات البحرية مزايا صحية لا تحتوي عليها الفاكهة ،
- و الخضروات فوائدها فريدة من نوعها بالمقارنة مع الحبوب و ما إلى ذلك .
و من خلال التنوع في نظام غذائي شامل، يمكنك الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها - و بالتالي لا يلزم تناول علكة مليئة بالفيتامينات للحصول على تلك العناصر .
و بالإضافة إلى ذلك تقول لينج إن الاستثناء الوحيد هو فيتامين د. إذ لا يمكننا الحصول على ما يكفي من فيتامين د من الطعام الذي نتناوله فقط ، و تعتمد أجسامنا على التعرض للشمس لللحصول على ما يكفي منه .
لماذا لا تعتبر الفيتامينات و المكملات مفيدةٌ للجسم
بعد قراءة كل ذلك ، قد تتساءل لماذا لا يمكنك تناول الفيتامينات و المكملات؟
في حين أن حبوب الفيتامينات المتعددة "multis" تحتوي عملياً على كل العناصر الغذائية الموجودة على الكوكب في حبة صغيرة ، و لكن هذا لا يعني أنها فعالة مثل تناول نظام غذائي صحي متنوع .
تقول لينج: "يمكن أن تحتوي الفيتامينات المتعددة على عناصر غذائية مثل الكالسيوم و الحديد لكن الجسم لا يقوم بامتصاصهم على النحو الصحيح معاً. و بالتالي فكل هذا يعيد التفكير إلى الطعام باعتباره أفضل مصدر لك .
جانب دمج المكونات التي لا تعمل و لا تتفاعل جيداً معاً ، فإن مصنعي الفيتامينات مضللون و مخطئون في إغراء المشترين بادعاءات مضللة لمنتجاتهم .
فغالباً ما تقوم شركات المكملات الغذائية بتسويق الفيتامينات الخاصة بها على أنها مكتملة من ناحية التغذية. بيد أن إذا ألقيت نظرة على المكونات المدونة على المنتجات ، ستجدها في كثير من الأحيان ليست مترابطة .
و هذه مشكلة كبيرة مع منتجات الفيتامينات مثل العلكة و غيرها. إذ انها تفتقد إلى الكثير من العناصر الغذائية. حتى و لو كانت لذيذة و قابلة للمضغ و بنكهة جيدة.
و لذا فإن إدارة الهيئات الطبية لا تراجع المكملات الغذائية للتأكد من سلامتها أو فعاليتها ، كما أنها لا توافق على الادعاءات حول الفوائد الصحية المزعومة لهذه المكملات.
و على الجانب الآخر ، قد تقول بعض المكملات الغذائية أنها توفر 400 في المائة ( 400%) من فيتامين سي Vitamin C يوميًا ، مما يدفعك إلى الاعتقاد أنك تحصل على أربعة أضعاف المقدار الغذائي يومياً ، و لكن هذا ليس هو الحال ببساطة .
تقول لينج : يصيب جسمك تشبع الأنسجة في مرحلة ما ، عند بلوغ تلك المرحلة. فأنت فقط تتناول تلك العناصر بدون أدنى فائدة لأن الجسم قد وصل الى تلك المرحلة من التشبع بها.
متى يمكن أن يساعد تناول الفيتامينات
على الرغم من كل هذا ، فهناك مواقف معينة تشكل استثنائات لتلك القواعد الخاصة بالفيتامينات.
و بالتأكيد فإن تناول المكملات يعتبر أمراً منطقياً إذا لم تتمكن ببساطة من الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها من نظامك الغذائي وحده. إليك بعض الحالات الخاصة:
إذا كنت لا تتعرض لأشعة الشمس كثيراً
إذا كنت تعيش شمال الكرة الأرضية أو أنك تقبع طوال النهار في مكتبك أو داخل منزلك فأنت من هذه الفئة.
بينما تستمتع بشكل مثالي بامتصاص بضع دقائق من شمس منتصف النهار للحصول على ما يكفي من فيتامين (د) ، فهذا ببساطة غير ممكن خلال فصل الشتاء في أي مكان فوق خط عرض 35 درجة.
و لا تكمن المشكلة فقط في السماء الملبدة بالغيوم دائماً - بل إن الشمس لا تستطيع الارتفاع بما يكفي خلال أشهر الشتاء لأشعة UVB الخاصة بها لاختراق الغلاف الجوي.
"إذا كان ظلك أطول من طولك الفعلي، فأنت لا تستطيع الحصول على فيتامين د ، حتى لو خرجت و أخذت حماماً شمسياً في يوم مشمس من شهر يناير، تلك هى القاعدة ، كما توضح لينج .
و حتى في وجود أشعة الشمس، فهناك أيضاً أشخاص يحتاجون إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس لأسباب طبية ، و كذلك الأشخاص الذين يقضون معظم اليوم في الداخل (في المكاتب أو المنازل) و لا يمكنهم الحصول على القدر الكافي من أشعة الشمس يومياً .
و في هذه المواقف ، تقول لينج Linge : إن تناول مكمل فيتامين د Vitamin D على مدار العام يمكن أن يساعد في ضمان استمرار الحصول على فيتامين د ، و الذي يطلق عليه فيتامين أشعة الشمس ، و لكن لابد لك من التحدث مع طبيبك لمعرفة المقدار الذي يجب أن تتناوله.
المولود الجديد
يجب أن يحصل الأطفال حديثو الولادة على حقنة فيتامين ك Vitamin K بعد الولادة بوقت قصير.
إذ أن هذا يمنع شيئاً يسمى نزيف نقص فيتامين ك K ، و هو شكل من أشكال النزيف غير المنضبط في الدماغ أو الأمعاء.
و للعم يعتبر نقل المشيمة لفيتامين ك من الأم إلى الطفل في الرحم ضعيف ، و لا يستطيع الأطفال الرضع الحصول على ما يكفي من فيتامين ك، من حليب الأم وحده.
إذا كنت امرأة حامل
ليس الأطفال حديثو الولادة فقط من يحتاجون إلى القليل من الفيتامينات ، إذ ان الأمهات الحوامل يحتجن أيضاً إلى المزيد من حمض الفوليك و أحماض أوميغا 3 الدهنية و الحديد و المواد المغذية الأخرى، و ذلك أكثر مما تحتاجه النساء الأخريات للمساعدة في النمو الصحي للجنين.
و لهذا السبب ، يوصي العديد من الأطباء، النساء الحوامل بتناول مكملات الفيتامينات ما قبل الولادة.
إذا كنت تتناول أدوية معينة
يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على قدرتك على امتصاص أو إنتاج بعض العناصر الغذائية ، على سبيل المثال ، من المعروف أن دواء مرض السكري الشهير يسبب نقص فيتامين ب 12.
تقول لينج إنه في مثل هذه المواقف ، من المهم أن تفهم الآثار الجانبية لأدويتك و أن تسأل طبيبك عما إذا كان تناول المكملات الغذائية يمكن أن يساعد حالتك.
إذا كنت نباتيًا أو لديك بعض القيود الغذائية
تقول لينج : إذا كنت تتناول بعض الأطعمة المحددة و لا تحصل على مجموعة متنوعة من الغذاء. أو إذا كنت تتجنب تناول مجموعة كبيرة من الأطعمة ، فبالفعل، قد تحتاج إلى مكمل غذائي.
على سبيل المثال ، قد يعاني النباتيون من نقص في فيتامين ب 12 لأنه يحدث في الغالب في المنتجات الحيوانية مثل الأسماك و اللحوم و الدواجن و البيض و منتجات الألبان ، على الرغم من وجود الكثير من الأطعمة الخاصة بالنباتيين و المدعمة بفيتامين ب12 Vitamin B12 ، فإن تناول المكملات يعد خياراً آخر.
و بعد كل هذا ،
حتى إذا كانت لديك قيود غذائية تجعلك تتجنب أنواعاً معينة من الأطعمة ، فلا يزال من الأفضل استشارة طبيبك أو اختصاصي التغذية، لإيجاد طرق طبيعية قائمة على تناول الغذاء المناسب للبقاء بصحة جيدة.
تقول لينج : يمكننا مساعدتك في إيجاد طرق مختلفة للحصول على التنوع الذي تحتاجه.
و بالتأكيد يمكن للناس تناول الفيتامينات و المكملات إذا أرادوا ذلك ، و لكن قد لا يكون ذلك شيئاً يحتاجونه.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
أفضل المكملات الغذائية لصحة الدماغ