صمم الباحثون مركباً جديداً لتمييع الدم يمكنه منع تجلط الدم دون التعرض لخطر النزيف ، و هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمميعات الدم blood thinner الموجودة.
للأسف قد يصاب الشخص بخثرة (جلطة دموية) لعدة أسباب.
و بعض الجلطات الدموية ، مثل تجلط الأوردة العميقة (deep vein thrombosis DVT) ، التي تكون في الوريد العميق ، يمكن أن تكون مهددة للحياة.
و يمكن أن يؤدي الخثار الوريدي الذي يحدث في الشريان التاجي إلى انقطاع تدفق الدم إلى القلب ، مما يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية.
و في مثل هذه الحالات ، يجب على الأطباء إجراء علاج سريع لحل تجلط الدم و إنقاذ حياة الشخص.
و من ناحية أخرى تساعد عوامل منع تجلط الدم ، أو مضادات التخثر ، مثل الهيبارين ، الجسم على تكسير الجلطات في الدم و منع تكون الجلطات الإضافية.
و مع ذلك ، تمنع العوامل المضادة للتخثر عمل الإنزيمات التي تساعد على وقف النزيف.
و هذا يمكن أن يؤدي إلى خطر كبير للنزيف ، و الذي يمكن أن يهدد الحياة.
و الخبر الجيد أنه في دراسة جديدة ، وصف باحثون من Ecole Polytechnique Fédérale de Lausanne (EPFL) في سويسرا نوعاً جديداً من مميعات الدم التي تحل الخثار و التجلط، دون التعرض لخطر حدوث نزيف حاد.
و على الرغم من أن التجارب على الفئران و الأرانب و الخنازير تُظهر أن الجزيء مستقر و آمن و فعال ، إلا أن العلماء يحتاجون إلى إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن يتمكن الأطباء من استخدامه على البشر.
و للعلم فقد نُشرت الدراسة في مجلة اتصالات الطبيعة Nature Communications.
الهدف: FXII
يعمل مميع الدم الجديد عن طريق تثبيط عامل التخثر XII (FXII) ، الذي يبدأ عملية تخثر الدم.
و يعلم العلماء أن استهداف هذا الجزيء آمن لأن البشر الذين يفتقرون بشكل طبيعي إلى العامل FXII يكونون أقل عرضة للإصابة بالجلطة و لكنهم لا ينزفون أكثر من المعتاد. في حين تُظهر الدراسات التي أُجريت على الفئران التي لا تحتوي على العامل XII أن هذا الأمر دقيق ، كما تؤكد الدراسات الأخرى التي أُجريت على الفئران والأرانب والرئيسيات الدليل.
و على الرغم من أن هذه الدراسة ليست الأولى، من تلك التي نجحت في إنشاء مثبط لعامل XII ، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من استخدام المركبات السابقة لأنها تفتقر إلى الفاعلية أو الانتقائية الكافية.
و في هذه الدراسة ، أجرى الباحثون بعض التغييرات الصغيرة و لكن المهمة على مثبط مصمم مسبقاً - يسمى FXII618 - لجعله خياراً علاجياً قابلاً للتطبيق.
إذ حدد الباحثون، باستخدام مزيج من أساليب الفحص العشوائي والتصميم المنطقي ، أجزاء من الجزيء يمكن تغييرها. فقد عززوا قدرته على الارتباط بأكثر من 20 مرة و زادوا ثباته في الدم 25 ضعفاً.
و بعد الانتهاء من عملية التصميم المضنية هذه ، تعاون الفريق مع خبراء في نمذجة الأمراض في جامعة برن في سويسرا لاختبار العقار على الحيوانات.
منع تخثر الدم خالية من النزيف
كشفت التجارب التي أجريت على الفئران والأرانب والخنازير عن خصائص مهمة للجزيء ، مثل الجرعة اللازمة له ليكون فعالاً. و أكدت التجارب أيضاً أنه -أي العقار الجديد- آمن و لم تظهر على الفئران أي علامات تسمم.
و أظهرت تجارب أخرى أجريت على نموذج الفأر للتخثر، أن المانع يمكن أن يعالج جلطات الدم بشكل فعال دون زيادة خطر النزيف.
يقول البروفيسور كريستيان هينيس Christian Heinis ، مختبر البروتينات العلاجية و الببتيدات ، EPFL : لقد وجد تعاوننا أنه من الممكن تحقيق مضاد تخثر خالٍ من النزيف باستخدام مثبط اصطناعي.
في المجموعة النهائية من التجارب ، اختبر الباحثون المانع في نموذج الرئة الاصطناعية.
حيث يستخدم الأطباء رئة اصطناعية لإبقاء الشخص على قيد الحياة عندما تكون رئته غير قادرة على القيام بذلك ، على سبيل المثال ، بين فشل الرئة و تلقي عملية زرع.
و يمكن أن تساعد الرئتين الاصطناعية في إبقاء الناس على قيد الحياة في المواقف التي تهدد حياتهم ، مثل الحالات الشديدة من COVID-19. و مع ذلك ، فإنها تزيد أيضاً من خطر الإصابة بجلطات الدم.
و يوضح كبير مؤلفي الدراسة البروفيسور هاينز: "أنه في هذه الأجهزة ، يمكن أن يؤدي ملامسة بروتينات الدم مع الأسطح الاصطناعية ، مثل غشاء جهاز الأكسجين أو الأنبوب ، إلى تخثر الدم".
و يمكن أن تؤدي هذه العملية ، التي تسمى تنشيط الاتصال contact activation ، إلى مضاعفات خطيرة و قد تكون قاتلة.
زيادة وقت الاحتفاظ - الاستبقاء
في نموذج أرنب، للرئة الاصطناعية ، وجد الفريق أن مميع الدم الجديد يطيل أمد عوامل تخثر الدم المهمة حوالي 10 أضعاف ، و هو أكثر فعالية بخمس مرات من الهيبارين.
كما أظهرت الأرانب التي تلقت مميع الدم الجديد نزيفاً طبيعياً تماماً ، بينما نزف من عولجوا بالهيبارين لفترة أطول من المعتاد.
بشكل عام ، تشير النتائج إلى أن مميع الدم الجديد يمكن أن يوفر حماية آمنة ضد جلطات الدم لدى المرضى الذين يتلقون علاجاً صناعياً للرئة.
و يقترح المؤلفون أنه يمكن للأطباء أيضاً استخدام الجزيء في الحالات الطبية الأخرى التي تنطوي على العامل XII ، مثل الوذمة الوعائية الوراثية و مرض ألزهايمر و التصلب المتعدد.
و على الرغم من أن هذه النتائج مشجعة ، إلا أن مميع الدم لا يبقى في الجسم لفترة طويلة. ففي حالة الأرانب ، يزيل الجسم المركب في غضون 30 دقيقة.
و هذا يعني أن الأطباء سيحتاجون إلى ضخه باستمرار حتى يكون له أي تأثير.
و لكي يكون الدواء بديلاً قابلاً للتطبيق لمضادات التخثر الأخرى ، يقوم الباحثون بتصميم متغيرات جديدة ذات أوقات احتفاظ أطول.
و من المهم أيضاً ملاحظة أن العلماء لا ينوون أن يتلقى الأشخاص هذا العلاج على المدى الطويل (على مدار أشهر أو أسابيع أو حتى أيام) ، و لا يمكن لأي شخص تناوله عن طريق الفم.
لذلك ، يمكن للأطباء فقط إدارة هذا العلاج لمنع تجلط الدم أثناء الإجراءات الحادة ، مثل العمليات الجراحية أو العلاج الذي يشمل الرئة الاصطناعية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
كل ما تحتاج لمعرفته حول فقر الدم anemia